أعلنت كل من النرويج وإسبانيا وأيرلندا، اليوم الأربعاء، اعترافهم بدولة فلسطين، رفضًا لجرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين، بعد ما يزيد على 228 يومًا من الحرب الوحشية على قطاع غزة، ذلك الإعلان الذي يعد إنصافًا لفلسطين وشعبها، الذي سيتحقق رسميا في 28 مايو الجاري.
وتعقيبًا على القرار، قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن اعتراف ثلاث دولة لها ثقل في أوروبا مثل إسبانيا والنرويج وأيرلندا، بدولة فلسطين أمر مهم جدًا، ويشجّع دولًا أخرى لتحذو حذوها، وتعترف قريبًا بدولة فلسطين، مع العلم بأن هناك دولًا قريبة من تلك الخطوة مثل إيطاليا وسلوفينيا.
وأوضح "الرقب"، في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن الاحتلال يضرب بالموقف الدولي عرض الحائط، لكن الاعتراف من قِبل الدول الثلاث يعد انتصارًا معنويًا، ويؤكد أن العالم يريد حل الصراع بشكل أساسي، وبالتالي فإن اعتراف إسبانيا، والنرويج، وأيرلندا، بمثابة دعم تاريخي للشعب الفلسطيني.
إحراج دولي
وأشار إلى أن "الإعلام العبري اليوم وأمس، اعتبر أن الاعتراف بدولة فلسطين بمثابة دعم للإرهاب كما يصنفه الاحتلال، وأنه لن يغير شيئًا على الأرض، مع استمرار الحرب على قطاع غزة من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي".
ولفت إلى "أنه كلما زاد الاعتراف بدولة فلسطين، مثّل إحراجًا للولايات المتحدة الأمريكية، والاحتلال الإسرائيلي، اللذين لا يريدان للصراع الحالي أن ينتهي، كما أن الاحتلال بكل مقوماته ضد فكرة إقامة دولة فلسطينية، لذا أزعجه اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا، بدولة فلسطين، في خطوة للتخلي عن إدانة الصراع والتوجه نحو إنهائه".
حل الدولتين
وقال الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلاقات الدولية، إن اعتراف دول إسبانيا وأيرلندا والنرويج بدولة فلسطين جاء في توقيت مهم ودقيق، إذ يتعاظم التأييد الدولي للحقوق الفلسطينية المشروعة، والحق الطبيعي بتقرير المصير والاستقلال السياسي وإقامة الدولة الفلسطينية على حدودها المقررة في الأمم المتحدة.
وأضاف "شعث"، في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن اعتراف هذه الدول تحديدًا إسبانيا والنرويج وأيرلندا له دلالات عديدة تُسهم وتدعم الاعتراف بدولة فلسطين، من حيث مكانة تلك الدول وأهميتها باعتبارها دولًا وازنة ومؤثرة في أوروبا الغربية.
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية أن الاعتراف الدولي على المستوى الثنائي بدولة فلسطين والمتزايد تباعًا يؤكد لنا حجم التطور الدولي العميق وفهمه للصراع في فلسطين.
وتابع: "الأمر الأهم هنا أن الدول الغربية لم يعد بمقدورها أن تستمر في دفع ثمن الصراعات والحروب بالمنطقة العربية، التي تعد قضية فلسطين هي المسبب الرئيسي فيها.. ولهذا تبرز حاجة الدول الغربية لتحقيق السلام في المنطقة، وذلك لن يأتي إلا بتحقيق حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين وإقامتها على أراضيها المحتلة 1967م.
انتصار للقضية الفلسطينية
وبدوره ثمّن الكاتب الصحفي أشرف العشري، مدير تحرير جريدة الأهرام المصرية، اعتراف كل من إسبانيا والنرويج وأيرلندا، بدولة فلسطين، الذي وصفه بـ"الخطوة الإيجابية للغاية"، بعد أن تعهدت تلك الدول منذ اللحظة الأولى باتخاذ قرارات داخل المجموعة الأوروبية حتى ولو بشكل منفصل للاعتراف بدولة فلسطين.
ولفت "العشري"، في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية" إلى أن "الأمين العام للأمم المتحدة في وقت سابق، أكد أن هناك دولًا في المجتمع الدولي تريد الاعتراف بدولة فلسطين، وحتى جوزيب بوريل مسؤول السياسية الخارجية الأوروبية قال إن في شهر مايو الحالي ستكون هناك 6 دول أوروبية سوف تعترف بدولة فلسطين".
وأكد أن "اتخاذ مثل هذه الخطوة انتصار للقضية الفلسطينية، وانتصار لقرار الجمعية للأمم المتحدة قبل أسبوعين الذي قرر أن يكون هناك بالفعل وجود مقعد لفلسطين في الأمم المتحدة".
المجتمع الدولي ضد إسرائيل
وقال مدير تحرير جريدة الأهرام المصرية، إن "القرار بمثابة لطمة أو صفعة في وجهة إسرائيل، وأيضًا مناكفة للجانب الأمريكي، للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة، وعقد مؤتمر دولي للسلام للبحث عن صيغة لحل الدولتين".
وأشار إلى أن "أمريكا سوف تواجه الكثير من الصعوبات في هذه المرحلة الدقيقة، وربما في المستقبل القريب الذي من شأنه أن يكون هناك بالفعل تضافر لدول في المجتمع الغربي للاعتراف دولة فلسطين".
صياغة جديدة
وأكد "العشري" أن تلك الخطوة ستعيد صياغة المشهد السياسي في الفترة الحالية، إلى جانب الموقف العربي والمجتمع الدولي، وترجمة أيضًا للموقف المصري في هذا الشأن، وأن هناك فرصة من الآن للسلطة الفلسطينية للحصول على المزيد من المكاسب لتغيير قواعد اللعبة السياسية التي من شأنها رفض كل محاولات الضغط الإسرائيلي وتعطيل محاولات الإفشال الإسرائيلي لقيام دولة فلسطينية.
ضغوط هائلة على نتنياهو
وأشار مدير تحرير جريدة الأهرام المصرية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي سيجد نفسا مضطرًا، إلى أن يكون هناك بالفعل خضوع في ضوء الضغط المتزايد من قِبل محكمة العدل الجنائية، وقوى اليسار ويسار الوسط التي تطالب بعزل حكومة اليمين المتطرف المتمثل في نتنياهو، وسموتريتش، وبن جفير.
واختتم بأن اعتراف الدول الثلاث بدولة فلسطين، يمثل ضربة البداية للاعتراف بدولة فلسطين، وتبقى الكرة في الملعب الفلسطيني لإحدات مصالحة داخلية، والحديث عبر رأس واحدة بدلًا من رأس حماس والسلطة، وحراك عربي لفتح أفق جديد نحو توسيع الاعتراف بدولة فلسطين.