سلم لبنان نسخته من اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، مع إسرائيل، بعد توقيعها من الرئيس اللبناني، إلى وسيط أمريكي، ووصف إلياس بو صعب، كبير المفاوضين اللبنانيين الاتفاق بأنه يمثل عهدًا جديدًا.
ويأمل لبنان بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، أن يبدأ استكشاف الغاز أمام السواحل الجنوبية؛ لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وسط الأزمة التي تعصف بالبلاد.
وساطة أمريكية وشهور من المحادثات غير المباشرة
ويأتي اتفاق ترسيم الحدود البحرية، بين البلدين، بوساطة أمريكية، وبعد شهور من المحادثات غير المباشرة، التي توسط فيها عاموس هوكستين، مبعوث الولايات المتحدة لشؤون الطاقة، وستشكل انفراجة في العلاقات بين البلدين.
ويطالب كل من لبنان وإسرائيل بحوالي 860 كيلومترًا مربعًا من البحر الأبيض المتوسط والتي تعد موطنًا لحقول الغاز البحرية، حيث يأمل لبنان أن يمهد ترسيم الحدود البحرية الطريق للتنقيب عن الغاز؛ للمساعدة في انتشاله من أزمته الاقتصادية، في المقابل تأمل إسرائيل في أن تحد الاتفاقية من مخاطر اندلاع حرب مع جماعة "حزب الله" اللبنانية.
وعن الاتفاق قال هوكستين للصحفيين في قصر بعبدا الرئاسي: "كُتبت هذه الاتفاقية مع مراعاة فكرة أنها بين دولتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية، أعتقد أن حسن النية، وجهود حسن النية من قبل جميع الأطراف هو ما سيجعل هذا يمضي قدمًا".
انتظار توقيع رئيس الوزراء الإسرائيلي
ومن المنتظر أن يوقع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، وكبار المسؤولين الأمنيين على الاتفاقية، اليوم الخميس، إذ وصف لابيد الاتفاقية بأنها تعزز اقتصاد البلاد وأمنها من جماعة حزب الله اللبنانية، وتابع لابيد أن هناك إجماعا نادرًا في جميع الأجهزة الأمنية على أهمية الاتفاقية، حيث وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على الاتفاقية في جلسة خاصة.
إنتاج الغاز على الجانب اللبناني
ويأمل لبنان أن تبدأ شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال العمل في التنقيب بعد وقت قصير من توقيع الاتفاقية، وتسليمها من قبل الطرفين، إذ أنه بموجب الاتفاقية، سيتم تقسيم المياه المتنازع عليها على طول خط يمتد فوق حقل "قانا" للغاز الطبيعي، سيتركز إنتاج الغاز على الجانب اللبناني، لكن سيتم تعويض إسرائيل عن الغاز المستخرج من جانبها من خط التقسيم.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل توجهه إلى مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان في الناقورة، على الحدود الجنوبية، وبعد ذلك ستسلم إسرائيل ولبنان إحداثياتهما النهائية إلى الأمم المتحدة، قبل لقاء هوكستين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد.