الخميس الماضي، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" صورة التقطت في 17 يناير 2021 لعلم أمريكي مقلوب معروض خارج منزل قاضي المحكمة العليا المحافظ، صامويل أليتو. وهو رمز يشار إليه غالبًا باسم "أوقفوا السرقة"، والذي استخدمه أنصار الرئيس السابق، دونالد ترامب؛ للطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
وتم التقاط صورة العلم المقلوب خارج منزل أليتو بعد أقل من أسبوعين من اقتحام مجموعة من أنصار الرئيس السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب، مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2021، عقب خسارته الانتخابات.
وأصبح العلم الأمريكي المقلوب رمزًا لاحتجاج أنصار ترامب، والذين اقتحموا مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، عندما سعوا إلى إلغاء خسارته في انتخابات 2020 أمام بايدن.
وعقب نشرها، أثارت الصورة ردود أفعال عنيفة، وصلت إلى دعوات لعزل قاضي المحكمة العليا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بينما ألقى أليتو كامل المسؤولية على عاتق زوجته مارثا؛ مشيرًا إلى أنه "لم يكن له أي دور على الإطلاق في رفع العلم".
وأضاف القاضي أن زوجته "وضعته -العلم المقلوب- لفترة وجيزة، ردًا على استخدام أحد الجيران لغة غير مقبولة ومهينة شخصيًا على لافتات الفناء"، حسب البيان الذي أرسله للصحيفة.
في الوقت نفسه، تجنبت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، سؤالًا في مؤتمر صحفي بشأن ما إذا كان الرئيس الحالي ومنافس ترامب في الانتخابات المقبلة، جو بايدن، يعتقد أن أليتو يمكنه الحكم بشكل محايد في القضايا المتعلقة بأحداث 6 يناير.
وقالت جان بيير: "لا أستطيع التعليق عمّا إذا كان يجب عليه التنحي، وكيف يجب أن يمضي قدمًا في المحكمة"، مضيفة: "هذه الخطوة تُقرر داخل المحكمة".
مع هذا، أشارت إلى أنها تحدثت مع بايدن عن هذا الأمر.
وقالت: "الرئيس يؤمن بأن العلم الأمريكي مقدس، ويجب علينا احترامه".
دعوات للعزل
أثار تقرير "نيويورك تايمز" تساؤلات حول قدرة أليتو على الحكم في القضايا المتعلقة بترامب بنزاهة، مثل القرار المتوقع قريبًا بشأن ما إذا كان ترامب محميًا بالحصانة الرئاسية من الاتهامات في قضية تخريب الانتخابات الفيدرالية.
ووفق تقرير لـ "نيوزويك"، فإن البعض اقترح أن يعفي القاضي نفسه من القضايا المتعلقة بترامب بسبب حادثة العلم.
ويأتي هذا الجدل بعد دعوات إلى تنحي قاضي المحكمة العليا كلارنس توماس عن قضايا ترامب، بعد أن قالت زوجته "جيني" إنها حضرت مسيرة ترامب في واشنطن، والتي سبقت الهجوم على مبنى الكابيتول.
ووفقًا لمدونة قواعد سلوك المحكمة العليا، فإن القاضي "يجب أن يحافظ على معايير عالية للسلوك ويلتزم بها؛ من أجل الحفاظ على نزاهة واستقلال القضاء الفيدرالي".
أيضًا "لا ينبغي أن يتأثر القاضي بالمصالح الحزبية أو الصخب العام أو الخوف من الانتقاد".
ويوم الجمعة، دعا عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى عزل أليتو.
وكتب العميل والمحامي السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي، آشا رانجابا، على منصة "إكس"، قائلًا: "يجب عزل القاضي أليتو. أنا لا أقول هذا باستخفاف، وهذا ليس شيئًا تفعله ببساطة لأنك لا توافق على الفلسفة القضائية للقاضي. لكنه فاسد للغاية، ومتحيز بشكل لا يمكن إصلاحه".
وأضاف: "من الرحلات غير المكشوف عنها، إلى الرسالة الغريبة في وول ستريت جورنال، وحتى التعليقات العامة التي ترد على الانتقادات لرفع العلم رأسًا على عقب لدعم ترامب، للتحدث إلى فوكس نيوز. كيف يمكن في هذا العالم الغريب أن تؤخذ هذه المحكمة على محمل الجد؟".
أيضًا، دعا عدد من مستخدمي المنصة الاجتماعية إلى التوقيع على عريضة لعزل أليتو ومقاضاته، باعتبار أنه "لا يمكن أن يكون لدينا قاضٍ يؤيد الخيانة في المحكمة العليا".
وحتى صباح السبت، جمعت العريضة 754 توقيعًا، بينما تستهدف جمع 5000 توقيع.