أعلن الجيش الأمريكي أن جنديًا ضمن القوات المتمركزة في كوريا الجنوبية، جرى اعتقاله في مدينة فلاديفوستوك الساحلية في روسيا، وذلك بعد زيارة صديقته.
وذكرت شبكة "إن بي سي" الأمريكية أن الجندي المحتجز كان متمركزًا في كوريا وسافر إلى روسيا بمفرده، مُشيرة إلى أنه لم يكن في مهمة رسمية.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الرقيب جوردون بلاك، 34 عامًا، كان في طريق عودته إلى منزله في فورت كافازوس في ولاية تكساس، عندما غيّر اتجاهه إلى المدينة الساحلية الروسية لرؤية امرأة كان على علاقة قديمة بها.
وأشار الأمريكيون إلى أن الجندي تم القبض عليه بتهمة السرقة من صديقته. وفق ما ذكرت صحيفة "التليجراف" البريطانية.
وأخطرت روسيا وزارة الخارجية الأمريكية باحتجاز الجندي وأبلغ الجيش عائلته.
وقالت سينثيا سميث، المتحدثة باسم الجيش الأمريكي، إن الجيش "يقدم الدعم القنصلي المناسب" لعائلة الرقيب بلاك.
وأكدت وسائل الإعلام الأمريكية أن سفارة الولايات المتحدة في موسكو تسعى إلى الوصول القنصلي إلى الجندي.
وأشارت الصحيفة إلى أن اعتقال الجندي الأمريكي، سيؤدي إلى زيادة توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، والتي تراجعت بالفعل إلى أدنى مستوياتها خلال الحرب الباردة منذ العملية العسكرية الروسية الشاملة في أوكرانيا في عام 2022.
ويأتي الصداع الدبلوماسي بعد أقل من عام من هروب ترافيس كينج، وهو جندي أمريكي آخر متمركز في كوريا الجنوبية، بشكل غير متوقع عبر الحدود شديدة التحصين إلى كوريا الشمالية.
وهذا الجندي طردته بيونج يانج في وقت لاحق، ووجهت إليه الولايات المتحدة تهمة الفرار من الخدمة.
ووفق وكالة "أسوشيتد برس"، كانت المرأة الروسية تعيش سابقًا في كوريا الجنوبية، لكنها غادرت في الخريف الماضي، بعد أن اندلعت مشاجرة بينها وبين الرقيب بلاك.
وقال المسؤولون، أيضًا، إن بلاك، جندي المشاة، لم يخبر وحدته أنه سيستخدم إجازته للسفر إلى فلاديفوستوك، وهو ميناء عسكري وتجاري روسي كبير على المحيط الهادئ.
لا تسافروا إلى روسيا
سبق أن اتهمت واشنطن موسكو باستخدام مواطنين أمريكيين كورقة مساومة؛ لذا، نقلت الصحيفة عن الجمهوري مايكل مكول، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، قوله: "لدى بوتين تاريخ طويل في احتجاز المواطنين الأمريكيين كرهائن".
وكرر مكول تحذير وزارة الخارجية لجميع الأمريكيين "السفر إلى روسيا ليس آمنًا".
وبعد القبض على بلاك، نصحت وزارة الخارجية الأمريكية مواطنيها بعدم السفر إلى روسيا، حيث تم سجن العديد من الأمريكيين، بما في ذلك المدير التنفيذي لأمن الشركات بول ويلان ومراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" إيفان جيرشكوفيتش.
لكن، صنفت الحكومة الأمريكية كليهما -جيرشكوفيتش وويلان- على أنهما "محتجزان ظلمًا" وتحاول التفاوض من أجل إطلاق سراحهما.
ففي أبريل 2023، وجه محققون روس تهمة التجسس إلى جيرشكوفيتش، وفق ما ذكر مصدر لوكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس".
وقتها، قال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إنه احتجز جيرشكوفيتش في مدينة إيكاترينبرج، التي تقع في منطقة الأورال، وإنه فتح قضية تجسس ضد المراسل البالغ من العمر 32 عامًا، بتهمة جمع ما وصفه بأنه "أسرار عن المجمع الصناعي العسكري".
أمّا ويلان، الذي اعتقلته السلطات الروسية في مطلع 2019، فيحمل جنسية ثلاث دول وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وجمهورية أيرلندا. وقد سرح من مشاة البحرية عام 2008 لسوء السلوك.
وتقول وثائق البنتاجون إن تسريحه ارتبط باتهامات بالسرقة، حيث اتهم باستخدام أرقام بطاقة الضمان الاجتماعي لشخص آخر في كتابة شيكات بدون رصيد.
وأكد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أنه ضبط ويلان متلبسًا بالتجسس في موسكو، ووجه له الاتهام بذلك.
وذكر جيمس لاندل مراسل "بي بي سي" الدبلوماسي في ذلك الوقت، أن هناك أنباء غير مؤكدة بشأن ضبطه وهو يتلقى ذاكرة رقمية تحوي قائمة بأسماء مسؤولين استخباراتيين روس.
وفي عام 2020، أُدين ويلان بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، وحُكم عليه في موسكو بالسجن لمدة 16 عامًا في سجن شديد الحراسة.
ووصف ويلان محاكمته بأنها "زائفة" وقال إنه بريء، مدعيًا أنه تم الإيقاع به من خلال إعطائه محرك أقراص محمولًا يحتوي على معلومات حساسة لم يكن على علم بها.