كشف استطلاع رأي حديث عن تراجع كبير في شعبية الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط وأوروبا وحتى في بعض بلدان آسيا، وذلك على خلفية دعمها غير المشروط لإسرائيل في حربها الأخيرة على قطاع غزة.
وفي المقابل، شهدت كل من روسيا والصين تحسنًا ملحوظًا في صورتهما العالمية خلال نفس الفترة.
ووفقًا لنتائج استطلاع "مؤشر إدراك الديمقراطية 2024" الذي أجرته شركة "لاتانا" الألمانية، أصبحت روسيا والصين يُنظر إليهما بشكل إيجابي، على عكس الولايات المتحدة في معظم الدول الآسيوية والشرق أوسطية وشمال إفريقية التي شملها الاستطلاع.
وعزا الباحثون هذا التحول إلى انخفاض شعبية واشنطن بشكل حاد بسبب دعمها إسرائيل في حربها على قطاع غزة.
تأثير حرب غزة
لم تقتصر آثار موقف الإدارة الأمريكية من الحرب على غزة على المنطقة العربية فحسب، بل امتدت لتشمل أوروبا أيضًا.
وأشار فريدريك ديفو، الباحث الرئيسي في لاتانا، إلى أنه "للمرة الأولى منذ تولي بايدن الرئاسة، عادت العديد من دول أوروبا الغربية إلى تبني تصورات سلبية صافية تجاه الولايات المتحدة"، موضحًا أن هذا التحول في المواقف الإيجابية السابقة كان "حادًا بشكل خاص في ألمانيا والنمسا وأيرلندا وبلجيكا وسويسرا".
المشاعر السلبية في البلدان المسلمة
وتعرضت سمعة أمريكا العالمية لضربة قوية خلال العام الماضي، خاصة في البلدان ذات الأغلبية المسلمة التي شملها الاستطلاع مثل الجزائر وإندونيسيا وماليزيا والمغرب وتركيا، ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى الدعم الصريح والمطلق الذي أبداه بايدن لإسرائيل خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة.
على النقيض من الاتجاهات السلبية تجاه الولايات المتحدة، وجد الاستطلاع أن المشاعر العامة نحو روسيا والصين في جميع المناطق باستثناء أوروبا أصبحت أكثر إيجابية بشكل متزايد.
فأوروبا هي المنطقة الوحيدة إلى جانب الولايات المتحدة التي لا تزال تؤيد فرض عقوبات اقتصادية وقطع الروابط التجارية مع روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا، بينما يريد بقية العالم الحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع موسكو.