كشفت إدارة مهرجان روتردام السينمائي الدولي، خلال المؤتمر الصحفي الذي انتهى منذ قليل، عن الاختيارات النهائية لأفلام مسابقاته الرئيسية، والإعلان عن فيلمي الافتتاح والختام للدورة الـ52 المقرر إقامتها في الفترة من 25 يناير وحتى 5 فبراير المقبل.
فيلما الافتتاح والختام
يفتتح المهرجان فعالياته بعرض فيلم Munch للكاتب والمنتج والمخرج النرويجي هنريك مارتن دالسباكن، الذي وصفته إدارة المهرجان في بيانها الصحفي، عقب انتهاء المؤتمر، بأنه تجربة سينمائية متعددة التأويلات حول حياة وفن الرسّام التعبيري النرويجي إدوارد مونش، فيما علّق المخرج على اختيار فيلمه لافتتاح المهرجان قائلًا: "إن إحياء العالم الداخلي لهذه الشخصية المُعقدة كانت تجربة مُجزية للغاية، ويسعدنا أن نُظهر للجمهور ما الذي ألهم مونش وما الذي يُبقي إبداعه حيًا حتى الآن".
وسيُطرح الفيلم بدور العرض النرويجية في 27 يناير المُقبل.
بينما يختتم المهرجان عروضه بالفيلم الهندي All India Rank للمخرج فارون جروفر، وهو فيلم كوميدي تدور أحداثه في حقبة التسعينيات، وذلك في ظل تركيز المهرجان هذا العام على السينما الهندية وتخصيص برنامج خاص لعرض أحدث إنتاجاتها التي تعكس أهم التغيرات السياسية والاجتماعية التي طرأت على المجتمع الهندي.
علقت فانيا كالودجيرسيك، مديرة المهرجان، على برنامج العروض الذي يضم أكثر من 400 فيلم، قائلة: "يمكنكم الآن القول بأن النمر قد عاد، أخيرًا بعد دورتين أُجبرنا على تنظيمهما افتراضيًا على شبكة الانترنت بسبب جائحة كورونا يعود المهرجان بشكل فعلي إلى دور السينما في جميع أنحاء المدينة".
كما أكدت "فانيا" على الحضور القوي للأفلام الآسيوية والإفريقية والشرق أوسطية، وقالت "في الحقيقة لم يحدث ذلك في الماضي - بل على العكس تمامًا".
مسابقة "النمر"
تعتبر مسابقة "النمر" هي المسابقة الرئيسية لمهرجان روتردام، كما تُعد المنصة التي يخصصها المهرجان لعرض أفلام المواهب السينمائية الواعدة، وتضم المسابقة هذا العام 16 فيلمًا تُعرض جميعها للمرة الأولى عالميًا، وهي التجارب الأولى أو الثانية لمخرجيها، من بينها الفيلم اللبناني Thiiird للمخرج كريم قاسم، وفيلم Indivision للمخرجة المغربية ليلى كيلاني، والفيلم التونسي-الفرنسي Geology of Separation للمخرجة التونسية يُسر قاسمي.
وستمنح لجنة تحكيم المسابقة ثلاث جوائز هي، جائزة "النمر" بقيمة 40 ألف يورو، وجائزتي لجنة التحكيم الخاصة بقيمة 10 آلاف يورو لكل منهما.
تتكون لجنة تحكيم "النمر" من سابرينا باراسيتي، لاف دياز، أنيسا أوزيمان، كريستين فاشون وألونسو دياز دي لا فيجا.
مسابقة الشاشة الكبيرة
تقدم مسابقة الشاشة الكبيرة مجموعة متنوعة من الاختيارات الفنية، ويخصصها المهرجان لسد الفجوة بين الأفلام السائدة والأفلام الكلاسيكية والأفلام الفنية، وتضم المسابقة هذا العام 16 فيلمًا تُعرض جميعها عالميًا للمرة الأولى، من بينها الفيلم الدنماركي Copenhagen Does Not Exist والفيلم البلجيكي الإيطالي Luka, Jessica Woodworth والفيلم البرتغالي The Nothingness Club.
