الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لإسقاط نتنياهو.. "صراع العروش" يشتعل بين أحزاب إسرائيل

  • مشاركة :
post-title
نتنياهو يواجه أزمات داخلية كبيرة وحصارا خارجيا

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

يعيش الداخل الإسرائيلي أزمات كبيرة، فما بين اشتعال الشارع بالمظاهرات اليومية التي تطالب بعودة المحتجزين ووقف الحرب، وخلافات كبيرة بين وزراء الحكومة ومجلس الحرب وصلت إلى حد الاتهامات بالفشل والتهديد بالانسحاب، ومع وصول الأمور اليوم إلى الخلافات التي ضربت أبناء الحزب الواحد، ودخول الكنيست على الخط، يجد نتنياهو نفسه وحيدًا في مواجهة تلك الأزمات، بعد أن تعالت الأصوات لإجراء انتخابات مبكرة سعيًا للصعود مكان نتنياهو.

ويشن الاحتلال الإسرائيلي هجومًا مدمرًا على قطاع غزة بهدف تحقيق هدفين يتمثلان في إعادة المختطفين وإنهاء حكم حماس، وبعد ما يقرب من ثمانية أشهر على الهجوم البري، لم تتمكن إسرائيل من تحقيق أي من الهدفين، غير أنهم قتلوا أكثر من 35 ألف فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال، وجرحوا ما يصل إلى 80 ألفًا، إلى جانب تدمير هائل للبنية التحتية والحياة برمتها في قطاع غزة.

جادي آيزنكوت عضو حزب الوحدة الوطنية
نتنياهو فاشل

ويواجه نتنياهو هجومًا شرسًا على جميع المستويات في الداخل الإسرائيلي، التي تطالبه بوقف الحرب والقيام بصفقة لإعادة المتبقين من المحتجزين، الذين قتلت القوات الإسرائيلية أغلبهم بسبب القصف العشوائي المستمر، كان آخرها بحسب وسائل إعلام إسرائيلية اتهامات وهجوم حاد وجهها له عضو مجلس الوزراء عن حزب الوحدة الوطنية جادي آيزنكوت.

وصب "آيزنكوت" جام غضبه على بنيامين نتنياهو، واصفًا استمرار قيادته للبلاد بـ"الخطر الكبير" على إسرائيل، وذلك بسبب تعامله مع الحقائق على الأرض بصورة مختلفة، متهمًا إياه وحكومته بالفشل في الحكم بشكل كبير، كما فشلت في إعادة الأمن للجمهور الإسرائيلي.

أهداف الحرب

أمام تلك الاتهامات، خرج حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، في المقابل، ليكيل الاتهامات لآيزنكوت وبيني جانتس رئيس حزب الوحدة الوطنية، وفقًا لوسائل الإعلام، بأنهما يختلقان الأعذار من أجل إنهاء الحرب دون تحقيق أهدافها، ويسعيان لإسقاط الحكومة بدلًا من الانخراط في السعي لتحقيق النصر، فهما ينخرطان في سياسات تافهة.

لم يصمت حزب الوحدة الوطنية، وزاد في اتهام نتنياهو بأنه فشل في تحقيق إنجازات على أرض المعركة وإضاعة وقته في المناورة في حقل ألغام سياسي بدلاً من حقل ألغام حقيقي، مشيرين إلى أنه لا يتم كسب الحروب بالشعارات.

الكنيست الإسرائيلي
الكنيست وآخرون

دخل الكنيست الإسرائيلي هو الآخر على خط الصراع الدائر، حيث وجّه الحاخام جلعاد كاريف، عضو الكنيست هجومًا كبيرًا على حكومة نتنياهو، مشيرًا إلى أن نتنياهو غير مؤهل لقيادة دولة إسرائيل في هذا الوقت المعقد، لافتًا إلى أن استمرار حكمه يشكّل خطرًا أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا، داعيًا حزب الوحدة الوطنية إلى الانسحاب من الحكومة وإجراء انتخابات.

وانضم عضو الكنيست عن حزب العمل، الحاخام جلعاد كاريف، إلى الهجوم على الحكومة، وانتقد بشدة رد نتنياهو، قائلًا إن "كلماته تعطي مزيدًا من الشرعية لمشاعر غالبية الجمهور الإسرائيلي. نتنياهو غير مؤهل لقيادة دولة إسرائيل في هذا الوقت المعقد. واستمرار حكمه يشكل خطرًا أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا". ودعا حزب الوحدة الوطنية إلى الانسحاب من الحكومة ودعا إلى إجراء انتخابات.

هجوم آخر تعرض له إئتلاف نتنياهو، بعد أن هدد رئيس حزب يهدوت هتوراة المتحد، موشيه جافني، بأنه سيترك الحكومة إذا لم يتم التعامل مع القضايا المتعلقة بتمويل تعليم اليهود المتشددين، متهما الحكومة بإعطاء رواتب للمعلمين العلمانيين بينما المتدينون لم يحصلوا على رواتبهم، مشيرًا إلى أنهم يتعرضون لحرمان وتمييز.

تظاهرات في الشارع الإسرائيلي
مهلة جانتس ومظاهرات الشارع

كان جانتس أعطى نتنياهو مهلة حتى 8 يونيو المقبل من أجل تنفيذ شروطه المتمثلة في إعادة المختطفين إلى وطنهم، وحل حماس، وتجريد قطاع غزة من السلاح، وإقامة بديل للحكم، وإعادة السكان إلى وطنهم الشمال بحلول الأول من سبتمبر المقبل.

وبالأمس القريب قدّم جانتس، عضو مجلس الحرب الإسرائيلي، مقترحًا لمجلس الوزراء، لإجراء تحقيق حكومي رسمي في أحداث 7 أكتوبر الماضي وما بعدها، حيث يسعى إلى فضح ما إذا كانت إسرائيل أوفت بالتزاماتها بموجب القانون الدولي في مواصلة الحرب، بعد أن قررت المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت.

كما ينظم الإسرائليلون مظاهرات شبه يومية في الشوارع، مطالبين الحكومة بالاستماع إليهم، وأن الاحتكام إلى صناديق الاقتراع سيكشف أن الجمهور الإسرائيلي يريد إنهاء الحرب مقابل عودة المحتجزين، مشيرين في تصريحاتهم لوسائل الإعلام إلى أن التاريخ سيحكم على كل واحد من الحكومة الإسرائيلية، التي ستكون متواطئة في جريمة إهمال المواطنين، موجهين نداءات لنتنياهو بتحمل المسؤولية وتقديم الاستقالة على الفور.

وسوم :