في الوقت الذي ينتظر فيه العالم القرار الذي تصدره محكمة العدل الدولية بخصوص حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، يرغب الإسرائيليون حقًا أن يتم إصدار قرار بوقف الحرب في غزة بأكملها وليس رفح فقط، ليس خوفًا على حياة الفلسطينيين وإنما لغرض في نفس يعقوب.
ومن المنتظر أن تصدر محكمة العدل الدولية قرارها اليوم الجمعة بشأن الحرب في غزة، في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا، وانضمت إليها عدد من الدول بينها مصر، وعقدت المحكمة جلسات على مدار يومين الأسبوع الماضي، استمعت خلاله لحجج الفريقين.
وفي الوقت الذي يريد فيه العالم الحر، إصدار الجنائية الدولية قرارًا لوقف الحرب بصورة كاملة في قطاع غزة، بسبب الظروف الإنسانية التي يعاني منها مئات الآلاف من السكان حتى الآن، إلا أن مسؤولين كبار في إسرائيل يريدون إصدار نفس القرار ولكن لهدف بعيد تمامًا، بحسب القناة 13 الإسرائيلية.
وتسببت آلة الحرب الإسرائيلية في دمار واسع النطاق في قطاع غزة، وبعد 8 أشهر من الهجوم الإسرائيلي استُشهد ما يزيد على 35 ألف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال، وإصابة 79 ألفًا آخرين بجروح قاتلة، بجانب التدمير الهائل في البنية التحتية التي لحقت بأغلب القطاع.
وناقش المسؤولون الإسرائيليون الكبار، خلال جلسات مغلقة، الوضع والقرار الذي سيصدر بالفعل، ووضع السيناريوهات والمخاوف والاستعدادات المحتملة للقرار، ورجحوا أن تطالب المحكمة بوقف العملية في رفح فقط، وليس القتال برمته في غزة، أو العكس.
كما أن هناك احتمالًا وصفوه بالضئيل بأن تصدر محكمة العدل الدولية أمرًا ضد إسرائيل، ووفقًا للقناة الإسرائيلية يعتبر الاحتمال الأكبر هو إصدار أوامر مؤقتة بوقت العملية في رفح، وهو الأمر الذي أشارت تقديرات المسؤولين الكبار إلى أنه إذا اختارت إسرائيل عدم الانصياع لأوامر المحكمة، فسيعتبر ذلك انتهاكًا للأوامر القانونية الدولية.
أمام ذلك، بحسب السيناريو الأرجح، سيتم نقل التعامل إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي سيضطر للمرة الأولى إلى فرض عقوبات على إسرائيل، الأمر الذي سيدفع قادة تل أبيب للهرولة إلى واشنطن ومطالبتها باستخدام حق النقض "الفيتو" على العقوبات.
ويرى الإسرائيليون أنه إذا صدر أمر بوقف العملية في رفح، فإن احتمال قيام الأمريكيين بمساعدة الجانب الإسرائيلي سوف يتضاءل، لأنهم أنفسهم يعارضون هذه العملية، ولذلك يرون أن السيناريو الأفل من وجهة نظرهم أن تطالب المحكمة بوقف العملية غي غزة بالكامل، لأن ذلك من شأنه أن يزيد من احتمال وقوف الولايات المتحدة إلى جانبها في مجلس الأمن، واستخدام حق النقض ضد العقوبات المختلفة التي قد يتم فرضها.