حذر مراقبون في معاهد ومراكز بحثية أمريكية، من أن رئاسة دونالد ترامب الثانية، يمكن أن يكون لها تداعيات وخيمة على الولايات المتحدة، بدءًا من الأمن والهجرة وتقويض المؤسسات، كما أنها ستحدث تغييرات عالمية في عدد من الملفات التي يمكن في النهاية أن تضر بحلفاء الولايات المتحدة وحتى قضايا مكافحة المناخ.
ومن المنتظر أن تنطلق الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، الثلاثاء 5 نوفمبر المقبل، حيث تأتي الانتخابات الرئاسية في أمريكا بعد المؤتمرات الحزبية والانتخابات الأولية التي تجريها الأحزاب الرئيسية لتحديد مرشحيها، على أن يتم إعلان الفائز يناير 2025، وبحسب شبكة "إي بي سي" نيوز الأمريكية، تم التأكيد على أن الثنائي "بايدن - ترامب" سيواجهان بعضهما البعض، حيث فاز كل منهما بعدد كافٍ من المندوبين لتأمين الترشيح الرئاسي.
عفو واستبدال
ومع توجه الناخبين الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع في غضون ستة أشهر تقريبًا لاختيار رئيسهم المقبل، حذر مراقبون لقناة CNA الأمريكية، أن أولويات ترامب تشمل ترحيل المهاجرين الذين يعبرون الحدود بشكل غير قانوني، وهو الأمر الذي يصفه الرئيس السابق في كثير من الأحيان بالغزو.
كما هدد الرئيس الأمريكي السابق، بفرض المزيد من السيطرة على بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ووزارة العدل، التي تقود قضايا جنائية رفيعة المستوى ضده، ومن قواعد اللعبة لرئاسة ترامب الثانية، من المنتظر أن يتم استبدال العديد من موظفي الخدمة المدنية بالموالين للزعيم الجمهوري، مشيرين إلى أن العديد منهم لديهم آراء يمينية متطرفة.
ويفكر ترامب أيضًا في العفو عن الأشخاص المدانين في هجوم الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2021، عندما اقتحم بعض أنصاره الكونجرس لمحاولة إلغاء النتائج، وبحسب القناة مازال هؤلاء يعتقدون أنه فاز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وتم تزويرها لصالح بايدن.
التخلي عن الحلفاء
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، قال المراقبون للقناة الأمريكية، إن الولايات المتحدة غير قادرة على الوفاء بجميع التزاماتها في مختلف المناطق، وسوف تضطر إلى اتخاذ خيارات صعبة قريبًا، حيث سلط ترامب الضوء مرارًا وتكرارًا على فشل بعض أعضاء منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في تخصيص ما لا يقل عن 2 في المئة من ناتجهم المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي.
ومن بين الدول الأعضاء في الناتو البالغ عددها 32 دولة، حققت 20 دولة الآن هدف الـ 2 في المئة، وتركز على دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، وقد هدد ترامب بأنه لن يدافع عن حلفاء الناتو الذين يفشلون في إنفاق ما يكفي على الدفاع، بل إنه سيشجع روسيا على فعل ما يريدون.
المناخ وترامب
وأشار المراقبون إلى أن ترامب معروف بطبيعته المتقلبة، وبحسب القناة أنكر ترامب علوم المناخ، بل ووصف الانحباس الحراري العالمي بأنه خدعة، رغم أنه اعترف لاحقًا بأن البشر يتحملون بعض اللوم، وهي التصرفات التي جعلت هناك مخاوف من أن تؤدي رئاسة ترامب الثانية إلى التراجع عن سياسات بايدن المؤيدة للبيئة، وسحب الولايات المتحدة مرة أخرى من اتفاقية باريس للمناخ للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وهي الخطوة التي قال عنها رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو ان فوز ترامب قد يضر بمكافحة تغير المناخ على مستوى العالم.