الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

باعتباره جزءا من "حل الدولتين".. دعوات داخل فرنسا للاعتراف بفلسطين

  • مشاركة :
post-title
العلم الفلسطيني أمام قوس النصر الفرنسي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تلقي قضية الاعتراف بدولة فلسطين بظلالها الكثيفة على الساحة السياسية الفرنسية، في ظل تصاعد الأصوات المنادية بهذه الخطوة من قِبل العديد من الدول الأوروبية، في محاولة لإنقاذ ما تبقى من فرصة لتحقيق "حل الدولتين"، الذي طالما تم التشديد عليه كحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

موقف ماكرون المتحفظ

بحسب ما تشير صحيفة "لوموند" الفرنسية، يتخذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، موقفًا متحفظًا إزاء الاعتراف بدولة فلسطين في الوقت الراهن، وعلى الرغم من إعلان استعداده لاتخاذ هذه الخطوة، فإنه شدد على أنها لن تكون "انفعالية" أو "عاطفية"، وإنما ستأتي في الوقت الذي يراه مناسبًا.

ويبدو أن ماكرون يرغب في اتخاذ هذه الخطوة الحساسة بحذر شديد، متخوفًا من احتمالية تصعيد التوترات مع إسرائيل وتأجيج الصراع بالمنطقة.

انقسامات سياسية حادة

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن القضية الفلسطينية تكشف مجددًا عن الانقسامات العميقة داخل الطيف السياسي الفرنسي، فبينما يُعبر اليسار، ممثلًا بحزب الاشتراكيين وحركة فرنسا الأبية، عن خيبة أمله من تردد ماكرون في هذا الملف، ويدعو إلى الاعتراف الفوري بدولة فلسطين، تعارض أحزاب اليمين واليمين المتطرف هذه الخطوة، انطلاقًا من حرصها على عدم المساس بالعلاقات مع حكومة نتنياهو، التي ترفض حل الدولتين وتصف الاعتراف بـ"مكافأة للإرهاب".

الاعتراف بفلسطين "ضروري"

في خضم الجدل الدائر حول ما إذا كان الوقت قد حان لاعتراف فرنسا بدولة فلسطين من عدمه، أبدى جان إيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، رئيس لجنة دعم فاليري هاير، مُرشحة الائتلاف الحاكم في انتخابات البرلمان الأوروبي، موقفًا واضحًا من هذه القضية الشائكة، إذ صرّح "لودريان" بأن هذه الخطوة الدبلوماسية أصبحت "ضرورية" ولا مناص منها، بحسب ما أشارت الصحيفة الفرنسية. 

ويُعتبر لودريان، الذي شغل منصب وزير الخارجية في عهد ماكرون حتى مايو 2022، من المؤيدين المنادين طويلًا بضرورة اعتراف فرنسا الرسمي بدولة فلسطين على أساس حدود عام 1967، ويرى أن هذا الاعتراف سيكون خطوة حاسمة لحفظ ما تبقى من آمال تحقيق حل الدولتين وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي الممتد.

مساعٍ دبلوماسية

وفي محاولة للخروج من هذا المأزق، تبذل فرنسا جهودًا دبلوماسية حثيثة لتقريب وجهات النظر بين الدول الأوروبية والعربية بشأن شروط التفاوض المستقبلية.

وفي 24 مايو الماضي، استضاف ماكرون في قصر الإليزيه رؤساء وزراء ووزراء خارجية دول عربية، في خطوة تهدف إلى تشكيل "تحالف أورو - عربي" حول القضية الفلسطينية.

ومن المقرر عقد اجتماعات في باريس، 6 يونيو الجاري، بمشاركة ممثلين عن بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبولندا لبلورة موقف أوروبي موحد من القضية الفلسطينية.

حل الدولتين

وأشارت "لوموند" إلى أنه في خضم هذه الجهود الدبلوماسية، لا تزال هناك مخاوف متصاعدة من أن فرصة حل الدولتين تتلاشى شيئًا فشيئًا مع استمرار تدهور الأوضاع الميدانية.

ويحذر خبراء مثل هیو لوفات من المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية من أنه "إذا لم تلعب أوروبا بورقة الاعتراف قريبًا، فقد تختفي إمكان حل الدولتين تمامًا"، إلا أن "لوموند" أشارت إلى أن باريس لا تزال تتريث قبل اتخاذ هذه الخطوة الجريئة، رغم الدعوات المتكررة لها من قبل شركائها الأوروبيين.

موقف أوروبي موحد

على الرغم من الجهود الفرنسية لتوحيد المواقف الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية، إلا أن هذه المهمة تبقى شاقة للغاية في ظل الانقسامات العميقة داخل صفوف الاتحاد الأوروبي حيال هذا الملف الحساس.

وبينما اعترفت دول مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج بدولة فلسطين، ترفض دول أخرى مثل ألمانيا وإيطاليا والنمسا اتخاذ هذه الخطوة حتى الآن.

كما تواجه باريس تحديات إضافية تتمثل في معارضة القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا للاعتراف بدولة فلسطين في الوقت الراهن، الأمر الذي قد يجعل أي موقف أوروبي موحد عديم الجدوى دون دعم هاتين الدولتين اللتين تلعبان دورًا محوريًا في عملية السلام.

يذكر أن 145 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة تعترف بدولة فلسطين.

ويشمل ذلك 11 دولة من أصل 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، آخرها إسبانيا وأيرلندا، وتشارك سلوفينيا أيضًا في عملية الاعتراف، التي من المقرر أن تكتمل غدًا الثلاثاء، بالتصويت في البرلمان.