ويدعو المهرجان لجنة من الجمهور لتقديم جائزة VPRO Big Screen لأحد أفلام المسابقة، ويضمن الفيلم الفائز بهذه الجائزة عرضًا سينمائيًا بدور العرض الهولندية بالإضافة إلى عرضه على قنوات التلفزيون الهولندي، كما يَمنح المهرجان جائزة بقيمة 30 ألف يورو يتقاسمها بالتساوي مخرج وموزع الفيلم الفائز بها.
مسابقة Ammodo Tiger للأفلام القصيرة
تضم مسابقة الأفلام القصيرة هذا العام 24 فيلمًا تُعرض جميعها عالميًا للمرة الأولى من خلال المهرجان من بينها الفيلم الإسباني Aqueronte، والفيلم الكوري الجنوبي Delivery Dancer’s Sphere ، والفيلم الهولندي From Voice to Pulse ، والفيلم اليوناني Light of Light.
تضم لجنة تحكيم المسابقة الكاتبة والمبرمجة الثقافية سيمون زيفويك، والمبرمج السينمائي والكاتب هيرب شيلنبرجر، وفنانة الفيديو ستانيا خان، التي سيتم عرض أعمالها أيضًا في برنامج IFFR 2023 filmmaker in focus، الذي يخصصه المهرجان للتركيز على أعمال صانع أفلام معين كل عام، وستحدد هذه اللجنة ثلاثة أفلام تفوز بثلاث جوائز متساوية تبلغ قيمة كل منها 5000 يورو.
جائزة روبي مولر
قررت إدارة المهرجان منح جائزة "روبي مولر" التي تُقدم للمرة الرابعة هذا العام لمديرة التصوير الفرنسية هيلين لوفار، التي عملت أخيرًا مع الممثلة والمخرجة ماجي جلينهال في أول تجاربها الإخراجية في فيلم "الابنة المفقودة"، وفيلم إليزا هيتمان "أبدًا نادرًا أحيانًا دائمًا"، وتُمنح الجائزة بالتعاون مع الجمعية الهولندية للمصورين السينمائيين NSC، وأندريا مولر زوجة روبي مولر، وتُكرم الجائزة صانع صور متميز تتمتع أعماله وأسلوبه السينمائي المرئي بروح المصور السينمائي الهولندي الراحل، وجاء في حيثيات منحها الجائزة: "تتزامن صورها بسهولة مع إيقاع التنفس الطبيعي كما لو أنها التقطت بالداخل ثم تجاوزت الخط الفاصل بين الشاشة والمشاهد".
عودة فعلية
الجدير بالذكر أن دورة 2023 تشهد عودة المهرجان بشكله الفعلي الواقعي بعد إقامته افتراضيًا لمدة عامين بسبب جائحة كورونا، بعد أن أكدت إدارة المهرجان على استعدادها الكامل لاستقبال الجمهور والنقاد والصحفيين وصنّاع السينما بشكل طبيعي لمتابعة فعاليات المهرجان المختلفة، والتي تتضمن بجانب عروض الأفلام في مختلف المسابقات والأقسام، فعاليات النسخة الأربعين من منصته الصناعية Cinemart والتي تتضمن سوق الإنتاج المشترك لدعم وتسويق مشروعات الأفلام في مراحل التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج، بالإضافة إلى المحاضرات، وورش العمل وحلقات النقاش التي يشترك فيها خبراء وصنّاع السينما من جميع أنحاء العالم.
كما تُعتبر الدورة الـ52 لمهرجان روتردام السينمائي الدولي هي الدورة الأولى التي ستُقام فعليًا على أرض الواقع تحت إشراف مديرة المهرجان فانيا كالودجيرسيك، التي تولت منصب مدير المهرجان بعد انتهاء دورة عام 2020 قبل شهر واحد من تفشي وباء كورونا، ما اضطرها لإقامة دورتي 2021 و2022 افتراضيًا على شبكة الإنترنت.