أرسلت روسيا مدربين عسكريين جددًا ودفعتين من المعدات العسكرية إلى النيجر عبر طائرتي شحن، بعد أقل من شهر على وصول أول مجموعة مدربين، حيث جرت عمليات التفريغ أمام أسوار القاعدة التي لا يزال يتمركز فيها الجيش الأمريكي.
مدربون روس جدد
ووصل مدربون روس جدد إلى العاصمة النيجرية نيامي، التي سلموها دفعتين من المعدات العسكرية نُقلت في طائرتي شحن، بعد أقل من شهر على وصول أول مجموعة مدربين، حسبما ذكر التلفزيون الرسمي في النيجر ليل أمس السبت.
وقالت قناة "تيلي ساحل"، إنه "خلال أقل من شهر، استأجرت روسيا 3 رحلات شحن لنقل معدات عسكرية مختلفة، وأقلت عددًا من المدربين من الجيش الروسي إلى نيامي"، مضيفة أن "عملية تفريغ المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية جرت أمام أسوار القاعدة التي لا يزال يتمركز فيها الجيش الأمريكي".
وتُعَد خطوة النيجر باتخاذ قرار إلغاء اتفاقية التعاون العسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية ورقة رابحة للعديد من الأطراف على المستوى الإقليمي والدولي، إذ حفّز الوضع المتأزم لواشنطن في نيامي، موسكو لمدّ نفوذها جيوسياسيًا في المنطقة بأكملها، ما يسبب قلقًا للولايات المتحدة الأمريكية.
قوات روسية في قاعدة أمريكية
وقال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأمريكية، إن "أفرادًا من الجيش الروسي دخلوا قاعدة جوية في النيجر تستضيف قوات أمريكية، في خطوة تأتي في أعقاب قرار المجلس الانتقالي في النيجر بطرد القوات الأمريكية من البلاد"، وفق "رويترز".
وأضاف المسؤول الأمريكي أن "السلطات النيجرية أبلغت إدارة الرئيس جو بايدن أن نحو 60 عسكريًا روسيًا سيكونون في النيجر، لكن المسؤول لم يتمكن من التحقق من هذا العدد".
وتضع هذه الخطوة التي اتخذتها النيجر القوات الأمريكية والروسية على مقربة من بعضها البعض، في وقت يتزايد فيه التنافس العسكري والدبلوماسي بين البلدين بسبب الصراع في أوكرانيا.
لا اختلاط بين القوتين
وقال مسؤول دفاعي أمريكي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن "القوات الروسية لا تختلط مع القوات الأمريكية، لكنها تستخدم حظيرة منفصلة في القاعدة الجوية 101، المجاورة لمطار ديوري هاماني الدولي في نيامي، عاصمة النيجر".
وأوضح المسؤول الأمريكي أنه "على الرغم من أن الرسالة الأمريكية إلى المسؤولين النيجريين لم تكن إنذارًا نهائيًا، فقد تم توضيح أن القوات الأمريكية لا يمكن أن تكون في قاعدة مع القوات الروسية، وأنهم لم يتقبلوا الأمر بشكل جيد".
مستقبل غامض
ورغم أنه لم يتم اتخاذ أي قرارات بشأن مستقبل القوات الأمريكية في النيجر، إلا أن المسؤول قال إن الخطة تتمثل في عودتهم إلى قواعد القيادة الأمريكية في إفريقيا الموجودة في ألمانيا.
وتمتلك الولايات المتحدة الأمريكية 3 قواعد عسكرية في النيجر، من بينها أكبر قواعد الطائرات بدون طيار في العالم في مدينة أغاديز بوسط النيجر، التي أنفقت عليها أمريكا ربع مليار دولار.
القاعدتان 201 و101
وتعد القاعدة الجوية 201، التي تمتد على مساحة 25 كيلومترًا مربعًا، أكبر بناء تقوم به القوات الجوية الأمريكية على الإطلاق وسط النيجر، بتكلفة 110 ملايين دولار أمريكي.
وبحسب موقع The Intercept تمتلك أيضًا القاعدة الجوية 101 التي يديرها البنتاجون في جنوب غربي النيجر، كما تدير وكالة المخابرات المركزية قاعدة أخرى إلى الشمال الشرقي في بلدة ديركو الصغيرة، التي كان وجودها سرًا حتى تم الكشف عنها في عام 2018.
وبعد الاضطرابات السياسية في النيجر العام الماضي، نقل الجيش الأمريكي بعض قواته في البلاد من القاعدة الجوية 101 إلى القاعدة الجوية 201 في مدينة أغاديز، ولم يتضح على الفور ما هي المعدات العسكرية الأمريكية المتبقية في القاعدة الجوية 101.
الابتعاد عن الغرب
واضطرت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى نقل قواتها من عدد من الدول الإفريقية في أعقاب الاضطربات السياسية التي أوصلت إلى السلطة مجموعات حريصة على الابتعاد عن الحكومات الغربية، وإضافة إلى الرحيل الوشيك من النيجر، غادرت القوات الأمريكية تشاد أيضًا في الأيام الأخيرة، بينما تم طرد القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو.
وتسعى روسيا إلى تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية، وتصوير نفسها كدولة صديقة ليس لها أي أعباء استعمارية في القارة، حيث أصبحت مالي، على سبيل المثال، في السنوات الأخيرة واحدة من أقرب حلفاء روسيا في إفريقيا، وفق "رويترز".