تستضيف مدينة طنجة بالمغرب، اليوم الدولي لموسيقى الجاز 2024، الذي سيتم الاحتفال به يوم 30 أبريل، في أكثر من 190 دولة، فيما تشهد مدينة البوغاز بتركيا، الرائدة في هذه الاحتفالات والرمز الحي لتلاقي الثقافات، إقامة هذه الاحتفالية وهي المدينة التي شهدت أساطير موسيقى الجاز الباحثين عن الإلهام والتجديد عبر تاريخها، مثل عازف البيانو الجاز الموهوب أوسكار دينارد أو عازف آلة الترومبيت الأمريكي الموهوب إدريس سليمان.
وأوضح فيليب لورين، مؤسس مهرجان طنجاز، لـ"وكالة المغرب العربي" أن موسيقى الجاز أصبحت معروفة في مدينة طنجة في خمسينيات القرن الماضي بفضل جاك مويال الذي كان يعمل بإذاعة طنجة الدولية وصمم برامج مخصصة لموسيقى الجاز، بالتعاون مع أحد مشاهير طنجة لطفي أقلعي.
أضاف أن هذه الموسيقى التي نشأت في جنوب الولايات المتحدة، شهدت أربع فترات متميزة في مدينة البوغاز، بدأت مع وصول تسجيلات من نوع 78 دورة في الدقيقة من الولايات المتحدة الأمريكية عندما حلّت طنجة محل تطوان كعاصمة دبلوماسية للمغرب، ثم إنشاء المنطقة الدولية الحرة، مواكبة للتنمية العالمية.
وتابع قائلًا: "هذه الطفرة الثقافية جذبت الملحن وعازف البيانو الأمريكي راندي ويستون الذي بنى منزله في طنجة، وأسس نادي الإيقاع الإفريقي، فوق مبنى سينما موريتانيا، فهكذا بدأ "ويستون" الدمج بين موسيقى الجاز والموسيقى المحلية، خاصة موسيقى كناوة برئاسة عبد الله الغورد".
وقال عبد الله الغورد :"كان راندي ويستون شريكًا عظيمًا، حيث تمكنت من تذوق موسيقى الجاز معه واكتشفت موسيقى الجاز بالصدفة، فلم أكن أعرف شيئًا عن الموسيقى الغربية".
من جانبه، أشار الموسيقي محسن هيشي إلى أن الموسيقى الكناوية هي موسيقى جادة للغاية، ولها عدة أنواع من الموسيقى بما في ذلك البامبارا، التي تحكي تاريخ العبيد، وبالتالي تغني نوعًا من الحنين الكئيب، وأخرى أكثر روحانية تلعب خلال الاحتفالات.
ويجمع اليوم الدولي لموسيقى الجاز، الذي أنشأه المؤتمر العام لليونسكو في عام 2011 واعترفت به الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالبلدان والمجتمعات من جميع أنحاء العالم في 30 أبريل من كل عام ويسلط الضوء على قوة موسيقى الجاز ودورها في تعزيز السلام والحوار بين الثقافات والتنوع واحترام الكرامة الإنسانية.
ويصل اليوم الدولي لموسيقى الجاز إلى أكثر من ملياري شخص في جميع القارات كل عام، من خلال البرامج التعليمية والعروض وأنشطة التوعية المجتمعية والإذاعة والتلفزيون ووسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية.