دفعت مجازر جيش الاحتلال الإسرائيلي المستمرة في غزة، وبعد الغارة الجوية التي ارتكبها بمدينة رفح جنوب القطاع وتسببت في حريق مخيمات اللاجئين، واستشهاد 45 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 200 آخرين، دعت الجزائر إلى مشروع قرار جديد في مجلس الأمن الدولي إلى الوقف الفوري للهجوم العسكري الإسرائيلي.
وتسببت الغارة الجوية الإسرائيلية على رفح (جنوب غزة) في إثارة الرعب بجميع أنحاء العالم، ودعت مرة أخرى مجلس الأمن الدولي إلى التحرك، والوقف الفوري للهجوم في مشروع قرار، والتصويت عليه، اليوم الأربعاء، وأن يكون ملزمًا لجميع الأطراف، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
تفاصيل المشروع الجزائري
وقال عمار بن جامع، السفير الجزائر لدى الأمم المتحدة، إن النص كان موجزًا وحاسمًا، ومن المتوقع أن يتم عرضه على مجلس الأمن في وقت لاحق اليوم، مستخدمًا عبارات شديدة القوة بحسب مسودة القرار: "يجب على إسرائيل - القوة المحتلة - وقف هجومها العسكري فورًا وجميع الإجراءات الأخرى في مدينة رفح الفلسطينية"، مع تكهنات بأن الولايات المتحدة يمكن أن تستخدم حق النقض "فيتو" ضد المشروع.
وبدوره؛ قال فو كونج، سفير الصين لدى الأمم المتحدة: "نأمل أن يحدث ذلك في أقرب وقت ممكن لأن الأرواح مُعرضة للخطر".
ودعا السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي، إلى اتخاذ عواقب بعد الغارة الجوية الإسرائيلية القاتلة على مخيم اللاجئين في رفح الفلسطينية.
وتعارض واشنطن استخدام كلمة وقف إطلاق النار في أي تحرك للأمم المتحدة بشأن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، ما يسمح لجيش الاحتلال بمواصلة الحرب الوحشية في حق الفلسطينيين.
حماية أمريكية لمجازر إسرائيل
ومن المستبعد أن يصدر مجلس الأمن الدولي قرارًا مُلزمًا بموجب القانون الدولي يمكن أن يجبر إسرائيل على وقف القتال في مدينة رفح الفلسطينية، بسبب القوى التي تتمتع بحق النقض في المجلس، التي تعمل عادة على منع أي اقتراحات تتعارض مع مصالحها أو مصالح حلفائها، وفي هذه الحالة من المتوقع أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض، باعتبارها الحامية لإسرائيل.
وقالت ليندا توماس جرينفيلد، السفيرة الأمريكية، إنها تنتظر النص وسترد بعد ذلك، في الوقت الذي استخدمت الولايات المتحدة فيه حق النقض "الفيتو" ضد عدة قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وتتباطأ الحكومة الأمريكية في إدانة جيش الاحتلال، وانتظار المزيد من التحقيقات من الجانب الإسرائيلي بعد الهجوم المميت على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، نهاية الأسبوع.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، في البيت الأبيض: "سنراقب باهتمام كبير ما يكتشفونه في هذا التحقيق. وبعد ذلك نرى ما سيحدث بعد ذلك".
تاريخ واشنطن من "الفيتو" الداعم لإسرائيل
استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد القرارات التي تنتقد إسرائيل أكثر من أي عضو آخر في المجلس إذ بلغ 45 مرة حتى 18 ديسمبر 2023.
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد 89 قرارًا في مجلس الأمن منذ عام 1945، ما يعني أن ما يزيد قليلًا على نصف حق النقض قد تم استخدامه على قرارات تنتقد إسرائيل.
ومن بين القرارات التي تم رفضها، تعلق 33 قرارًا بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية أو معاملة إسرائيل للشعب الفلسطيني الأعزل.
وتعد المرة الأولى التي استخدمت فيها الولايات المتحدة حق النقض لدعم إسرائيل كانت في سبتمبر 1972، عندما استخدمت حق النقض ضد قرار يدعو إسرائيل إلى وقف عدوانها في لبنان.
وبعد ذلك، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" لوقف القرارات التي تنتقد إسرائيل بشكل متكرر بين عامي 1982 و1990.