الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

63 عملية في 37 دولة.. بعثات حفظ السلام "تنكمش" في 2023

  • مشاركة :
post-title
جندي نيجيري يتبع قوات بعثة الاتحاد الإفريقي – أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

صدر حديثًا عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) تقريرًا حول عمليات السلام المتعددة الأطراف في عام 2023، وذلك بالتزامن مع اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة، الذي يوافق 30 مايو من كل عام.

وأشار التقرير إلى أنه في عام 2023، كانت هناك 63 عملية سلام متعددة الأطراف نشطة في 37 دولة أو إقليم حول العالم، بشكل أقل مما كانت عليه في عام 2022.

ونفذت الأمم المتحدة أكبر عدد من عمليات السلام المتعددة الأطراف، بواقع 20 عملية. بينما أجرت منظمات وتحالفات إقليمية مختلفة 38 عملية أخرى؛ أما العمليات الخمس الأخرى، فقد تم إجراؤها من قِبل تحالفات مخصصة من الدول.

ومن بين العمليات الـ63، كانت هناك 24 عملية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، و19 في أوروبا، و14 في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و3 في آسيا، و3 في الأمريكتين.

كما شارك 100.568 موظفًا دوليًا في عمليات السلام المتعددة الأطراف حتى 31 ديسمبر الماضي، بنسبة أقل 13% عما كان عليه في نهاية عام 2022؛ ويمثل هذا أكبر انخفاض وأدنى إجمالي في العقد الماضي.

وشهد العام الماضي عمليات جديدة في أرمينيا ومولدوفا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، بينما أُغلقت العمليات في مالي والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى.

عمليات جديدة

تأسست بعثة الاتحاد الأوروبي في أرمينيا (EUMA) في 23 يناير 2023، وقد خلّفت قوة المراقبة المؤقتة للاتحاد الأوروبي في أرمينيا (EUMCAP)، والتي تم نشرها بين أكتوبر وديسمبر 2022 بعد تجدد الأعمال العدائية بين أرمينيا وأذربيجان.

وتتمثل مهمة البعثة الأوروبية في مراقبة الوضع الأمني ​​على طول الجانب الأرمني من الحدود الدولية مع أذربيجان والإبلاغ عنه، بهدف تقليل المخاطر التي يتعرض لها الناس في المناطق المتضررة من النزاع، ودعم بناء الثقة بين أرمينيا وأذربيجان.

كما تم إنشاء بعثة الشراكة للاتحاد الأوروبي في جمهورية مولدوفا (EUPM) في 24 أبريل 2023 بناءً على طلب حكومة البلاد، حيث تأثرت البلاد بشدة من العملية الروسية واسعة النطاق لأوكرانيا في عام 2022.

ومن بين أمور أخرى، واجهت مولدوفا تحديات أمنية، مثل تدفق اللاجئين وأزمة الطاقة وانتهاكات مجالها الجوي بالصواريخ الروسية.

كما تأسست بعثة الجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي (SADC) في جمهورية الكونغو الديمقراطية (SAMIDRC) في 8 مايو 2023، وتم نشرها رسميًا في 15 ديسمبر 2023.

وتتمثل المهمة الرئيسية للبعثة في دعم الجيش الكونغولي في قتال الجماعات المسلحة في شرق البلاد؛ ومن المتوقع أن تتولى المهام التي كانت تتولاها في السابق القوة الإقليمية لجماعة شرق إفريقيا في الكونغو (EACRF-DRC).

وقد تفاقم الوضع الأمني ​​وأعمال العنف في شرق الكونغو منذ عودة ظهور حركة 23 مارس (M23) في أواخر عام 2021؛ وعلى الرغم من نشر قوات البعثة الإفريقية، حققت الحركة تقدمًا في مقاطعة شمال كيفو في أواخر عام 2023، واستولت على عدة قرى في محيط عاصمة المقاطعة، جوما، في أوائل عام 2024.

مستشار عسكري أممي يزور بعثة لقوات حفظ السلام – أرشيفية
عمليات منتهية

في 30 يونيو 2023، بعد عقد من العمليات في مالي، أنهى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ولاية بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، وتم بانسحابها الكامل، بناءً على طلب من الأمم المتحدة.

