الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

جيش بلا استراتيجية وجنود مرعوبون.. هل تستعيد حماس زمام المبادرة في غزة؟

  • مشاركة :
post-title
مصابو جيش الاحتلال - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في قلب المعارك الضارية بين حركة حماس وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة، تبرز قدرة الحركة على إعادة السيطرة على زمام المبادرة، وتوحيد جهود مقاتليها بشكل منظم ومركزي.

العمليات المنظمة لحماس

صرح رؤوبين بارك، رئيس قسم الشؤون الفلسطينية في قناة "كان" الإسرائيلية، بأن خلايا حماس العسكرية لا تعمل بشكل مستقل في قطاع غزة، بل إنها تنفذ تعليمات غرف العمليات والقيادة المركزية للحركة بشكل منظم ودقيق، خاصة في المناطق التي يتواجد فيها جيش الاحتلال ويقاتل فيها حاليًا، تحديدًا في جباليا شمال مدينة غزة، وأيضًا في بيت لاهيا في أقصى شمال القطاع.

وأوضح رؤوبين بارك أن هذه الخلايا تتلقى أوامرها بشأن نوع الصواريخ الواجب إطلاقها وتوقيت الإطلاق واتجاهات الصواريخ، علاوة على رصد وتخطيط العمليات وتحديد مواقع الكمائن بدقة متناهية، مما يُشير إلى درجة عالية من التنظيم والانضباط داخل صفوف المقاتلين التابعين لحركة حماس.

مقاومة شرسة في شمال غزة

قال المحلل العسكري ألون بن دافيد في قناة 13 الإسرائيلية المعارك الدائرة في مدينة جباليا شمال قطاع غزة، إن القوات الإسرائيلية تواجه هناك مقاومة شرسة وعنيدة من قبل المقاتلين، أكثر من خان يونس.

وأرجع بن دافيد صعوبة المعارك إلى وجود بنية تحتية واسعة للخلايا المقاتلة تحت الأرض، الأمر الذي يستنزف الكثير من جهود وطاقات الجنود الإسرائيليين.

كما وصف بن دافيد المعارك في جباليا بأنها "معقدة للغاية"؛ نظرًا لكثافة السكان وضيق الشوارع، حيث يكاد الجنود يلامسون جدران المنازل أثناء تحركاتهم.

الخوف والإرهاق يتسببان بأخطاء فادحة

تطرق بن دافيد إلى حالة الخوف والإرهاق التي باتت تنتاب صفوف الجنود الإسرائيليين بعد أشهر من القتال المستمر في غزة. وعزا إلى هذه الحالة سبب ارتكاب الجنود لأخطاء فادحة؛ أدت إلى سقوط قتلى في صفوفهم بنيران زملائهم، حيث أشار إلى حادثة مقتل 5 جنود إسرائيليين قبل أيام قليلة في جباليا برصاص دبابة إسرائيلية، في حين كانت المسافة بين الدبابة والمبنى المستهدف لا تتجاوز 15 مترًا فقط.

غياب الاستراتيجية والأهداف

على صعيد آخر، انتقد اللواء إسرائيل زيف، رئيس سابق لشعبة العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي في القناة الـ13، غياب أي خطة أو استراتيجية أو أهداف واضحة للعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، ما ينتج عنه عودة الجيش لنفس المناطق التي سبق أن استهدفها في عمليات برية.

وأشار "زيف" إلى أن فاعلية العمليات تتراجع باستمرار دون تحقيق أي انتصار حقيقي على حركة حماس، مؤكدًا أن القضاء على عشرات المقاتلين لا يعني شيئًا طالما هناك آلاف، وربما عشرات الآلاف من المقاتلين الآخرين.

حرب بلا استراتيجية

في ختام تصريحاته، وصف العقيد الاحتياطي رونين مانيليس، المُتحدث السابق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الحرب على غزة بأنها "حرب بلا استراتيجية"، موضحًا أن القوات الإسرائيلية دخلت إلى أعماق القطاع، بعيدًا عن أهداف الحرب الأصلية، الأمر الذي يعقد من قدرتها على اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة بشأن الخطوات المقبلة في المعارك.

كما حذر مانيليس من احتمالات تصعيد المواجهة على الجبهة الشمالية مع حزب الله، في حال استمرار الحرب في غزة.