تسبب قرار الإدارة الأمريكية بتعليق إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل، خوفًا من استخدامها بقتل المدنيين، في نفض التراب عن مؤيدي الحرب التي تفضي في النهاية إلى تدمير غزة وتشتيت سكانها في ملاجئ وخيام، داخل الكيان الإسرائيلي، وداخل الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا.
وتحول نهج بايدن في التعامل مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ 7 أشهر، التي تسببت في دمار واسع للبنية التحتية واستشهاد آلاف الأبرياء، إذ أعلن عدم دعم إسرائيل في أي هجوم كبير على مدينة رفح الفلسطينية المكتظة بالسكان، وجمد شحنة أسلحة قائلًا إنها يمكن أن تستخدم في قتل المدنيين.
تحد واضح
وقوبلت تلك الخطوة باحتجاج شديد من قبل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، على رأسهم بنيامين نتنياهو، الذي أعلن أنه إذا كان عليهم الوقوف وحدهم سيفعلون ذلك ومصممون عليه، في تحدٍ واضح لإرادة بايدن، وبحسب القناة الـ13 الإسرائيلية، فقد وجه يوآف جالانت، وزير الدفاع، رسالة أخرى لبايدن مفادها أنه من المستحيل إخضاع إسرائيل.
وفي المقابل وجه بيني جانتس، السياسي الإسرائيلي، ورئيس معسكر الدولة، انتقادات لاذعة لنتنياهو وحكومته المتطرفة، ووفقًا للقناة الـ12 الإسرائيلية، فقد أكد أن الولايات المتحدة وقفت إلى جانب إسرائيل في أصعب أوقاتها، والهجوم عليها من قبل وزراء غير مسؤولين يستهدف احتياجات داخلية ونابع من اعتبارات سياسية.
حكومة فاشلة
بينما وصف يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، حكومة نتنياهو بالفاشلة، التي تسببت في توتر العلاقات مع واشنطن، مشيرًا بحسب "تايم أوف إسرائيل"، إلى أن الفشل المتمثل في تحول الخلاف إلى خلاف علني، خلال فترة الحرب يقع على عاتق الحكومة بالكامل وسبب مهم للإطاحة بنتنياهو من السلطة.
وشعر الأمريكيون بالإهانة، كما يقول زعيم المعارضة، بعدما أعلن "نتنياهو" أن إسرائيل ستمضي قدمًا بمفردها إذا لزم الأمر، إذ جاءت تلك التصريحات بعد أن خصصت واشنطن 14 مليار دولار لإسرائيل، مؤكدًا أنه لم يكن من المفترض أن تصل الأمور إلى ذلك الحد، داعيًا بإقالة بن جفير بعد تغريدته التي وصفت بايدن بأنه يحب حماس.
دعم الحرب
وفي أمريكا، واجه بايدن أصواتًا معارضة لقراره، وانتقادات من الديمقراطيين والجمهوريين الداعمين لإسرائيل في الكابيتول هيل، ومن المنظمات اليهودية المؤيدة لإسرائيل في جميع أنحاء البلاد، كان على رأسهم الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي استغل الأمر سياسيًا، وطالب اليهود المؤيدون لبايدن بالشعور بالخجل إذا صوتوا له مرة أخرى بسبب قراره، بحسب صحيفة بوليتيكو الأمريكية.
وأيضًا كان مايك جونسون، رئيس مجلس النواب، على رأس القائمة، الذي أكد بحسب الجارديان البريطانية، أنه شعر بالخيانة من قبل الرئيس جو بايدن، واتهمه بالتراجع عن الاتفاق الذي أبرموه لتمرير المساعدات إلى إسرائيل وأوكرانيا وتايوان، الشهر الماضي، إلا أنه في الوقت ذاته كان هناك مؤيدون كُثر للقرار، منهم العديد من الديمقراطيين، الذين يدعون منذ أشهر إلى وقف إرسال شحنات الأسلحة إلى إسرائيل أو ربطها بالمزيد من القيود.
الحرب المدمرة
وصف هؤلاء تلك الخطوة التي اعتبروا أنها تأخرت كثيرًا بالمهمة، منهم السيناتور بيرني ساندرز، من ولاية فيرمونت، الذي أكد بحسب تايمز أوف إسرائيل، أنه ما كان ينبغي أن يحصل نتنياهو على سنت واحد طالما استمر في هذه الحرب المدمرة بشكل لا يصدق، معربًا عن سعادته بأن بايدن بدأ يسير في هذا الاتجاه.
وخرج البيت الأبيض ليؤكد وجهة نظر الإدارة الأمريكية، إذ صرّح جون كيربي، بأن بايدن أعرب لنتنياهو عن معارضته عملية رفح الفلسطينية مرارًا وتكرارًا، مشيرين إلى أن فكرة اقتحام رفح الفلسطينية لن يحرز تقدمًا بشأن هزيمة حماس.
ولفت متحدث البيت الأبيض إلى أن الولايات المتحدة تريد مساعدة إسرائيل على استهداف قادة حماس، وإقامة هيكل حكومي بديل، إذ قدموا عدة بدائل لهزيمة حركة المقاومة بدلًا من الاقتحام المزعوم، مؤكدين أن بايدن لا يريد أن يتم استخدام أسلحة أمريكية في مناطق بعينها بقطاع غزة.