في عام 2020، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 21 مايو باعتباره "اليوم العالمي للشاي"، لزيادة الوعي العام بأهمية الشاي للتنمية الريفية وسُبل العيش المُستدامة.
وكانت الجمعية العامة أعلنت اعتمادها القرار 241/74 في يناير 2020 أن 21 مايو يومًا عالميًا للشاي، بناءً على قرار الجمعية العامة منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" في دورتها 41 (12/2019 في يونيو 2019).
وتقدمت الحكومة الهندية بطلب لتمديد الاحتفال باليوم العالمي للشاي في 2015 لترعاه "الفاو" وتقدمه إلى الجمعية العامة.
ووصفت المنظمة الدولية صناعة الشاي بأنها "مصدر رئيسي للدخل وعائدات التصدير لبعض أقل البلدان نموًا"، وأن إنتاجها وتصنيعها "يشكل مصدرًا رئيسيًا للعيش وسُبل العيش لملايين الأسر الفقيرة في البلدان النامية"، وذلك باعتباره واحدًا من أهم المحاصيل النقدية.
أصل الشاي
الشاي مشروب يُعد من نبات كاميليا سينيسيس، وهو أكثر المشروبات استهلاكًا في العالم بعد الماء.
ويُعتقد أن استهلاك الشاي بدأ في شمال شرق الهند وشمال ميانمار وجنوب غرب الصين، لكن المكان المحدد لنمو النبات لأول مرة غير معروف؛ إلا أن هناك أدلة على أن الشاي بدأ استهلاكه في الصين قبل 5000 عام.
ولشرب الشاي منافع صحية عدة، بسبب فوائده المضادة للالتهابات والأكسدة وفقدان الوزن؛ كما أن له كذلك أهمية ثقافية في العديد من المجتمعات.
وتشكل صناعة الشاي مصدرًا رئيسيًا للدخل ولعائدات الصادرات في بعض البلدان الأشد فقرًا، كما أنها تتيح فرص عمل باعتبارها قطاعًا كثيف العمالة في المناطق النائية والمحرومة اقتصاديًا على وجه الخصوص.
وللشاي دور مهم في التنمية الريفية والحد من الفقر وتحقيق الأمن الغذائي في البلدان النامية بوصفه أحد أبرز المحاصيل ذات العائد النقدي؛ كما يؤكد موقع الأمم المتحدة.
دور المرأة
في هذا العام، يسلط اليوم العالمي للشاي الضوء على المرأة ودورها في قطاع الشاي.
كما أنه كذلك فرصة للاحتفال بالتراث الثقافي والفوائد الصحية والأهمية الاقتصادية للشاي، مع العمل على جعل إنتاجه مستدامًا "من المحصول إلى الفنجان" لضمان استمرار فوائده للناس والثقافات والبيئة لأجيال عديدة. حسب المنظمة الأممية.
أكدت الأمم المتحدة دعوة الفريق الحكومي الدولي المعني بالشاي إلى بذل المزيد من الجهود لزيادة الطلب، ولا سيما في البلدان المنتجة للشاي، حيث يسجل نصيب الفرد من الاستهلاك معدلًا منخفضًا نسبيًا.
وكذلك، أكدت المنظمة الدولية دعم الجهود المبذولة لمعالجة نقص معدل الاستهلاك للفرد في البلدان المستوردة.
وأوضحت الأمم المتحدة أنه "يُراد بهذا اليوم تعزيز الإجراءات الجمعية لتنفيذ الأنشطة الداعمة لإنتاج الشاي واستهلاكه على نحو مستدام، وإذكاء الوعي بأهمية الشاي في مكافحة الجوع والفقر".
ويساهم إنتاج الشاي وتجهيزه في عدد من أهداف الأمم المتحدة، منها القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان، والقضاء على الجوع، وتمكين المرأة، وحماية النظم الإيكولوجية.
إضافة إلى ذلك، فإن من الأهمية بمكان إذكاء الوعي العام بأهمية الشاي فيما يتصل بالتنمية الريفية وبسبل العيش المستدامة، وهو ما يعني بالضرورة تحسين قيمته بما يسهم في تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
الشاي وتغيير المناخ
عملية إنتاج الشاي حساسة جدًا فيما يتصل بالتغيرات في الظروف الزراعية. إذ يمكن إنتاج الشاي في ظروف زراعية إيكولوجية دقيقة ومحددة وحسب، وبالتالي، فإن إنتاج الشاي يقتصر على دول بعينها، وهي دول سيتأثر عديد منها بتغير المناخ.
