قال فوسيموزي مادونسيلا، سفير جنوب إفريقيا لدى هولندا، وممثلها بمحكمة العدل الدولية، إن الإجراءات الإسرائيلية في رفح الفلسطينية تعكس نية الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب الإبادة الجماعية.
وطالب "مادونسيلا"، في مداخلة هاتفية مع قناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الجمعة، محكمة العدل الدولية باتخاذ إجراءات عاجلة ملزمة للاحتلال الإسرائيلي بوقف العمليات العسكرية بغزة وخصوصًا في رفح الفلسطينية، مشيرًا إلى ضرورة استخدام المحكمة سلطاتها لإلزامهم بوقف العمليات في قطاع غزة.
وأضاف أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تمتعت بالحصانة على مدار 70 عامًا، ويجب وقفها فورًا، قائلاً إن وفد بلاده وضع أمام المحكمة حقائق مؤكدة عن أنشطة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة ورفح الفلسطينية.
وأكد ممثل جنوب إفريقيا أن الوفد قدم عددًا كبيرًا من الأدلة التي تؤكد نية الاحتلال لتنفيذ الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
ورحب "مادونسيلا" بانضمام مصر إلى جنوب إفريقيا في الدعوى المرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، موضحًا أنها "خطوة ضرورية وستسهم في حل النزاع".
وأكد ضرورة محاسبة مجرمي الحرب وضمان حماية المدنيين في القطاع.
الوضع في رفح الفلسطينية "مروع"
وخلال مرافعته أمام محكمة العدل الدولية، أمس الخميس، قال ممثل جنوب إفريقيا، إن الوضع في مدينة رفح الفلسطينية "مروع"، والإبادة الجماعية وصلت جميع مناطق غزة، وعلى إسرائيل تدبير الضمانات اللازمة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين الفلسطينيين.
وأوضح أن إسرائيل تواصل جرائمها في غزة باستهداف العاملين بالمجال الإغاثي، وتستمر في إظهار عدم الاهتمام بحياة الفلسطينيين.
وأشار إلى أن الاحتلال دمر كل مكان في قطاع غزة واستهدف سكانه، ونطالب بوقف الإبادة الجماعية، كما يجب وقف الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف الملاجئ الآمنة وقوافل المساعدات الإنسانية.
وأكد ممثل جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، أنه من الضروري حماية الشعب الفلسطيني ضد الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
وبدأت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة، الخميس، جلسات استماع لمدة يومين للنظر في طلب جنوب إفريقيا ضمان وقف إسرائيل عمليتها العسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والتي لجأ إليها أكثر من نصف سكان غزة بحثًا عن ملجأ آمن.
وفي يناير، دعت محكمة العدل الدولية إسرائيل إلى تجنب أي عمل يؤدي إلى إبادة، وإلى تسهيل وصول المساعدة الإنسانية إلى غزة.
وبعد بضعة أسابيع، طلبت جنوب إفريقيا اتخاذ إجراءات جديدة، لافتة إلى إعلان إسرائيل عزمها شنّ هجوم على رفح الفلسطينية، لكن المحكمة رفضت هذا الطلب.
وبداية مارس، طلبت جنوب إفريقيا مجددًا من المحكمة أن تفرض على إسرائيل تدابير طارئة جديدة. وفي الشهر نفسه، أمرت المحكمة إسرائيل بأن تكفل وصول "مساعدة إنسانية عاجلة" إلى غزة في ظل "مجاعة بدأت تنتشر" في القطاع المحاصر.
ومؤخرًا، أعلنت دول بينها ليبيا ومصر وتركيا اعتزامها التدخل رسميًا لدعم دعوى جنوب إفريقيا في قضية "الإبادة الجماعية" المرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بسبب حربها المستمرة على قطاع غزة.
وتأتي جلسات محكمة العدل الدولية في إطار قضية مستمرة تتهم فيها أيضًا إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني.