في تطور لافت للنظر، أعلنت الأمم المتحدة قرارها بسحب قوة حفظ السلام، من جمهورية الكونغو الديمقراطية بحلول نهاية عام 2024، وهي خطوة تأتي وسط استمرار الصراع وعدد قياسي من الأفراد النازحين؛ بسبب النزاع المستمر في الدولة الإفريقية.
وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة إن نحو 2000 جندي تابعين للأمم المتحدة سيغادرون المناطق الشرقية المضطربة في جمهورية الكونجو الديمقراطية بحلول نهاية أبريل، في المرحلة الأولى من الانسحاب المزمع لبعثة حفظ السلام من البلاد، وفق "رويترز".
ووافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إنهاء المهمة في ديسمبر، بعد طلب من الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، في سبتمبر لتسريع انسحاب قوات حفظ السلام.
وتولت القوة التي يبلغ قوامها حاليًا 13500 جندي، والمعروفة باسم "مونوسكو"، المسؤولية من عملية سابقة للأمم المتحدة في عام 2010 للمساعدة في تهدئة انعدام الأمن في شرق الدولة الواقعة في وسط إفريقيا، حيث تتقاتل الجماعات المسلحة على الأراضي والموارد.
فشل في حماية المدنيين
لكن في السنوات الأخيرة، أصبح وجودها لا يحظى بشعبية متزايدة؛ بسبب ما يقول النقاد إنه فشل في حماية المدنيين من الميليشيات، مما أثار احتجاجات دامية، وفق "رويترز".
وقالت بينتو كيتا، رئيسة البعثة، في مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولين حكوميين: "لدينا سقف قدره 13500 جندي أذن به مجلس الأمن، اعتبارًا من 30 أبريل، ومع بدء الانسحاب، سنصل إلى 11500".
وأضافت أن المرحلة الأولى من ثلاث مراحل للانسحاب ستبدأ في مقاطعة جنوب كيفو، مضيفة أن قوات الأمن الكونغولية ستتولى السيطرة على 14 قاعدة تابعة للأمم المتحدة في المقاطعة، وستنسحب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في وقت لاحق من مقاطعتي شمال كيفو وإيتوري في المراحل التالية.
وقال وزير الخارجية الكونغولي كريستوف لوتوندولا، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة كينشاسا، إنه من المتوقع أن تخرج قوات الأمم المتحدة المتبقية من البلاد بحلول 31 ديسمبر 2024.
الانسحاب لا يعني نهاية المعركة
وقال لوتوندولا إن "انسحاب بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية لا يعني بالضرورة نهاية المعركة التي نخوضها لحماية المصالح الإقليمية لبلادنا، يجب أن نواصل النضال".
وقد نزح أكثر من 7 ملايين شخص؛ بسبب الصراعات في الكونغو، معظمهم في المقاطعات الشرقية الثلاث، حيث لا يزال عدد لا يحصى من الجماعات المسلحة يعمل.
المرحلة الأولية للانسحاب
من المقرر أن تبدأ المرحلة الأولى من الانسحاب مع انتشار الشرطة والجيش في مقاطعة جنوب كيفو، ومن المقرر أن تكتمل هذه الخطوة الأولية في موعد أقصاه أبريل 2024، وفق بيان مشترك أصدرته حكومة الكونغو والأمم المتحدة.
وبعد هذه الخطوة الأولية، طلب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إجراء تقييم، قبل إغلاق القواعد الإضافية في مقاطعتي شمال كيفو وإيتوري، ويتماشى التحليل التفصيلي والخطوات اللاحقة مع استراتيجية الأمم المتحدة؛ لضمان انسحاب منهجي ومخطط له بشكل جيد.
التحديات والتداعيات
إن قرار سحب قوة حفظ السلام، على الرغم من الصراع المستمر والنزوح الجماعي، يثير العديد من الأسئلة، حول فعالية حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية في إدارة الصراع دون تدخل الأمم المتحدة، ومستقبل الأفراد النازحين، واحتمال تصعيد الصراع، ليست سوى عدد قليل من القضايا التي تتركها هذه الخطوة في أعقابها، وفق شبكة "بي إن إن" الأمريكية.