تزايد الضغط على حلفاء الولايات المتحدة لتعزيز دورهم العسكري في أوكرانيا، حيث كشفت تقارير صحفية عن احتمال إرسال مدربين من حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى داخل الأراضي الأوكرانية.
حلفاء أمريكا يقتربون ببطء
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن العديد من حلفاء الولايات المتحدة داخل حلف شمال الأطلسي "يقتربون ببطء" من إرسال جنود إلى أوكرانيا لتدريب قواتها المسلحة، إذ إن بعض المقاولين العسكريين الأمريكيين موجودون بالفعل في كييف لإصلاح أنظمة الأسلحة التي توفرها الولايات المتحدة.
وفي مواجهة نقص القوات، طلبت الحكومة في كييف من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "المساعدة في تدريب 150 ألف مجند جديد" داخل أوكرانيا، حتى يمكن إرسالهم إلى الجبهة بشكل أسرع، وفقًا للصحيفة الأمريكية.
خطوة نحو التورط المباشر
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن هذه الخطوة "ستكون بمثابة طمس آخر للخط الأحمر السابق"، ويمكن أن تجر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "بشكل مباشر أكثر" إلى الحرب.
وعلى الرغم من أن البيت الأبيض عارض علنًا إرسال المدربين، إلا أن رئيس هيئة الأركان المُشتركة يعتقد أن ذلك أمر لا مفر منه.
وقال الجنرال تشارلز براون جونيور، رئيس أركان الجيش الأمريكي للصحفيين أثناء سفره إلى بروكسل: "سوف نصل إلى هناك في نهاية المطاف، مع مرور الوقت".
تحديات نشر المدربين بأوكرانيا
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن إحدى مشكلات نشر مدربي الناتو في أوكرانيا هي الاضطرار إلى نقل الدفاعات الجوية الشحيحة بالفعل، بعيدًا عن ساحة المعركة لحمايتها من الضربات الجوية والصاروخية الروسية.
ووفقًا لـ"نيويورك تايمز"، فإن الولايات المتحدة ستكون ملزمة بالدفاع عن أي مدربين تابعين لحلف شمال الأطلسي داخل أوكرانيا من الهجوم، "مما قد يجر أمريكا إلى الحرب".
وأثار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لأول مرة مسألة إرسال قوات الناتو إلى أوكرانيا في فبراير، باعتبارها فكرة لا ينبغي استبعادها، في حين أعربت إستونيا وليتوانيا منذ ذلك الحين عن دعمهما لإرسال مدربين أو قوات دعم لتحرير الجنود الأوكرانيين للخدمة القتالية.
معارضة من البيت الأبيض
قال مسؤول في البيت الأبيض للصحيفة الأمريكية إن البيت الأبيض "مصمم" على أنه لن يُرسل قوات أمريكية على الأرض في أوكرانيا، بما في ذلك المدربين، وحث حلفاء الناتو على عدم القيام بذلك أيضًا.
وفي الوقت نفسه، تعمل بريطانيا وفرنسا وألمانيا على خطة لإرسال مقاولين لصيانة الأسلحة في منطقة القتال، حسبما كشفت الصحيفة الأمريكية، مُشيرة إلى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة منعت مقاولي الدفاع من الذهاب إلى أوكرانيا، إلا أنه "تم السماح بالفعل لعدد صغير منهم بالدخول، بموجب سلطة وزارة الخارجية، للعمل على أنظمة أسلحة محددة مثل دفاعات باتريوت الجوية".
اعتاد المدربون الأمريكيون أن يكونوا جزءًا من برنامج تدريب الناتو في يافوروف، غرب أوكرانيا، ولكن تم سحبهم في أوائل عام 2022، ومنذ ذلك الحين، ضربت روسيا المنشأة بالصواريخ عدة مرات.
وقام الناتو بتدريب عشرات الآلاف من القوات الأوكرانية في ألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة وأماكن أخرى.
التكتيكات الغربية غير كافية
ومع ذلك، أثبتت التكتيكات الغربية أنها غير كافية خلال هجوم صيف 2023.
ووصفت الصحيفة الأمريكية ساحة المعركة الأوكرانية بأنها "مختلفة تمامًا وأكثر كثافة مما قاتلت فيه القوات الأمريكية في السنوات الأخيرة".
التدريب بسرعة أكبر
ووفقًا لمسؤولين عسكريين أمريكيين مجهولين، فإن التدريب داخل أوكرانيا من شأنه أن يسمح للمدربين الأمريكيين "بجمع معلومات بسرعة أكبر حول الابتكارات التي تحدث على الخطوط الأمامية الأوكرانية، مما قد يسمح لهم بتكييف تدريباتهم".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال وزير الدفاع البريطاني، جرانت شابس، إن "نقل التدريب بالقرب" من أوكرانيا سيكون منطقيًا، لكنه أضاف أن لندن لا تريد نشر قوات بريطانية على الأرض.