الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحرك يخشاه الاحتلال.. أهمية الاعتراف الأمريكي المحتمل بدولة فلسطين

  • مشاركة :
post-title
فلسطين حصلت على صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة عام 2012

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

في نقطة قد تحدث تحولًا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، تدرس الولايات المتحدة وبريطانيا خيار الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد انتهاء الحرب على غزة، وهو التحرك الذي يخشاه مسؤولو الاحتلال ويعملون على إجهاضه. 

 وذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية، نقلًا عن مسؤول أمريكي كبير، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعمل على وضع خيارات سياسية داخلية بشأن الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية بعد الحرب الإسرائيلية على غزة.

وقال المسؤول، إن إدارة بايدن تضع خيارات لتفعيل سياسة حل الدولتين بعد الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة، وهي خطوة يمكن أن توفر قوة سياسية وقانونية ورمزية للفلسطينيين، وتزيد من الضغط الدولي على الاحتلال للانخراط في مفاوضات جادة من أجل سلام طويل الأمد.

الاعتراف قبل الاتفاق النهائي

وبحسب "إن بي سي نيوز"، فإن من شأن تقديم هذا الاعتراف قبل أي اتفاق شامل نهائي بين الطرفين أن يُمثل تحولًا واضحًا في موقف واشنطن، في الوقت الذي تتعامل فيه مع قضية ذات حساسية غير عادية بالداخل والخارج".

وكان ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قال الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة تسعى بنشاط لإقامة دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية لإسرائيل وتستكشف الخيارات مع الشركاء في المنطقة.

ورفض "ميلر" الإدلاء بتفاصيل حول الجهود الداخلية للوزارة بشأن هذه المسألة، لكنه أضاف في مؤتمر صحفي أن تلك المساعي من أهداف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بحسب "رويترز".

خيارات واشنطن

وكشف تقرير نشره موقع "أكسيوس"، أخيرًا أن أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، طلب من وزارة الخارجية إجراء مراجعة وتقديم خيارات سياسية بشأن اعتراف أمريكي ودولي محتمل بـ"دولة فلسطين" بعد الحرب في غزة.

واعتبر الموقع أن ذلك "يشير إلى تحول في التفكير داخل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن الاعتراف المحتمل بالدولة الفلسطينية، وهو أمر حساس للغاية على المستويين الدولي والمحلي".

وكانت سياسة الولايات المتحدة على مدار عقود من الزمن هي معارضة الاعتراف بفلسطين كدولة، سواء على المستوى الثنائي أو في مؤسسات الأمم المتحدة، وتأكيد أن الدولة الفلسطينية لا ينبغي أن تتحقق إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وفق "أكسيوس".

ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي كبير، إن "البعض داخل إدارة بايدن يعتقدون الآن أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ربما ينبغي أن يكون الخطوة الأولى في المفاوضات لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بدلًا من الخطوة الأخيرة".

ويوجز الموقع خيارات واشنطن للتحرك بشأن هذه القضية في ثلاث نقاط، وهي الاعتراف الثنائي (الاعتراف من جانب واشنطن) بدولة فلسطين، وعدم استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة من الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وتشجيع الدول الأخرى على الاعتراف بها.

بريطانيا تدرس

وكان ديفيد كاميرون، وزير الخارجية البريطاني، صرّح الخميس الماضي، لوكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية، بأن بلاده يمكن أن تعترف رسميًا بالدولة الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار في غزة، ودون انتظار نتيجة ما ستسفر عنه محادثات مستمرة منذ سنوات بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين حول حل الدولتين.

وهناك أكثر من 50 دولة لا تعترف بفلسطين دولة، من أبرزها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وكندا ومعظم دول أوروبا الغربية.

ويوجد 139 من بين 193 عضوًا في الأمم المتحدة يعترفون بدولة "فلسطين"، فيما تعترف الجمعية العامة للأمم المتحدة بحق الشعب الفلسطيني في الحصول على السيادة، واعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا وحيدًا للفلسطينيين، ومنحتها صفة "مراقب" في الأمم المتحدة عام 2012. 

وفي عام 1988، أعلن المجلس الوطني الفلسطيني، المنعقد في الجزائر، قيام دولة فلسطين، وعملت منظمة التحرير الفلسطينية بعد ذلك على الحصول على اعتراف المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية، واكتساب عضوية الوكالات المرتبطة بالأمم المتحدة.

وفي أعقاب الإعلان، اعترفت العديد من الدول، خاصة الدول النامية في إفريقيا وآسيا والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بدولة فلسطين. وحلت محل منظمة التحرير الفلسطينية في الأمم المتحدة، لكنها لم تحصل على العضوية.

أهمية الاعتراف الأمريكي

ويؤكد العديد من السياسيين المخضرمين أنه مع استمرار ارتفاع عدد الشهداء في غزة، فإن الحديث الأمريكي عن حل الدولتين لا معنى له، خاصة مع استمرار الولايات المتحدة في تمويل وتسليح الاحتلال، والدفاع عنه أمام أي انتقادات دولية بسبب العدوان المدمر، الذي أودى بحياة أكثر من 27 ألف فلسطيني في قطاع غزة.

ونقلت "أن بي سي نيوز" عن مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، في مقابلة هاتفية مع الشبكة، إن "الإعلان الأمريكي لن يعني شيئًا إلا إذا ارتبط بثلاثة أمور؛ إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، إزالة المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، والاتفاق على الشكل الذي ستبدو عليه حدود الدولة الفلسطينية".

ومع ذلك، يرى ريتشارد تشازدي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا مهم، لكن المسألة الأهم قد تكون بالحصول على اعتراف دولي من الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال تشازدي إن الاعتراف بدولة فلسطينية من قبل واشنطن ولندن قد يشجع دول غربية أخرى لتأييد هذه الفكرة أيضًا، لكن في الوقت ذاته لا تزال حكومة بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ترفض سيناريو الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومسار حل الدولتين.

ويعارض نتنياهو رؤية إدارة بايدن حول إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وقال إنه لن يتنازل عن "السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على جميع الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن".

التعنت الإسرائيلي

يأتي التعنت الإسرائيلي إزاء إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، رغم تأكيد أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، الشهر الماضي، أن حل الدولتين ما زال السبيل الوحيد لتلبية تطلعات الإسرائيليين والفلسطينيين.

وانتقد جوتيريش "الرفض الواضح والمتكرر لحل الدولتين من أعلى مستويات الحكومة الإسرائيلية"، وأضاف "هذا الرفض وحرمان الشعب الفلسطيني من حق إقامة دولة سيطيل إلى أجل غير مسمى أمد هذا الصراع الذي أصبح تهديدًا كبيرًا للسلم والأمن العالميين".