تزداد التكهنات بشأن احتمال شنّ إسرائيل عملية عسكرية برية واسعة النطاق في مدينة رفح الفلسطينية جنوبي غزة، والتي لجأ إليها أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، في ظل تصريحات مسؤولين إسرائيليين تشير إلى الاستعداد للعملية.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أشار محللون إلى أن رؤى المحللين والخبراء لا ترى جدوى واضحة للاجتياح، بسبب حجم الخسائر البشرية المتوقعة، مقارنة بتحقيق الهدف المزعوم بالقضاء على قوة حركة حماس.
شكوك حول جدوى الاجتياح
وفي هذا السياق، يرى كوبي ميخائيل، الخبير في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، في تصريحات لـ"نيويورك تايمز"، أن اجتياح المدينة أمر ضروري لتفكيك مراكز قوة حماس المدنية والعسكرية، ومنعها من إعادة ترسيخ نفسها كسلطة حاكمة بعد انتهاء المعارك، معتبرًا أنه الهدف الأول والأهم من العملية العسكرية برمتها.
ويواج هذا الرأي معارضة واضحة، إذ يشكك تشاك فرايليش، نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، في وجود ضرورة مُلحّة لشن الهجوم البري على رفح الفلسطينية في الوقت الراهن، رغم تأكيده بأن مثل هذه العملية "ضرورية لاستكمال تدمير القدرات العسكرية الرئيسية لحماس.
ويرى "فرايليش" أن إسرائيل قد تستفيد من الانصياع لنصائح الإدارة الأمريكية بتأجيل العملية حاليًا، تجنبًا لحدوث نزوح جماعي جديد للفلسطينيين.
وأيضًا، يحذر المحلل البريطاني المخضرم مايكل كلارك في حديثه لـ"نيويورك تايمز" من أن اجتياح رفح الفلسطينية سيكون له عواقب وخيمة، مؤكدًا أن "المخاطر جسيمة للغاية، خاصةً وأن تدمير مدينة بأكملها، وما سيصاحب ذلك من مجازر بشرية، سيكون صدمة للضمير العالمي، ولن يفيد إسرائيل على المدى الطويل.
من جهته، يعتقد لورانس فريدمان، أستاذ دراسات الحرب البريطاني، أن البعد السياسي مفقود في استراتيجية إسرائيل تجاه غزة بعد انتهاء المعارك، قائلًا: "الخلل الأبرز في استراتيجية إسرائيل منذ البداية هو افتقارها لبعد سياسي موثوق لما بعد الحرب".
ويضيف أن تل أبيب فشلت في تقدير تأثير الخسائر المدنية الفادحة على سمعتها الدولية، كما لم تقدم خطة واضحة لحكم غزة وإعادة إعمارها بعد انتهاء القتال، وهو ما يشير إليه بـ"الأمر الضروري لمنع حماس من العودة إلى مواقعها السابقة".
رفض أمريكي
وتواجه خطط إسرائيل لاجتياح رفح الفلسطينية رفضًا أمريكيًا متكررًا، إذ قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، للصحفيين الأسبوع الماضي أثناء وجوده في إيطاليا: "لا يمكننا أن ندعم عملية عسكرية كبيرة في رفح".
وأضاف: "حماية المدنيين خلال مثل هذه العملية ستكون مهمة ضخمة لم نر خطة لها بعد".