بعد ما شهد قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بحجب شحنات معينة من القنابل إلى إسرائيل العديد من الانتقادات بين الجمهوريين في الكونجرس؛ إلا أن مثل هذه الخطوة ليست غير مسبوقة كما زعموا.
فقد عرف التاريخ الأمريكي بعض الرؤساء السابقين، بما في ذلك الرؤساء الجمهوريون، ممن حجبوا المساعدات لإرسال رسالة واضحة إلى إسرائيل وحلفاء آخرين.
وحسب حديث مايكل سوليفان، الأستاذ المساعد في جامعة جورج تاون، الخبير في السياسة الخارجية لشبكة ABC News، فإن الرئيسين رونالد ريجان وجورج بوش الأب، أوقفا المساعدات الأساسية لإسرائيل خلال فترة ولايتيهما، بسبب مخاوف بشأن الرعونة الإسرائيلية.
وأشار سوليفان، وهو كولونيل متقاعد بالجيش الأمريكي شارك في عمليات نقل الأسلحة، إلى أنه "في نهاية المطاف، للرئيس الحق في استخدام كل أداة يستطيع استخدامها"، باعتبار أن "هذا كله جزء من التعاون الأمني"، كما قال.
ريجان وبوش
في صيف عام 1981، قام الرئيس رونالد ريجان بتأخير تسليم الطائرات المقاتلة الأمريكية إلى إسرائيل لمدة شهرين بعد أن قصفت مفاعلًا نوويًا في العراق.
وفي يوليو 1982، أوقف ريجان شحنة قذائف عنقودية إلى إسرائيل، بسبب كيفية استخدام إسرائيل لهذه الأسلحة أثناء غزوها للبنان؛ وكان المسؤولون الأمريكيون -في ذلك الوقت- يراجعون ما إذا كان استخدام الأسلحة ينتهك اتفاقًا بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفي مارس 1992، أرجأ الرئيس بوش الأب قرضًا بقيمة 10 مليارات دولار لإسرائيل بسبب مخاوف بشأن المضي قدمًا في بناء المستوطنات في الضفة الغربية.
لكن وقتها، لم يكن هناك الكثير من الانتقادات السياسية لريجان أو بوش، على الصعيدين المحلي والدولي "لأن الصراع في الشرق الأوسط لم يكن في مقدمة ومركز السياسة الخارجية كما هو الحال اليوم"، حسب سوليفان.
وقال: "حتى عندما كان هناك هذا الصدع، كان لا يزال هناك فهم واضح للسياسة الخارجية الأمريكية الإسرائيلية، ومضى الجميع قدماً".
سلطات الرئيس
يشير سوليفان لـABC News أن العديد من العوامل التي تنطوي على الصراع الحالي، بما في ذلك الاستقطاب السياسي المتزايد في واشنطن، خلقت بيئة مختلفة للرئيس ما أدى إلى مزيد من التدقيق.
وأضاف أن اعتراضات الجمهوريين لا تتجاهل فقط "السابقة" التي أرستها الإدارات السابقة عندما يتعلق الأمر بالسياسة الأمريكية الإسرائيلية، بل تتجاهل أيضًا الفهم الأساسي لسلطات الرئيس عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الخارجية.
وأوضح: "ما أعتقده حقًا هو أن هذه هي السياسة، والجميع يبحث عن ميزة في عام انتخابي، لكن في نهاية المطاف، الرئيس بايدن هو القائد الأعلى، وله الحق القانوني في إيقاف شحنة عسكرية مؤقتًا".
وشدد سوليفان على أن خطوة بايدن لم تنه المساعدات العسكرية لإسرائيل، وأن الدولة العبرية لا تزال لديها قوة نيران كافية لشن هجوم على رفح. ومع ذلك، سيظل وقف الأسلحة الأمريكية له تأثير على العمليات الإسرائيلية.