الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

انقسام عالمي.. مصادرة أصول روسيا تهدد الثقة في الأنظمة المالية الدولية

  • مشاركة :
post-title
البنك المركزي الروسي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خضم الجدل المُستمر حول تجميد الأصول الروسية، حذّرت إندونيسيا والاتحاد الأوروبي من المخاطر المُحتملة التي قد تنجم عن هذه الخطوة، خلال اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين، وفقًا لما نقلته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية أمس الجمعة.

تداعيات احتجاز أصول روسية

أثارت الولايات المتحدة وحلفاؤها قلقًا واسعًا بعد تجميد نحو 300 مليار دولار من أصول البنك المركزي الروسي، في إطار العقوبات المفروضة على موسكو؛ بسبب الصراع في أوكرانيا، إذ في الوقت الذي أصرت فيه واشنطن على أن القانون الدولي يسمح بمصادرة هذه الأموال، تحفظت دول أوروبية بارزة مثل ألمانيا وفرنسا حيال اتخاذ هذه الخطوة.

مخاوف بشأن الاحتياطات المالية

وأثيرت هذه المخاوف من جديد خلال اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين في البرازيل، حيث عبرت بعض الدول عن قلقها الشديد إزاء احتمال مصادرة الأصول الروسية المجمدة، حسبما ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز.

وقال مسؤول أوروبي للصحيفة إن بعض البلدان "قلقة للغاية" بشأن مستقبل احتياطياتها المالية المحتجزة في الغرب، مضيفًا أن المخاوف الرئيسية تتمحور حول ما إذا كانت أموالهما "لا تزال آمنة" هناك.

في حين تضغط الولايات المتحدة على حلفائها للبحث عن سُبل للاستفادة من الاحتياطيات الروسية المجمدة، يحذر المعارضون من أن هذه الخطوة قد تؤسس لسابقة خطيرة في القانون الدولي، وتترك آثارًا بعيدة المدى.

ووفقًا لصحيفة فاينانشال تايمز، لا تزال دول مثل اليابان وفرنسا وألمانيا وإيطاليا "حذرة للغاية" بشأن هذه المسألة؛ مما أدى إلى حالة من الجمود.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض أبرز المشككين هم محافظو البنوك المركزية في مجموعة السبع، مثل رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، التي حذرت سابقًا من أن الانتقال من تجميد الأصول إلى مصادرتها قد يخاطر "بكسر النظام الدولي الذي تريدون حمايته".

استشهدت الصحيفة أيضًا بأكاديميين قالوا إن أي خطة لاستخدام هذه الأصول ستختبر مبدأ الحصانة الدولية للدول، حيث لا يمكن لأي دولة أن تُقاضى أمام محاكم دولة أخرى إذا لم توافق على اختصاصها القضائي.

تحذيرات من تداعيات خطيرة

وقالت فيليبا ويب، من كلية كينجز في لندن، والتي ألفت دراسة للبرلمان الأوروبي حول شرعية مصادرة أصول روسيا: "نظامنا القانوني الدولي ليس لديه قوة شرطة.. إنه يعتمد حقًا على الاحترام الأساسي للقانون الدولي".

وأضافت: "المخاطرة هي أنه إذا بدأنا في تجاهل هذه المبادئ، فيمكن استخدامها بالمثل ضدنا من قبل دول أخرى، وأننا نضع سابقة يمكن أن يكون لها آثار غير مقصودة على المدى البعيد".

تشدد واشنطن وتحفظ أوروبا

قال المسؤولون الأوروبيون الذين تحدثوا إلى الصحيفة البريطانية، إنه من الأسهل على الولايات المتحدة اتخاذ موقف متشدد؛ لأن واشنطن لا تحتجز سوى نحو 5 مليارات دولار من الأصول الروسية، "وليس لديها الكثير على المحك" مُقارنة بأوروبا.

وفي أبريل، وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن، مشروع قانون يسمح بمصادرة الأصول الروسية المحتجزة في البنوك الأمريكية.

من جهتها، أكدت موسكو مرارًا أن مصادرة أصولها المجمدة ستقوض ثقة المستثمرين الدوليين في النظام المالي الغربي، وسيكون من الصعب للغاية استعادة هذه الثقة.