اختتمت مساء أمس السبت، فعاليات النسخة 24 لمهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية، وحصد الفيلم الرواندي "العروس" للمخرجة مريم بيرارا، الجائزة الكبرى في فئة الأفلام الطويلة، بينما حاز فيلم "كواليس" على جائزة الإخراج لكل من عفاف بن محمود من تونس وخليل بنكيران من المغرب.
فيما فاز بجائزة أحسن دور رجالي أمادو ديوب، عن دوره في فيلم "كبش سادا" للمخرج السنغالي باب بونام لوبي، أما جائزة أحسن دور نسائي فكانت من نصيب ستيفاني توم عن دورها في فيلم "حينما تتكسر السدود" لمخرجه ميسين دوريك تين من الكاميرون.
واقتنص فيلم "صمت الكمنجات" للمخرج سعد الشرايبي جائزة "دون كيشوت"، فيما حصل فيلم "كواليس" على تنويه خاص، فيما حصد الفيلم الرواندي "العروس" للمخرجة مريم بيرارا على جائزة النقد السينمائي.
وفي مسابقة الفيلم القصير، فاز بالجائزة الكبرى الفيلم المالي "ولون وولا" للمخرج المالي فوسيني مايجا، فيما فاز بجائزة التنويه فيلم "طائر بلا أجنحة يطير" للمخرج الرواندي ريمي ريموجابي، فيما تم منح جائزة التحكيم للفيلم الكونجولي "لوبي إيكوسيمبا"، للمخرج كومبوكا مايني.
من جانبه أكد الحبيب المالكي رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للسينما الإفريقية، أن الأفلام المنتقاة في هذه الدورة تم اختيارها بعناية فائقة نظرًا لجودتها الفنية وأصالتها وقدرتها على جذب انتباه المشاهدين وإثارة إعجابهم، وجاءت حبلى بالعواطف، مشيرًا إلى أن هذا الاحتفال السنوي يعتبر فضاء تلتقي فيه الأسماء اللامعة في الفن السابع مع شباب طامحين قادمين من مختلف ربوع القارة، موضحًا أن هذا المهرجان، الذي تطور بمرور الوقت، شكّل حافزًا لإعمال تغيير عميق، على المستوى المحلي وبجميع ربوع القارة.
أضاف أن هذا الموعد السينمائي بات يمثّل مناسبة للإشادة بمجتمع المخرجين الأفارقة، كما أن هذه التظاهرة تسهم في إبراز المواهب الشابة من القارة، ما يساعد على ظهور مخرجي أفلام جدد ستفتح رؤيتهم المبتكرة آفاقًا جديدة للسينما الإفريقية.
أوضح "المالكي" أن المنافسة هذا العام كانت مُحتدمة بشكل خاص، إذ تنافس 13 فيلمًا من 11 دولة على جوائز الأفلام الطويلة في المسابقة الرسمية، كما شملت هذه المسابقة الأفلام القصيرة عبر برمجة 15 فيلمًا لهذه الفئة من الإنتاج السينمائي.
وتابع: "وفاء لتقاليد المهرجان وقع الاختيار هذا العام على تكريم سينما دولة مالي، من خلال برمجة ستة أفلام لمخرجين ماليين، وأود بهذه المناسبة أن أرحب بالمخرجين والكتّاب والفنانين والروائيين الذين يشرفوننا بوجودهم بيننا للمشاركة في هذا المهرجان وإثراء نقاشاتنا حول التطور الذي تعرفه الفنون السينمائية في القارة".
وأشار إلى أن الأفلام الستة المُبرمجة في هذه الدورة أتاحت لنا اكتشاف الأعمال الفنية التي نقلتنا عبر عوالم متعددة، ودعتنا جميعًا إلى استيعاب الحقائق من حولنا بشكل أفضل للاستجابة إلى تطلعات الناس، وحتى نستمر في الاحتفال بالفنون السينمائية في قارتنا.
يوضح الحبيب المالكي أنه في النسخة 24 للمهرجان، وقع الاختيار على تكريم الممثل المغربي محمد الخلفي والممثلة الإيفوارية ناكي سي سافاني، تقديرا لمساريهما المهنيين ولمشوارهما الفني، فبخبرته الفنية الطويلة التي امتدت لأكثر من ستين عامًا، كان محمد الخلفي من رواد المسرح والتلفزيون والسينما في المغرب، إذ بدأ حياته المهنية من خلال تقديم أول مسرحية له عام 1957، كما تمكن من تطوير موهبته التمثيلية من خلال الانضمام إلى العديد من الفرق المسرحية على غرار فرقة الطيب الصديقي.
وسجّل أن الممثلة الإيفوارية القديرة ناكي سي سافاني برزت في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي نالت جوائز فخرية مثل جائزة أحسن أداء التي منحها المهرجان عام 1994، إضافة إلى التزامها بالقضايا الاجتماعية، على غرار تعليم الفتيات والتمكين للمرأة، ولأجل ذلك عمل المهرجان الدولي للسينما الافريقية على تكريم هذه الممثلة.