حذّرت البرامج والوكالات التابعة للأمم المتحدة، والعاملون في المجال الإنساني، من تدهور الأوضاع في سوريا، عقب الزلازل المُدمرة، حيث تعاني سوريا في الأصل من مجموعة من الأزمات المركبة، زادتها الزلازل المُدمرة صعوبة، بعد تشرد الآلاف المتضررين الذين فقدوا منازلهم في أماكن مُتكدسة مع صعوبة الوصول للخدمات الأساسية المنقذة للحياة؛ مما يُهدد بتفشي الأمراض المعدية.
تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في شمال غرب سوريا، أفاد بزيادة 12% في الحالات المُبلغ عنها من إصابات الكوليرا خلال أسبوع، ما يقرب 2000 إصابة 45% منها أطفال دون سن الخامسة.
ومن جانبها أوضحت المنظمة الأممية في تقريرها أنه تم الوصول إلى أكثر من 425 ألف شخص بإمدادات وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الأساسية، بما في ذلك من خلال دعم إدارة جودة المياه في 5 محطات مياه و89 مركز استقبال في شمال غرب سوريا تخدم حوالي 190.000 شخص مُتضرر، فيما تم الوصول إلى أكثر من 55 ألف طفل بخدمات وإمدادات حماية الطفل الأساسية.
روس سميث، نائب برنامج الأغذية العالمي في سوريا، قال "إن الزلزال يأتي على رأس أزمة غير مسبوقة في سوريا، حيث يعاني 12.1 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، ويقف حوالي ثلاثة ملايين آخرين على شفا هوة انعدام الأمن الغذائي".
وأضاف المسؤول ببرنامج الأغذية العالمي أن الأزمة الاقتصادية في البلاد تزداد سوءًا عامًا بعد عام، حيث لا يكفي متوسط الراتب الشهري سوى لثلاثة أيام فقط من الأغذية، والتي شهدت ارتفاعًا في الأسعار بمقدار عشرة أضعاف خلال السنوات الثلاث الماضية.
وشدد المسؤول الأممي على استمرار وجود تحديات كبيرة على الأرض في المناطق المُتضررة، حيث إن أماكن الإيواء المُتاحة ليست مُخصصة للدعم طويل الأمد، هذا بالإضافة إلى خروج الأطفال من المدارس، إلى جانب مخاوف تتعلق بالحماية والصرف الصحي.
وأضاف: "لا أستطيع أن أتحدث بما فيه الكفاية عن الفقر المدقع والحرمان في بعض هذه المناطق، لا يزال لدينا أسر تنام في الشارع في البرد، حيث تنخفض درجات الحرارة ليلًا إلى ما دون الصفر في أجزاء من شمال غرب سوريا".
من جانبه وصف، ديفيد بيزلي، مدير برنامج الأغذية العالمي، الوضع في سوريا بأنه "كارثة فوق كارثة"، إذ يأتي الزلزال بعد 12 عامًا من الصراع المتواصل، فيما تفتقر المناطق الأكثر تضررًا إلى القدرات والبنية التحتية اللازمة للتعامل مع آثار كارثة بهذا الحجم.
وشدد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، على ضرورة وصول المساعدات الغذائية إلى سكان شمال غرب سوريا، من جميع الجهات عبر كل الطرق ودون أي قيود على خلفية تفاقم الاحتياجات ونضوب المخزونات بسرعة.