الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بسبب قرار بايدن .. أمريكا تبعث رسائل طمأنة لـ"مدافئ الأوروبيين"

  • مشاركة :
post-title
سفينة أمريكية تحمل الغاز المسال لموانئ أوروبا

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

أرسلت الولايات المتحدة رسائل طمأنة إلى الأوروبيين، باستمرار تدفق الغاز الأمريكي المسال إلى موانئ القارة العجوز، التي تعتمد على الغاز الروسي، وذلك على خلفية قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، بإيقاف الموافقات مؤقتًا لمشاريع الغاز الطبيعي المسال الجديدة.

وأوقف الرئيس الأمريكي جو بايدن الموافقات على الطلبات المعلقة والمستقبلية لتصدير الغاز الطبيعي المسال من المشروعات الجديدة، وبحسب "رويترز" جاءت تلك الخطوة بعد ضغط من نشطاء المناخ، الذين هم ضمن قاعدة بايدن الانتخابية، حيث تلحق تلك المشاريع الضرر بالمجتمعات المحلية، وتؤدي إلى الاعتماد العالمي على الوقود الأحفوري لعقود، وتؤدي إلى انبعاثات من حرق الغاز وتسرب غاز الميثان، الذي يسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.

الصناعة الأوروبية

وهزّ قرار بايدن الصناعة الأوروبية، التي تتسابق منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية على استبدال غاز موسكو الذي يتم نقله عبر خطوط الأنابيب، بشحنات من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي المنقولة بحرًا، وأنفقت المليارات على البنية التحتية ووقعت عشرات العقود، بل وخططوا لواردات طويلة الأجل من الولايات المتحدة.

ولهذا السبب، وفقًا لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أدى قرار بايدن إلى وجود مخاوف كبيرة في أوروبا خوفًا من امتداده لما بعد الانتخابات الأمريكية، حيث حذرت رابطة تجارة الغاز الأوروبية البيت الأبيض من تبعات القرار، الذي يمكن أن يؤدي إلى عودة الأسعار المرتفعة القياسية الناجمة عن انخفاض الإمدادات الروسية.

إحدى المنشأت الأمريكية لإسالة الغاز الطبيعي
رسائل طمأنة

ووجهت إدارة بايدن رسائل للأوروبيين من أجل تطمينهم، كان آخرهم بحسب صحيفة بوليتيكو خلال اجتماع رفيع المستوى مع مسؤولين فرنسيين، حيث أكدوا لهم أن القرار لن يؤثر على أي من الغاز الطبيعي المسال الذي يتم تصديره حاليًا، وأكد مسؤول كبير في مجال الطاقة الأمريكية لصحيفة بوليتيكو أن الأرقام الحالية في التصدير التي بلغت نصف الإنتاج الأمريكي، يعتبر في حد ذاته رسالة طمأنة، لافتًا إلى أنه نظرًا لأن هذه الأرقام آخذة في الارتفاع، فمن الحكمة مراجعة الآثار المناخية والآثار البيئية إذا سمحنا بكميات إضافية.

وتوفر الولايات المتحدة حاليًا لأوروبا ما يقرب من 50% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي المسال، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، استورد الاتحاد الأوروبي 14 مليار قدم مكعب يوميًا من الولايات المتحدة في عام 2023، كما خصصت ما يصل إلى 48 مليار قدم مكعب للتصدير من المشاريع المستقبلية.

تغير المناخ

ورحب نشطاء المناخ بقرارات بايدن الأخيرة، والتي وصفوها بأنها مهمة من أجل صحة أبنائهم ومستقبلهم، وألغوا عدة اعتصامات، حتى إن بايدن نفسه أكد أنه يرى أزمة المناخ على حقيقتها معتبرًا إياها التهديد الوجودي في العصر الحديث، وذلك ما أكده مسؤول فرنسي كبير لصحيفة بوليتيكو بأن قرار إدارة بايدن بإيقاف الموافقات الجديدة مؤقتًا يتماشى مع مسار فرنسا نحو الحياد المناخي بحلول عام 2050.

وترى فرنسا، التي تُعد أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة الأمريكية أن القرار الأمريكي يتوافق مع وجهة نظرهم، مشيرين إلى أن الانتقال بمصادر الطاقة بعيدًا عن الوقود الأحفوري، يعتبر هدفًا رئيسيًا، ويعملون على تسريع وتيرة ذلك وتحديد جدول زمني؛ من أجل الانتهاء من الاعتماد عليه.