يستعد أكثر من 28 ألف موظف، داخل شركة سامسونج للإلكترونيات في كوريا الجنوبية، للقيام بحدث تاريخي لم تشهده المجموعة العالمية منذ انطلاقها في العقد الماضي، حيث يعتزم الموظفون القيام بإضراب كبير للمطالبة بتحسين الأجور والمزايا التي تتعلق بالعطلات الرسمية والمكافآت.
وتعد شركة سامسونج للإلكترونيات، هي الشركة الرئيسية التابعة لمجموعة سامسونج جروب العملاقة في كوريا الجنوبية، وبحسب شبكة إذاعة "في أو إيه نيوز" الأمريكية، تعتبر أكبر التكتلات في المجموعة التي تهيمن على الأعمال التجارية في رابع أكبر اقتصاد في آسيا، كما تعد أكبر الشركات المصنّعة للهواتف الذكية في العالم، وأيضًا واحدة من الشركات الفريدة على مستوى العالم التي تنتج شرائح ذاكرة متطورة تستخدم في الذكاء الاصطناعي.
الأجور والمكافآت
وفي 7 يونيو المقبل، يعتزم الآلاف من موظفي الشركة القيام بالإضراب التاريخي، وذلك بحسب ما أعلنه الاتحاد الوطني للشرطة، وبحسب صحيفة "إيكونوميك تايمز"، يمكن أن يمتد الإضراب الذي من المفترض أن يستمر ليوم واحد، إلى إضراب عام محتمل في مراحل متقدمة إذا استمرت الشركة في مقاومة طلبات الموظفين، ما قد يهدد سلاسل التوريد العالمية الرئيسية لأشباه الموصلات.
كانت المحادثات بدأت بين القائمين على الشركة ومسؤولي النقابة، منذ يناير الماضي، ووفقًا لمتحدث النقابة، كان الهدف هو القيام بتوقيع عقود جديدة تتضمن زيادة في الأجور وعطلة إضافية إلى جانب نظام شفاف للمكافآت التي تقوم على الأداء، وقبلت الشركة بزيادة الأجور دون الموافقة على باقي الطلبات.
نضال سلمي
وفي تفاصيل إعلانهم عن الإضراب، أكد الاتحاد الذي يمثل 28 ألف شخص أنهم حاولوا حل القضية من خلال الحوار، إلا أنهم لم يعد بإمكانهم مواجهة الإضطهاد ومواجهة إهمال الشركة، التي لا تستمع إليهم ولا تتواصل معهم منذ جلسة التفاوض الأخيرة، ما جعل النضال السلمي عملًا جماعيًا مشروعًا، مشيرين بحسب الصحيفة إلى أن المسؤولية تقع بشكل مباشر الآن على عاتق الشركة.
وتمنع شركة سامسونج للإلكترونيات موظفيها من الانضمام إلى النقابات لعقود من الزمن حتى عام 2020، عندما تمت محاكمة نائب الرئيس لي جاي يونج بتهمة الرشوة، حيث تبنت بحسب صحيفة "جاكرتا بوست" تكتيكات شرسة ضد العمّال، مشيرين إلى أن مؤسس الشركة نفسه كان من أشد المعارضين لها بشدة.
سامسونج تكافح
وأكد محللون للصحيفة أن إضراب 20% من القوى العاملة لديها سيؤثر بشكل كبير على الشركة ككل، خاصة في الوقت الذي تحتاج فيه إلى التحرك بسرعة في صناعة أشباه الموصلات المتطورة باستمرار، مشيرين إلى أن الشركة ستكافح لأن ذلك يعد أول إضراب تواجهه على الإطلاق.
وتعد أشباه الموصلات هي الصادرات الرئيسية لكوريا الجنوبية، إذ بلغت قيمتها 11.7 مليار دولار في مارس الماضي، وهو أعلى مستوى لها منذ عامين تقريبًا، وهو ما يمثل خُمس إجمالي صادرات كوريا الجنوبية، وفقًا للأرقام الصادرة عن وزارة التجارة.