الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تعليق الأسلحة لإسرائيل.. بايدن يؤدب نتنياهو بتنفيذ "تهديده الثاني"

  • مشاركة :
post-title
بايدن و نتنياهو

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

قرار جديد اتخذه الرئيس الأمريكي، بتعليق إمداد إسرائيل بشحنات من الأسلحة تتعدى قيمتها 200 مليون دولار، على خلفية إصرار إسرائيل على اقتحام رفح، فيما يعد تأديبًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يبدو أنه تجاهل تحذيرات حليفه الرئيسي.

وكسرت حرب الإبادة الجماعية، التي يقودها الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة، العلاقة الحميمة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، التي تمتد لأكثر من 40 عامًا، على خلفية القتل الممنهج الذي يتعرض له الفلسطينيون سواء في الضفة الغربية على يد المستوطنين أو في قطاع غزة على يد الجنود، وحاليًا التهديد باقتحام رفح الفلسطينية.

3 تهديدات

منذ أسابيع، اشتكى بايدن من أن نتنياهو "يمنحه الجحيم" ومن المستحيل التعامل معه بسبب فشله في إقناع إسرائيل تغيير تكتيكاتها العسكرية، وأكدت شبكة "إن بي سي نيوز" أن بايدن نفّس عن إحباطه ووجه إشارات ازدراء لنتنياهو حتى أنه وصفه بالأحمق وأنه يريد أن تستمر الحرب حتى يتمكن من البقاء في السلطة.

وحددت الصحيفة وقتها عدة خطوات كبرى يمكن أن تتخذها إدارة الرئيس الأمريكي، إذا قرر نتنياهو تجاهل جو بايدن مرة أخرى، وهي 3 خطوات كبرى يمكن أن تؤثر بالسلب على الكيان الإسرائيلي كان أولها تغيير المسار في الأمم المتحدة من خلال إلقاء ثقل أمريكا وراء قرار وقف إطلاق النار، أما التهديد الثاني فيتمثل في إبطاء أو تقييد مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، بينما الثالث سيكون المطالبة بقوة بإقامة دولة فلسطينية.

بايدن نفذ تهديده الأول بقرار مجلس الأمن لوقف الحرب
قرار مجلس الأمن

نفذت الولايات المتحدة حرفيًا تهديدها الأول، فبعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب واستخدام الفيتو الأمريكي مرارًا، تبنى مجلس الأمن الدولي بمباركة الولايات المتحدة قرارًا بوقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية في غزة والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.

تلك الخطوة تسببت في غضب نتنياهو شخصيًا وقام بإلغاء زيارة وفد كانت مقررة إلى واشنطن، وقال مكتب نتنياهو وقتها إنه على ضوء تغير الموقف الأمريكي، قرر رئيس الوزراء أن الوفد الذي أعلن إرساله إلى واشنطن بناء على طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن لن يغادر إسرائيل.

منع الأسلحة

ودائمًا ما يهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بمهاجمة مدينة رفح الفلسطينية، التي أصبحت ملجأ لأكثر من مليون فلسطيني هربًا من القصف الإسرائيلي على شمال غزة، بزعم وجود 4 كتائب لحماس فيها، إلا أن تلك المحاولات قوبلت بمعارضة دولية كبيرة، خصوصًا من الرئيس الأمريكي الذي وصف هذا الإجراء بأنه خط أحمر، ولكن كان لنتنياهو رأي آخر.

ورغم التحذيرات الأمريكية، تحرك الجيش الإسرائيلي بأمر من نتنياهو، وقام بالاستيلاء على معبر رفح من الجانب الفلسطيني، في عملية وصفها الاحتلال بـ المحدودة، إلا أنه بحسب موقع أكسيوس، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بمنع تسليم شحنات القنابل والمعدات الموجهة كوسيلة للتعبير عن قلقها بشأن خطط غزو رفح.

دخول رفح تسبب في تعليق صفقات الأسلحة لمنع الكارثة
انهيار العلاقات

وبهذا القرار يكون الرئيس الأمريكي جو بايدن قد نفذ تهديده الثاني فعليًا، ومنع تصدير شحنات تتضمن بحسب القناة الـ 13 الإسرائيلية 1800 قنبلة زنة 900 كيلوجرام و 1700 قنبلة زنة 225 كيلوجرامًا، تبلغ قيمتها 260 مليون دولار، كما أفادت تقارير أن واشنطن تدرس إيقاف شحنة أخرى تضم 6500 مجموعة ملاحية صاروخية تحول الأسلحة العادية إلى أسلحة دقيقة.

وحذر الأمريكيون، الذين يعتقدون حتى الآن أن إسرائيل لم تتجاوز الخط الأحمر الذي رسمه بايدن، ولكن اتساع العملية البرية إلى ماهو أبعد من ذلك دون خطة واضحة لحماية المدنيين، واقتحام مدينة رفح نفسها، ستكون بمثابة نقطة انهيار للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وبحسب الموقع.

إحباط إسرائيلي

وتسببت الحرب المدمرة التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة منذ 7 أشهر، إلى استشهاد ما يقرب من 37 ألف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، بينما أصيب فوق الـ 78 ألف شخص جرّاء القصف العنيف، وأدت العمليات الإسرائيلية إلى نزوح 80% من الشعب، بجانب تسوية عشرات الأحياء بالأرض.

وأعرب مسؤولون إسرائيليون كبار عن "إحباطهم العميق" من إدارة بايدن بسبب قرارها إيقاف شحنة أسلحة إلى إسرائيل مؤقتًا، ولكن تأكيدًا لما ذكرنا، فقد أكد وزير الدفاع الأمريكي أوستن لويد على مراجعة بعض شحنات المساعدة الأمنية على المدى القريب إلى إسرائيل في سياق الأحداث الجارية في رفح.