تظاهرت أعداد ضخمة من الإسرائيليين، حتى الساعات الأولي من صباح اليوم الاحد، في تل أبيب، بناء على دعوة عائلات المحتجزين؛ للخروج إلى الشوارع للمطالبة بإبرام صفقة التبادل ووقف الحرب.
وقالت عائلات المحتجزين لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو: "الوقت ينفد وربما هذه الفرصة الأخيرة لإنقاذ أرواح ذوينا".
وبين المتظاهرين، برزت عدة صور لمهرّب المخدرات الكولومبي الشهير "بابلو سكوبار"، إلى جوار صور رئيس الوزراء الإسرائيلي، وكتب بعض المتظاهرين "بيبي- سكوبار" -الاسم الذي يشير إليه الإسرائيليون لرئيس وزرائهم- مشبّهين زعيم الليكود المتعنت أمام وقف العدوان بتاجر الممنوعات الأشهر.
لكن في الواقع، ليس جديدًا التشبيه أو انتشار الصورة التي تجمع بين نتنياهو وسكوبار.
فقد سبق أن انتشرت اللافتات نفسها في الاحتجاجات الحاشدة عام 2023، قبل اندلاع عملية "طوفان الأقصى"، والعدوان الذي أعقبها على قطاع غزة، عندما خرجت أعداد كبيرة من الإسرائيليين إلى الشوارع رفضًا للإصلاح القضائي الذي روّجت له حكومة نتنياهو، بينما كان يواجه محاكمة بتهمة الفساد، والتي لم ينتهي الامر.
زعيم عصابة
حسب صحيفة El Espectador الإسبانية، فقد شوهدت ملصقات مكتوب عليها "بيبي سكوبار"، مع صور موازية لرئيس الوزراء، ومهرب المخدرات الكولومبي المتعطش للدماء، الذي قُتل عام 1993 والمسؤول عن مئات الهجمات على قوات الأمن وآلاف الضحايا.
وقد تم تداول الصور في ذلك الوقت في وسائل الإعلام العالمية، وكتبت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في ذلك الوقت: "المتظاهرون يقارنون نتنياهو بمهرب المخدرات الكولومبي بابلو سكوبار خلال رحلة رئيس الوزراء إلى لندن يوم الجمعة".
وأشارت الصحيفة الأمريكية في مارس 2023، إلى أن الاحتجاجات التي رفعت فيها الجماهير صورة بيبي وسكوبار "واحدة من أشد لحظات الاحتجاجات ضد الإصلاح المقترح بهدف تعزيز سلطة الحكومة والسلطة التشريعية -ذات الأغلبية الموالية للحكومة وقتها- على حساب السلطة القضائية".
ووصفت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية في أكتوبر من العام الماضي، أن هذا التشبيه "يبدو مبالغًا فيه".
كما جذبت الملصقات التي تقارن نتنياهو بزعيم العصابات سيئ السمعة انتباه وسائل الإعلام الدولية، مثل قناة "TV5 Monde" الفرنسية، التي عادت للظهور في أعقاب انتشار مقتل عدد من جنود الاحتلال الأسرى لدى حركة حماس بواسطة الجيش الإسرائيلي.
وبحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، التي نشرت أيضًا صورة "بيبي إسكوبار"، فقد اشتدت المظاهرات منذ أبريل الماضي، عندما تأكد مقتل محتجز إسرائيلي آخر لدى حماس.