في الوقت الذي يواجه فيه حزب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك توقعات بأنه سيخسر ما يصل لـ500 من أعضاء المجالس في جميع أنحاء إنجلترا، مع صعوبات في فوز المحافظين بمنصب عمدة المدينة، انتقد نذير أفضال، كبير المدعين العامين السابق لشمال غرب إنجلترا، تدخلات بعض دوائر الشرطة البريطانية في الانتخابات المحلية.
وحذّر المدعي العام السابق من استخدام الشرطة كسلاح انتخابي، بعد أن أبلغ المحافظون الشرطة، مرتين، عن مخالفات مزعومة لمرشحي حزب العمال قبل أيام فقط من الانتخابات المحلية؛ وفق تقرير لصحيفة "الإندبندنت".
وقال "أفضال" إن قوات الشرطة "يتم تسليحها كجزء من حملة السياسيين الذين لا يهتمون بالمشكلات التي تواجه الشرطة، وخاصة توفير الموارد".
كما دعا إلى سحب الشكاوى خلال الانتخابات من الشرطة المحلية، ومحاكمة "الذين قدموا اتهامات تافهة" بـ"إضاعة وقت الشرطة".
استخدام الشرطة
خلال حديثه، رأى "أفضال" أنه يجب التعامل مع الانتخابات على غرار ما يجري مع الأحداث الرياضية الكبرى، إذ يتم إنشاء وحدة شرطة وطنية خاصة لفترة الانتخابات فقط للتدخل بسرعة، وتولي مهام التحقيق عندما يقتضي الأمر ذلك.
كانت شرطة "وست ميدلاندز"، الأربعاء الماضي، أعلنت أنها ستقيّم الادعاء ضد ريتشارد باركر، مرشح حزب العمال في الانتخابات الحاسمة لمنصب عمدة المدينة.
وإلى جانب التصويت لاختيار عمدة "وادي تيز"، كانت هناك معركة يُنظر إليها على نطاق واسع بأنها حاسمة بالنسبة لمستقبل سوناك، في ظل استعداد المحافظين المتمردين للتحرك ضده إذا خسرهم الحزب.
كان حزب المحافظين أبلغ الشرطة عن مخالفة مجموعة مجلس العمال في "ميلتون كينز" -وهو مقعد متنازع عليه- وهو ما وصفه حزب العمال بأنه "لعبة سياسية مخزية"؛ حيث "واجه المحافظون مجموعة كارثية من نتائج الانتخابات".
وقال النائب عن حزب المحافظين، بن إيفريت، إنه قدم شكوى للشرطة بشأن منشورات زعم أنها جاءت من مجموعة مجلس العمل المحلي، والتي وصفها بأنها "مضللة" و"تخالف قانون الانتخابات".
في المقابل، زعم حزب العمال أن استخدام المحافظين لشكاوى الشرطة قبل الانتخابات المحلية "أصبح أكثر من مجرد عادة".
وفي "ويست ميدلاندز"، كتب جاري سامبروك، عضو البرلمان عن حزب المحافظين عن برمنجهام نورثفيلد، إلى الشرطة بشأن مزاعم بأن مرشح حزب العمال "ربما يكون قد انتهك قواعد الإقامة للحصول على ورقة الاقتراع"، وهو الأمر الذي ينفيه الحزب بشدة.
الانتخابات المحلية
شهدت إنجلترا وويلز، الخميس الماضي، انتخابات المجالس المحلية ورؤساء البلديات ومفوضي الشرطة. حيث حقق حزب العمال عددًا من الانتصارات، مهددًا سلطة رئيس الوزراء ريشي سوناك وحزب المحافظين في الانتخابات العامة المقبلة في البلاد.
ووفق مجلة "نيوزويك" الأمريكية، تبين بالفعل أن حزب العمال خسر عشرات الأصوات في المناطق ذات الكثافة السكانية المسلمة، في رد قوي على موقف حزب العمال، وزعيمه السير كير ستارمر تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
كما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن التصويت للحزب انخفض بنسبة 8%، مقارنة بالعام الماضي، وذلك في الأحياء التي يوجد فيها أكثر من مسلم بين كل 10 سكان.
وتعرض "ستارمر" لانتقادات واسعة النطاق بسبب تعامله مع العدوان الإسرائيلي على غزة، بما في ذلك عدم الدعوة إلى وقف كامل لإطلاق النار لإنهاء العنف عاجلًا.
وفي استطلاع أجرته مؤسسة "يوجوف" في الأول من مارس، بدا أن 14% فقط من البريطانيين، يعتقدون أن ستارمر تعامل مع استجابة حزب العمال للصراع بشكل جيد، مقارنة بـ 52% ممن يعتقدون أنه تعامل مع الأزمة بشكل سيئ.
كما اعترف منسق الحملة الوطنية لحزب العمال بات مكفادين، أن العدوان على غزة أثر على دعم الحزب بين السكان المسلمين في الانتخابات المحلية.