مع اعتراف إسبانيا رسميًا بدولة فلسطين، إلى جانب كل من أيرلندا والنرويج، اعتبرت الحكومة الإسرائيلية تلك الخطوة استفزازية وأنها "شراكة في التحريض على الإبادة الجماعية للشعب اليهودي".
واعترف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إلى جانب رئيسي دولتي أيرلندا والنرويج، بفلسطين كدولة منفصلة، اليوم الثلاثاء، داخل حدود عام 1967، وفقًا لبيان رسمي صادر عن الحكومة في مدريد، بحسب موقع "تاجز شبيجل".
قطيعة بين إسبانيا وإسرائيل
ومنذ إعلان مدريد قرارها، اندلع خلاف ساخن بين إسرائيل وإسبانيا، التي تعتبر واحدة من أشد المنتقدين الأوروبيين للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وردت الحكومة الإسرائيلية بغضب على هذا الإعلان واستدعت سفراء الدول الثلاث إلى وزارة الخارجية لتوبيخهم، وأعلنت إسرائيل، فرض قيود على عمل الدبلوماسيين الإسبان في البلاد، وتتهم إسرائيل الدول بمكافأة حركة حماس من خلال الاعتراف بفلسطين.
وانتقد وزير الخارجية يسرائيل كاتس إسبانيا، قائلًا إن حكومة سانشيز متواطئة في التحريض على الإبادة الجماعية ضد اليهود وجرائم الحرب، وأن نائبة رئيس الوزراء يولاندا دياز تدعو إلى القضاء على إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية إسلامية من النهر إلى البحر.
فلسطين حرة
وأثارت نائبة رئيس الحكومة الإسباني، يولاندا دياز، من تحالف سومار اليساري، غضبًا كبيرًا الجمعة الماضي برسالة فيديو: "فلسطين ستكون حرة، من النهر إلى البحر"، مشيرة إلى الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
وتدهورت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بعد الاعتراف الدبلوماسي من قِبل دولتين عضوتين في الاتحاد الأوروبي، وإصرار مدريد أمس الاثنين على أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتخذ إجراءات ضد إسرائيل بسبب هجومها المستمر في مدينة رفح بجنوب غزة.
علاقات تاريخية
وعلى مر السنين كانت إسبانيا أقرب إلى فلسطين، وفي عهد الملك فرانكو، لم تعترف إسبانيا بدولة إسرائيل في عام 1948، ولم تفعل ذلك إلا عندما انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في عام 1986.
وبدوره قال إدوارد سولير ليشا، العالم سياسي وخبير في شؤون الشرق الأوسط في مركز برشلونة للشؤون الدولية، إن إسبانيا استثمرت الكثير في العلاقات الدبلوماسية مع فلسطين، وكان أول رئيس وزراء إسباني منتخب ديمقراطيًا، أدولفو سواريز، أول رئيس حكومة غربي يلتقي بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في عام 1979."
وساطة إسبانية
وفي وقت لاحق، حاولت إسبانيا أن تلعب دور الوساطة في الشرق الأوسط، بعد أن دافعت بقوة عن عملية السلام في مؤتمر مدريد عام 1991، وعملية برشلونة عام 1995، واللجنة الرباعية للشرق الأوسط في مدريد عام 2002 الذي مهّد لاتفاق أوسلو اللاحق بين إسرائيل وفلسطين.
منع تصدير الأسلحة لإسرائيل
منذ عملية "طوفان الأقصى"، انتقدت إسبانيا بشدة حكومة بنيامين نتنياهو، وبعد ذلك بوقت قصير علقت جميع صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، وفي الأسبوع الماضي، طالب نائب رئيس الوزراء دياز الاتحاد الأوروبي بإنهاء جميع العقود القائمة وتدفقات الأموال إلى إسرائيل.
ويؤيد 78% من الإسبان اعتراف أوروبا بفلسطين، و60% يؤيدون حل الدولتين، ولا يعتبر غالبية الإسبان حماس على أنها منظمة إرهابية، بل على أنها منظمة مقاومة، وهو ما دفع "سانشيز الاعتراف الأسبوع الماضي: "نحن ننفذ إرادة غالبية السكان الإسبان"، بحسب معهد الاستطلاعات "Real Instituto Elcano".