مع إصرار جيش الاحتلال الإسرائيلي للهجوم على مدينة رفح الفلسطينية، ملاذ النازحين الفارين من الموت في قطاع غزة، تُظهر صور الأقمار الصناعية نزوحًا جماعيًا هائلًا من رفح جنوبي القطاع خلال الأيام الماضية.
وبعد أن فرَّ أكثر من مليون شخص في قطاع غزة (بعد الهجوم الوحشي شمالًا وجنوبًا منذ 227 يومًا) إلى رفح الفلسطينية، اضطر مئات الآلاف الآن إلى مغادرة المدينة مرة أخرى، والهروب من قصف جيش الاحتلال، وهو ما أظهرته صور جوية بعد إعلان الهجوم البري لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قام بعمليات عسكرية محدودة على رفح الفلسطينية، وتُظهر صور الأقمار الصناعية التي حلّلتها وكالة "أسوشيتد برس" نزوح الفلسطينيين من مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، لافتة إلى أن معظم هؤلاء الأشخاص الذين فروا مرة أخرى موجودون الآن شمالًا، بما في ذلك على امتداد الشاطئ حيث لا تكاد توجد أي مساعدات إنسانية.
وتقوم العائلات بالطهي على نار مفتوحة، حيث يتعين عليهم حرق القمامة بسبب نقص الوقود، وكانت النفايات تتراكم في كل مكان ومياه الصرف الصحي تتدفق إلى البحر.
وأثارت إسرائيل ضجة وانتقادات في جميع أنحاء العالم بإعلانها الهجوم على رفح الفلسطينية، وفي الآونة الأخيرة، حثَّ الاتحاد الأوروبي إسرائيل على وقف الهجوم فورًا، كما حذّرت الولايات المتحدة إسرائيل مرارًا وتكرارًا من عواقب هذا الهجوم، ووفقًا للأمم المتحدة، فقد طلب نحو 1.3 مليون فلسطيني الحماية هناك قبل أوامر الإخلاء.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين، أمس الاثنين، إنه يعتقد الآن أن 900 ألف فلسطيني غادروا رفح الفلسطينية، وتُظهر صور الأقمار الصناعية كيف أن المخيمات المكتظة في وسط وشمال غرب المدينة أصبحت متناثرة في غضون أيام بعد أن أصدرت إسرائيل أمر إخلاء المدينة الأول في 6 مايو.
وترفض الولايات المتحدة شن هجوم بري إسرائيلي، وقال البيت الأبيض إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت ورئيس أركانه هرتسي هاليفي أطلعا المستشار الأمني جيك سوليفان على الطرق البديلة الجديدة لمحاربة حماس في رفح الفلسطينية، وأن الجانبين اتفقا على مواصلة محادثات حول مستقبل رفح الفلسطينية.
ودعا جيش الاحتلال الإسرائيلي، سكان الجزء الشرقي من رفح الفلسطينية إلى مغادرة المنطقة، في الوقت الذي حذرت الولايات المتحدة، الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بشكل عاجل من مخاطر القيام بعمل عسكري في رفح (جنوب غزة) بسبب العواقب الإنسانية المأساوية المتوقعة.
وقوبل تهديد الرئيس الأمريكي جو بايدن بوقف الأسلحة في حالة حدوث تقدم آخر في المدينة بانتقادات حادة داخل إسرائيل.
وقال بايدن في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" إن بلاده لن تقدم الأسلحة اللازمة لهجوم واسع النطاق للمدينة الواقعة جنوب قطاع غزة المكتظة بمئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين.
وجاء رد وزير الأمن الوطني الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير على موقع "إكس" بأن حركة حماس تحب بايدن، بدورهم، هاجم سياسيو المعارضة الإسرائيلية "بن جفير" لأنه يعرّض إسرائيل للخطر بمثل هذه التصريحات.