أظهر استطلاع حديث للرأي أجراه مركز أبحاث صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية أن الارتفاع الأخير في معدل التضخم بالولايات المتحدة أدى إلى عكس أي تقدم أحرزه الرئيس جو بايدن في إقناع الناخبين بقدرته على التصرف بشكل أفضل في إدارة الاقتصاد من دونالد ترامب.
ووجد الاستطلاع، الذي أُجري خلال الفترة ما بين 2 و6 مايو الجاري ونشرته الصحيفة، اليوم الإثنين، أن معدلات شعبية "بايدن" تراجعت فيما يخص إدارة الاقتصاد، بعد ارتفاع طفيف في أبريل الماضي، ووصلت إلى مستويات من شأنها أن تؤدي إلى قراءة محبطة لدى مسئولي البيت الأبيض، ويأتي ذلك بعد أن أظهرت بيانات الأسعار أن التضخم في الولايات المتحدة قد يكون أكثر ثباتًا مما كان متوقعًا في بداية العام.
العمال الأمريكيون
واعتبرت الصحيفة، تعليقًا على هذا الاستطلاع، أن نتائجه تضيف إلى الشعور بأن رسائل إدارة بايدن بشأن الاقتصاد، التي ركز الكثير منها على المكاسب التي حققها العمّال الأمريكيون في أجورهم، ليست مقنعة للناخبين.
وفي حين يشيد الاقتصاديون والمستثمرون بالأداء الممتاز للنمو في الولايات المتحدة على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، فإن الناخبين لا يرون ذلك؛ حيث أظهر الاستطلاع أن 71% من المشاركين البالغ عددهم 1000 شخص يعتقدون أن الظروف الاقتصادية سلبية، ويتوافق هذا الرقم مع الأشهر السابقة، مما يشير إلى أنه لا علاقة له بالأخبار التي تفيد بأن النمو تباطأ إلى معدل سنوي قدره 1.6%، بانخفاض عن 3.4% في الربع الرابع من العام الماضي.
وجاء في الاستطلاع أن "بايدنوميكس"، وهي مجموعة من السياسات تهدف في المقام الأول إلى توفير وظائف التصنيع الخضراء وإعادة بناء البنية التحتية المتهالكة في الولايات المتحدة، تلعب بشكل سيئ كعلامة تجارية، وأن 28% فقط من المشاركين يعتقدون أن السياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي ساعدت أمريكا، مقارنة بـ49% ممن اعتقدوا أنها جعلت الأمور أسوأ.
سياسات بايدن
وقال المزيد من المشاركين بنسبة نحو 35% إن سياسات بايدن أضرت بالاقتصاد أكثر مما نفعته، وهذا الرقم هو الأسوأ منذ بدء استطلاع أجرته الصحيفة نفسها في نوفمبر 2023.
جدير بالذكر أن استطلاعات الرأي الأخرى تشير إلى وجود انفصال بين شعور الأمريكيين تجاه ظروفهم الاقتصادية الإيجابية إلى حد ما في كثير من الأحيان، والظروف في البلاد، حيث يغلب عليهم التشاؤم، حسب قول الصحيفة.
الجامعات الأمريكية
وتجلت التوترات في جميع أنحاء الجامعات الأمريكية، خاصة في ولاية ميشيجان، حيث كانت نسبة عالية من الناخبين المسلمين، الذين عادة ما يميلون إلى الديمقراطيين، من بين أولئك الذين أشاروا إلى أنهم سيتخلون عن بايدن بسبب دعمه لإسرائيل.
ومع نية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ما يبدو على توسيع توغله في رفح الفلسطينية، الأمر الذي نصحه البيت الأبيض مرارًا وتكرارًا بعدم القيام به، فإن الضجة قد تتفاقم خلال الأشهر المقبلة.