وتفاقمت التوترات في مالي بشكل أكبر بسبب أنشطة مجموعة فاجنر، وهي شركة عسكرية روسية خاصة، بعد ديسمبر 2021، مما دفع العديد من الدول المساهمة بقوات إلى إعلان انسحابها من بعثة الأمم المتحدة.

كما أن ارتفاع معدل الضحايا في البعثة جعل المساهمين مترددين بشكل متزايد في نشر القوات؛ وفق التقرير.

ولفت معهد ستوكهولم إلى أن هناك معلومات قليلة بشأن إغلاق بعثة المراقبين العسكريين للاتحاد الإفريقي في جمهورية إفريقيا الوسطى (MOUACA)، ولكن يبدو أن البعثة توقفت عن العمل بحلول عام 2023.

وقد تم إنشاء البعثة في يوليو 2020 لدعم مراقبة تنفيذ الاستراتيجية السياسية لعام 2019، الخاصة باتفاق السلام والمصالحة في جمهورية إفريقيا الوسطى.

وفي أكتوبر 2022، وجّه مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الإفريقي مفوضية الاتحاد الإفريقي بالبدء في الانسحاب التدريجي والإغلاق النهائي لـ MOUACA، ونقل مسؤوليات ولايتها إلى بعثة الاتحاد الإفريقي لجمهورية إفريقيا الوسطى ووسط إفريقيا (MISAC). وقد تأثر هذا القرار بالظروف الأمنية غير المستقرة في البلاد.

قيود عملياتية

واجهت عمليتان للسلام قيودًا كبيرة على عملياتهما في عام 2023 وتم إنهاؤهما في نهاية المطاف في أوائل عام 2024. حيث تم إنشاء مركز المراقبة الروسي التركي المشترك (RTJMC) في أذربيجان في عام 2021 لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار بين القوات الأرمينية والأذربيجانية الموقعة في أعقاب حرب ناجورنو كاراباخ الثانية في 2020.

كما واجهت بعثة الاتحاد الأوروبي لبناء القدرات في النيجر (EUCAP Sahel Niger) صعوبات في أعقاب تغير النظام في البلاد في يوليو 2023 والتعليق اللاحق لتعاون الاتحاد الأوروبي التنموي والعسكري مع البلاد.

وتأسست البعثة في عام 2012 بتفويض للمساعدة في تنفيذ الاستراتيجية الأمنية للنيجر وتعزيز سيادة القانون ودعم استدامة قوات الأمن النيجرية. لكن في ديسمبر الماضي، سحب المجلس العسكري الجديد موافقته رسميًا على بعثة الاتحاد الأوروبي في منطقة الساحل بالنيجر، وذلك بإلغاء اتفاق وضع البعثة، ومنحه إشعارًا بالانسحاب مدته ستة أشهر.

وبحلول مايو 2024، كانت البعثة سحبت جميع موظفيها الدوليين من النيجر وأوقفت أنشطتها.

هكذا، يشير التقرير إلى تأثير المنافسات الجيوسياسية على عمليات السلام؛ حيث أصبح الاتفاق السياسي حول كيفية إدارة النزاعات المسلحة صعبا بشكل متزايد في عام 2023، بسبب التوترات الجيوسياسية المتصاعدة.

وفي حين تمكنت العديد من عمليات السلام المتعددة الأطراف من مواصلة العمل كالمعتاد، فقد كان هناك خلاف متكرر في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وفي مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الإفريقي حول إنشاء عمليات جديدة وتغييرات في تلك القائمة.

وفي الوقت نفسه، كان اهتمام معظم الحكومات الغربية منصبًا على دعم أوكرانيا ضد روسيا وتعزيز قدراتها في الدفاع الجماعي والردع.

وعلى وجه الخصوص، قامت هذه الحكومات بتوفير قدر أقل من القدرات العسكرية والتمويل لعمليات السلام المتعددة الأطراف في إفريقيا، كما يتضح من تركيز مرفق السلام الأوروبي على أوكرانيا.

وفي الوقت نفسه، زادت روسيا من مشاركتها في أجزاء من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وعرضت على الحكومات استخدام الشركات العسكرية الخاصة لمحاربة الجماعات المسلحة.