تهدد إضرابات موظفي المطارات الأرضيين في ألمانيا نحو 200 ألف مسافر، بعد دعوة نقابة فيردي القوية في ألمانيا، اليوم الاثنين، موظفي شركة لوفتهانزا أكبر شركة طيران ألمانية، إلى تنظيم إضراب جديد لمدة يومين هذا الأسبوع.
أكبر شركة طيران
وتعد شركة "لوفتهانزا" أكبر شركة طيران ألمانية وثاني أكبر شركة طيران في أوروبا من حيث عدد المسافرين وحجم أسطول الطائرات، وواحدة من الخمسة المؤسسين لتحالف ستار، أكبر تحالف طيران في العالم الذي تأسس عام 1997.
ثاني أكبر نقابة
ونقابة فيردي هي نقابة ألمانية تم تأسيسها عام 2001 من خلال دمج خمس نقابات عمالية، وهي ثاني أكبر نقابة عمالية في ألمانيا بعد نقابة IG Metall، حيث تضم نحو 2 مليون عضو من مختلف القطاعات، وتدافع عن حقوق عمالها وتسعى لتحسين شروط العمل في جميع القطاعات التي تمثلها.
وتنظم "فيردي" العديد من الفعاليات لتحقيق أهدافها، مثل: المفاوضات الجماعية مع أصحاب العمل، الإضرابات، المظاهرات، الاحتجاجات، الندوات، وحملات التوعية، حيث تعد صوتًا مهمًا في ألمانيا، ولها تأثير كبير على السياسة الاقتصادية والاجتماعية، التي نظمت إضرابًا تحذيريًا في مطار برلين احتجاجًا على تدني الأجور عام 2023.
ونظمت النقابة إضرابًا لعدة أيام في يناير الماضي، وهو الأطول في تاريخها، للدفع بمطالبها بزيادة الأجور وأسبوع عمل أقصر.
دعوة جديدة للإضراب
واليوم الاثنين، دعت نقابة فيردي الموظفين الأرضيين في شركة لوفتهانزا إلى تنظيم إضراب جديد لمدة يومين هذا الأسبوع، وهو الأحدث في سلسلة من الإضرابات التي تضرب أكبر اقتصاد في أوروبا، وفق موقع "The Local".
وقالت النقابة، في بيان لها: "إن الإضراب سيؤثر على خدمات الركاب من الساعة الرابعة صباح الخميس حتى الساعة 7:10 صباح يوم السبت المقبل"، متهمة الإدارة في مجموعة شركات الطيران بإظهار عدم الرغبة في تقديم عرض أفضل، فيما حذرت لوفتهانزا من أن نحو 200 ألف مسافر جوًا سيتأثرون من هذا الإضراب.
وقال مارفن ريشينسكي، كبير مفاوضي فيردي: "إن الإضرابات تأتي في وقت بالكاد يحصل فيه عمال الأرض على الحد الأدنى للأجور، ومع ذلك فإن شركة لوفتهانزا الألمانية تفتخر بهامش ربح مرتفع".
الضغط على لوفتهانزا
وأضاف كبير مفاوضي فيردي: "إن هذه الشركة ستعلن عن نتائج سنوية قياسية هذا الأسبوع، بجانب زيادة مكافآت أعضاء مجلس إدارتها بشكل كبير، في وقت يتقاضى فيه الموظفون الأرضيون أجورًا تبلغ 13 يورو بالساعة حتى أصبحوا لا يعرفون طريقة لتغطية نفقاتهم في ألمانيا".
وتسعى النقابة من الإضراب إلى زيادة الضغط على لوفتهانزا قبل الجولة الخامسة المخطط لها من المفاوضة الجماعية يومي 13 و14 مارس، حيث كان هناك بالفعل إضرابان تحذيريان في النزاع المستمر حول الأجور لنحو 25 ألف موظف أرضي، أدى كل منهما إلى شل حركة الركاب.
وأثّر إضراب موظفي لوفتهانزا الأرضيين لمدة يوم واحد في ألمانيا الشهر الماضي على نحو 100 ألف مسافر، مع توقف ما بين 80 و90% من الرحلات التجارية للشركة.
وفي الأسبوع الماضي، نظمت شركة فيردي لوفتهانزا إضرابات في الأقسام الفنية ومناولة البضائع للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل في الشركة، وهم الموظفون الذين يتحكمون في تحميل الطائرات أو المسؤولون عن التعامل مع الشحن.
وقال ريشينسكي إن "تأثير الإضرابات على الركاب كان مؤسفًا، لكنه قال إنها لن تنتهي إلا عندما يتم التوصل إلى حل وسط مع لوفتهانزا، وفي الأيام القليلة الماضية، أثّرنا عمدًا على حركة الركاب من خلال إضراباتنا، وتجاهل طلبنا للتفاوض تخبرنا لوفتهانزا أنها لن تتحرك إلا عندما يزداد الضغط أكثر".
وقال مدير الموارد البشرية في شركة الطيران مايكل نيجيمان: "إن لوفتهانزا حسّنت عرضها مرارًا وتكرارًا"، واتهم فيردي بالسعي عمدًا إلى التصعيد بدلًا من التوصل إلى حل.
وتطالب "فيردي" بزيادة الأجور بنسبة 12.5%، ومكافأة تعويض التضخم لمدة عام واحد، فيما عرضت لوفتهانزا حتى الآن رواتب أعلى بنسبة 10% لمدة 28 شهرًا.
موجة من الإضرابات
وشهدت ألمانيا سلسلة من الإضرابات في مختلف القطاعات، بما في ذلك النقل والخدمة المدنية ومحلات السوبر ماركت، وفي ظل التضخم الذي شهدته السنوات الماضية وفي أعقاب جائحة فيروس كورونا، يطالب العمال بأجور أعلى للتعامل مع تقلص القوة الشرائية.
ومن المقرر أن تعقد نقابة سائقي القطارات GDL مؤتمرًا صحفيًا في وقت لاحق من اليوم الاثنين لتقديم تحديث حول محادثاتها مع شركة السكك الحديدية Deutsche Bahn، مع احتمال دعوة إضراب آخر.