حادثة مثيرة للذهول عاشتها بلدة القديد غرب ولاية الجلفة بالجزائر، ضجت على أثرها شبكات التواصل الاجتماعي بعد العثور على شاب اختفى منذ ما يقارب الـ26 عامًا، وهو رقم قياسي عالمي في حالات الاختطاف والاحتجاز، إذ وجد بمستودع جاره في حالة يرثى لها.
ولم يكن طول المدة التي تم اختطاف الشاب خلالها هو الأمر المثير للجدل فقط، بل اندهش الجميع لأن الاختطاف كان داخل البلدية وغير بعيد من منزل الضحية.
وقال بيان نشرته ولاية الجلفة الجزائرية، على حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي إن الشاب بن عمران عمر الذي عُثر عليه، قبل أمس الاثنين، في حفرة تحت الأرض مغطاة بالتبن في منزل جاره الواقع ببلدية القديد، تم خطفه عام 1996 وكان حينها يبلغ من العمر 19 عامًا فقط.
وكتب رقاب خالد، أحد أقارب الشاب، وهو دكتور في الفيزياء في منشور عبر حسابه على "فيسبوك" إن عُمر تم العثور عليه بصحة جيدة بعد اختفاء دام 26 عامًا.
وأضاف "خالد" في منشور آخر أرفقه بصورة "عُمر" في العام الذي اختطف فيه، أنه تم العثور على الكلب الموجود معه في الصورة ميتًا مسمومًا أو مشنوقًا لأنه كان لا يتوقف عن النباح أمام باب الجار، حيث احتجز صاحبه.
وتداول نشطاء مقطعًا صادمًا للحظة العثور على الشاب في حفرة تشبه القبر مغطاة بالتبن، قيل إنه احتجز فيها لسنوات عديدة، منذ اختفائه في التسعينيات، مشيرين إلى أنه وجد في حالة صدمة ولم يتمكن من الكلام. وأعرب الكثيرون عن تأسفهم بعد حديث مقربين من الشاب عن وفاة والدته حزنًا عليه في العام 2007.
ونشرت مواقع جزائرية وصفحات على مواقع التواصل لقطات مصورة تُظهر لحظة العثور على الشاب الذي تحول إلى كهل (اختفى وعمره 19 عامًا) وإخراجه من داخل قبو فيما يشبه الإسطبل وسط تبن الحيوانات.
ووفقًا لجريدة "الخبر" المحلية، اختفى عمر في ظروف غامضة مع نهاية تسعينات القرن الماضي وهو على عتبة الـ20 عامًا. وقد تم البحث عنه حينها وأذيعت الأنباء أنه قتل بفعل الظروف الأمنية التي كانت تشهدها الجزائر.
وعادت قصة الشاب من جديد بعد أن أكد شخص مقرب من مختطفه أن "عُمر" على قيد الحياة وبصحة جيدة، وأنه يعيش ببلدته ويعيش قريبًا من منزل أسرته، وأضاف أن من اختطفه هو شخص على عتبة الستين عامًا، وهذا الشخص موظف ويعيش بمفرده في بيته لم يتزوج ويمشي وحيدًا واستطاع إخفاءه طيلة هذه المدة.
وبدأت رحلة البحث عن الشاب من خلال أقاربه الذين اقتحموا بيت المختطِف وهو بوسط مدينة القديد، ليجدوا الضحية وسط دار معبأة بمادة التبن واستخرجوه وتدخلت مصالح الدرك الوطني لبلدية القديد، حيث قاموا بتوقيف المختطِف.
واختفى "عمر" فجأة وبدأت رحلة بحث طويلة عنه بدأت بإبلاغ الشرطة والدرك الوطني والتنقل عبر عدة ولايات وتوجيه أسرته النداء من أجل البحث عنه ولم يعثر له.
وفسرت الأسرة غياب ابنها بأن الجزائر كانت تعيش فترة العشرية السوداء وقد يكون ضحية من ضحاياها، إلا أن والدته التي توفيت عام 2013 كانت تؤكد للجميع بأن ابنها على قيد الحياة، وأنه قريب منها خاصة أن كلبه الذي يمشي معه دائمًا يجلس بالقرب من باب محتجزه ويصدر صوت الأنين.