في خطوة دبلوماسية مهمة، ستصدر وزارات المالية لدول مجموعة السبع الصناعية الكبرى بيانًا مشتركًا اليوم السبت؛ للتعبير عن دعمها لاستخدام العائدات المتأتية من الأصول الروسية المجمدة البالغة نحو 300 مليار دولار؛ لمساعدة أوكرانيا في حربها المُستمرة ضد روسيا.
البيان المرتقب، الذي جاء بعد ضغوط أمريكية مُكثفة على حلفائها الأوروبيين، يعكس محاولة غربية للاستفادة من هذه الأصول المجمدة بطريقة مبتكرة لصالح كييف في وقت تشتد فيه المعارك في شرق أوكرانيا.
اجتماع مجموعة السبعة
ووفقًا لمسودة البيان التي حصلت عليها وكالة "بلومبرج" للأنباء، سيعلن وزراء مالية مجموعة السبعة "G7" أنهم "يناقشون مخططات محتملة لجلب الإيرادات غير العادية الناجمة عن الأصول السيادية الروسية المجمدة لصالح أوكرانيا".
ويؤكد البيان مرة أخرى التزام الدول الغربية بإبقاء هذه الأصول مجمدة حتى تدفع روسيا "ثمن الأضرار التي سببتها لأوكرانيا"، في إشارة واضحة إلى الدمار الواسع الناجم عن الحرب الروسية الأوكرانية منذ فبراير 2022.
جهود أمريكية
وتأتي هذه الخطوة المرتقبة بعد أشهر من الجهود الدبلوماسية الأمريكية؛ لحث حلفائها في أوروبا على الموافقة على استخدام الأصول الروسية المجمدة لصالح كييف، إذ سعت واشنطن في البداية إلى مصادرة هذه الأموال مباشرة، لكن الأوروبيين اعترضوا على ذلك بحجة المخاوف القانونية وإمكانية تضرر مصداقية الغرب المالية، لكن تمت صياغة الخطة الحالية كحل وسط، حيث ستستخدم العائدات المتأتية من هذه الأصول كضمان لقرض ضخم لصالح كييف، بدلًا من مصادرتها بشكل مباشر.
الأصول الروسية
وبحسب التقديرات، جمدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ما يقدر بنحو 300 مليار دولار من أصول البنك المركزي الروسي، منذ اندلاع الصراع في أوكرانيا في فبراير الماضي.
وتحتفظ البنوك الأمريكية بحوالي 6 مليارات دولار فقط من هذا المبلغ الضخم، بينما تحتفظ دول أوروبية مختلفة بباقي المبلغ، وفقًا للتقارير الإعلامية.
وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، إن هذه الأصول المجمدة يمكن أن تكون ضمانًا لقرض كبير لصالح كييف قد يصل إلى 50 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم سيساعد أوكرانيا كثيرًا في تمويل جهودها الحربية والإنسانية.
اتفاق عام حول المفهوم
غير أن التقارير تشير إلى أن عددًا من المسؤولين الأوروبيين لا يزالون غير مقتنعين تمامًا بشرعية هذه الخطة، حيث أبلغوا وكالة "رويترز" للأنباء بشكوكهم المستمرة حيال هذا الأمر.
واعترفت "يلين" نفسها بأنه لن يتم التوصل إلى قرار محدد بشأن تفاصيل المخطط اليوم السبت، متوقعة أن يتضمن البيان المشترك "اتفاقًا عامًا حول المفهوم" فقط بدلًا من أي أرقام أو تفاصيل محددة، في إشارة إلى استمرار الخلافات بين الحلفاء حول كيفية تطبيق هذه الفكرة.
تحذير روسي
في المقابل، ردت روسيا بشدة على هذه الخطط، محذرة من أن أي محاولة لمصادرة أصولها ستعتبر "سرقة"، وستؤدي إلى رد فعل قوي من موسكو.
ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرسومًا في وقت سابق من هذا الأسبوع، يسمح للحكومة الروسية بمقاصة أي أضرار تنجم عن محاولة الاستيلاء على الأصول الروسية من خلال ممتلكات أمريكية في روسيا، كما سيتمكن البنك المركزي الروسي من المطالبة بتعويضات عن تلك الخسائر من خلال محاكم روسية، في خطوة قد تؤدي إلى تصعيد كبير للتوترات مع واشنطن.