وبالفعل، التغير في درجة الحرارة وأنماط هطول الأمطار وزيادة نسبة الفيضانات وموجات الجفاف بدأ يؤثر بالفعل على المحصول وجودة إنتاج الشاي وأسعاره، مسببًا انخفاضًا في مستوى الدخل ومهددًا سبل العيش في المناطق الريفية.
ومن المتوقع أن تزداد هذه التغيرات المناخية حدة، مما يحتّم اتخاذ تدابير تكيف عاجلة.
وبالمقابل، هناك تأكيد متزايد على ضرورة المساهمة في التخفيف من حدة تغير المناخ من خلال الحد من انبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج الشاي وتصنيعه.
وأكدت الأمم المتحدة أنه "على الدول المنتجة للشاي إدماج تحديات تغير المناخ، المتعلقة بالتكيف معه والتخفيف من حدته، في استراتيجياتها الوطنية الخاصة بتطوير إنتاج الشاي".
استهلاك الشاي العالمي
كشف تقرير صادر عن منظمة "الفاو" لعام 2019 أنه من المتوقع أن يستمر الارتفاع في معدل الاستهلاك والإنتاج العالمي للشاي خلال العقد الحالي، نتيجة الطلب القوي عليه في البلدان النامية والناشئة، وهذا سوف يخلق فرصًا جديدة للدخل الريفي ويحسن الأمن الغذائي في الدول المنتجة للشاي.
ويشير التقرير الذي ناقشته مجموعة "الفاو" الحكومية الدولية المعنية بالشاي خلال اجتماعها الذي ينعقد كل عامين في مدينة "هانجتشو" الصينية، إلى أن الزيادة في استهلاك الشاي مردها أيضًا إلى زيادة الوعي حول فوائده المضادة للالتهابات والأكسدة وفقدان الوزن، وتعد هذه الفوائد الصحية المحرك الرئيسي لنمو الاستهلاك في المستقبل.
وحددت منظمة الأغذية والزراعة إنتاج الشاي العالمي بـ 5.73 مليون طن. ولا تزال قلة الإنتاج تهيمن عليها حفنة من الدول التي تضم الصين (43%) والهند (22%) وكينيا (8%) وسري لانكا (5%) وتركيا (5%) وبلغ إجمالي الواردات 1.84 مليون طن.
وشهد سوق الشاي العالمي متوسط معدلات نمو تزيد على 5% سنويًا بين عامي 2007 و2016، وكانت الاقتصادات النامية والناشئة تقود التوسع في الطلب مع شرق آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، والشرق الأدنى تقود التوسع.
وعلى النقيض من ذلك، شهدت السوق الأوروبية الأكثر نضجًا، وكذلك الدول المتقدمة الأخرى انخفاضًا في الأحجام.
وأدى النمو الاقتصادي القوي في عدد من الدول النامية مثل الصين والهند وروسيا إلى إنشاء طبقة متوسطة كبيرة مع تفضيلها لمزيج الشاي والعلامات التجارية الممتازة، وغالبًا ما تقوم بترقية مشترياتها من الشاي غير المعبأ إلى أصناف التخصص المعبأة والمعبأة.
وأشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن يرتفع الإنتاج العالمي من الشاي الأسود سنويًا بنسبة 2.2 % خلال العقد الحالي ليصل إلى 4.4 مليون طن في عام 2027، مما يعكس زيادة كبيرة في الإنتاج في الصين وكينيا وسريلانكا.
وعلى هذا المنوال، ستصل الصين إلى مستويات الإنتاج في كينيا، أكبر مصدر للشاي الأسود في العالم.
ومن المتوقع أيضًا أن يشهد الإنتاج العالمي من الشاي الأخضر ارتفاعًا أسرع يبلغ 7.5% ليصل إلى 3.6 مليون طن في 2027، مدفوعًا بصورة رئيسية بمستويات الإنتاج في الصين، التي من المتوقع أن تتضاعف وترتفع من 1.5 مليون طن سنويًا في 2015-2017 إلى 3.3 مليون طن في 2027.