الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"قتل المدارس".. سياسة إسرائيل الممنهجة لطمس المستقبل الفلسطيني

  • مشاركة :
post-title
مدرسة تابعة لهيئة الأونروا - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت الأمم المتحدة عن واقع مرير للنظام التعليمي في قطاع غزة، إذ تضررت أكثر من 80% من المدارس هناك بشكل كبير أو دُمرت بفعل القصف المستمر من قبل القوات الإسرائيلية، وامتد الاستهداف ليشمل حتى الجامعات الـ 12 في القطاع، فيما يبدو أنه محاولة منهجية لتدمير منظومة التعليم برمتها.

ودقت حالة التعليم المتردية في غزة ناقوس الخطر لدى وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وأكثر من 20 مسؤولًا في الأمم المتحدة، الذين اتهموا الاحتلال الإسرائيلي بانتهاج سياسة قصدية لاستهداف المرافق التعليمية، وأكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية هذه المخاوف، مشيرة إلى تصريحات لمجموعة من 25 خبيرًا أمميًا الشهر الماضي.

آثار بالغة على الطلاب والمعلمين

وبحسب ما أفادت الصحيفة الأمريكية نقلًا عن بيانات الأمم المتحدة، فقد استشهد منذ أكتوبر الماضي ما لا يقل عن 5479 طالبًا و261 معلمًا و95 أستاذًا جامعيًا في غزة، فضلًا عن إصابة 7819 طالبًا على الأقل و756 معلمًا بجروح مختلفة.

هذه الخسائر الفادحة في صفوف المتعلمين والعاملين في حقل التعليم، تشير إلى حجم الدمار الهائل الذي خلفته الحرب على القطاع.

تدمير البنية التحتية للتعليم

لا تقتصر تداعيات الحرب على الخسائر البشرية فحسب، بل أوضحت نيويورك تايمز أن آثار العدوان على البنية التحتية للتعليم ستكون وخيمة وطويلة الأمد، إذ عانى الطلاب بالفعل فجوة طويلة في تعليمهم؛ بسبب أشهر القصف المتواصل، ويواجهون الآن مستقبلًا غامضًا مع قلة المدارس السليمة التي يمكن العودة إليها بعد انتهاء الحرب.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى دراسة لمجموعة التعليم العالمية، التي تعمل مع الأمم المتحدة، إلى أنه كان لدى غزة 813 مدرسة توظف نحو 22 ألف معلم قبل اندلاع العدوان على غزة، وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تدير العديد منها.

لكن بحلول الأسبوع الماضي، تضررت أو دُمرت أكثر من 85% من هذه المدارس، بحسب الدراسة التي اعتمدت على تحليل صور الأقمار الاصطناعية.

وأشارت مجموعة التعليم إلى أن أكثر من ثلثي مدارس غزة ستحتاج إما إلى إعادة بنائها من الأساس، أو إجراء ترميمات واسعة لكي تصبح آمنة للاستخدام مرة أخرى، لافتة إلى أن أكثر من 320 مبنى مدرسيًا استخدمت كملاجئ مؤقتة للنازحين من غزة، وتعرض أكثر من نصفها لضربات مباشرة أو أضرار جسيمة.

استهداف الجامعات بشكل خاص

لم تسلم الجامعات من العدوان على النظام التعليمي في غزة، حيث تأثرت بشكل خاص منشآتها، وذكرت الصحيفة الأمريكية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، استخدم حرم جامعة الأزهر في مدينة غزة كموقع عسكري وثكنة للجنود.

أدانت الأمم المتحدة بشدة الهجمات الإسرائيلية المتكررة على المنشأة التعليمية في غزة، معتبرةً أنها لا تمثل حوادث منعزلة، بل تندرج ضمن نمط ممنهج من العنف يهدف إلى تقويض أسس المجتمع الفلسطيني برمته.

وجاء ذلك على لسان مجموعة من 25 خبيرًا أمميًا في بيان لهم الشهر الماضي، حيث تساءلوا عمّا إذا كانت هناك "جهود متعمدة لتدمير النظام التعليمي الفلسطيني بشكل شامل"، فيما وصفوه بـ "قتل المدارس".