الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مساعدات متأخرة.. أوكرانيا تنتظر الخسارة الكبرى هذا الصيف

  • مشاركة :
post-title
اعتبر تقرير أمريكي أن أوكرانيا ستخسر أرضها أمام روسيا هذا الصيف

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

بعد أشهر من التأخير، كان إقرار الكونجرس مشروع قانون المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، الذي تبلغ قيمته نحو 61 مليار دولار، بمثابة شريان حياة حيوي لكييف، لكن حزمة المساعدات وحدها لن تحل المشكلات الأكبر التي تواجهها أوكرانيا في حربها مع روسيا.

إجهاد القوات الأوكرانية

وذكرت مجلة "فورين أفيرز" ‏الأمريكية، في تقرير لها، أن التقاعس الطويل للمساعدات في واشنطن أدى إلى إجهاد القوات الأوكرانية بشدة، ومن المفترض أن يؤدي تدفق الأسلحة والذخيرة الأمريكية إلى زيادة التكلفة التي تتحملها روسيا بشكل كبير، بسبب هجومها الصيفي الوشيك.

وأصبح إنهاء الحرب بشروط مواتية لأوكرانيا يتطلب أكثر بكثير من مجرد مساعدات جديدة، بعد مرور أكثر من عامين منذ شنّ روسيا حربًا شاملة في أوكرانيا، والتي ظل هدفها في الحرب بلا تغيير، إذ يسعى الكرملين إلى إخضاع كييف، وتسبب الدعم غير المستمر والتأخير السياسي بين شركاء أوكرانيا الدوليين في جعل هذه النتيجة معقولة للغاية، وفق التقرير.

واعتبر التقرير أن أوكرانيا وشركاءها الدوليين لا يستطيعون أن يضيعوا أشهرًا في صياغة الطريق إلى الأمام، وسوف تحتاج الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى تقديم التزامات واضحة طويلة الأجل، وسيكون إقناع روسيا بالتفاوض أمرًا صعبًا بشكل خاص، لكن البدائل أسوأ بكثير، وفي غياب مثل هذه الاستراتيجية الشاملة، قد تطول مدة الصراع، لكن مساره لن يتغير.

منذ خريف 2023 يتزايد تدهور ساحة المعركة في أوكرانيا
تدهور ساحة المعركة

منذ خريف عام 2023، تدهور وضع ساحة المعركة في أوكرانيا بشكل مطرد، وبسبب نقص الذخيرة إلى حد كبير، اضطرت القوات الأوكرانية إلى التنازل عن الأراضي للقوات الروسية، وغالبًا بعد تكبدها خسائر كبيرة، وحشدت روسيا ما يقرب من 470 ألف جندي في أوكرانيا، ويبدو أنها عازمة على استخدامها لمحاولة استكمال السيطرة على دونباس خلال الفترة المتبقية من عام 2024.

وتركز القوات الروسية هجماتها على البلدات الشرقية الرئيسية، التي بمجرد الاستيلاء عليها، ستسمح لها بتهديد أوكرانيا، بجانب المراكز اللوجستية الرئيسية في دونيتسك وما حولها.

وأضاف التقرير أن الحديث عن هجوم روسي جديد قد يستحضر في الأذهان صور وحدات الدبابات التي تهاجم الخطوط الأوكرانية، وتخترقها، ثم تحاول استغلال تلك المكاسب في عمق الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا، من أجل قطع الطريق على الوحدات الأوكرانية، لكن القوات الروسية غير قادرة في الوقت الحالي على تنفيذ هذا النوع من العمليات، ولا تنوي القيام بذلك.

طرق روسية لجر أوكرانيا

وتتمتع روسيا حاليًا بميزة تزيد على عشرة إلى واحد على أوكرانيا في المدفعية المتاحة، ومع إقرار حزمة المساعدات الأمريكية الجديدة، من المرجح أن تتقلص هذه الميزة إلى ثلاثة إلى واحد في بعض المناطق، ما سيزيد من معدل الخسائر الروسية، لكن لدى روسيا عدة طرق لجر القوات الأوكرانية إلى معارك مكلفة أيضًا، وفق التقرير.

واستخدمت القوات الروسية قنابل انزلاقية لإحداث تأثير مدمر، وهذه القنابل ذات التصميم السوفييتي، وتزن نصف طن، مجهزة بأجنحة وأدوات توجيه والتي تطلقها الطائرات الروسية من خلف الخطوط، ومع مدى يبلغ حوالي 40 ميلًا، يمكنها بسهولة ضرب المدن الأوكرانية ما يؤدي لانهيار المباني وطرد السكان المحليين.

حزمة المساعدات الأمريكية جاءت لتفادي انهيار أوكرانيا
إنفاق موارد كبيرة للدفاع

ونتيجة لذلك، اضطرت القوات الأوكرانية في كثير من الأحيان إلى إنفاق موارد كبيرة للدفاع عن مواقع منفردة مكلفة، وذلك ببساطة لحماية المستوطنات المدنية من الوصول إلى مدى القنابل الانزلاقية الروسية.

لنأخذ على سبيل المثال تشاسيف يار، وهي بلدة صغيرة تقع على خط سلسلة من التلال الرئيسية في منطقة دونيتسك الشرقية، وإذا سقطت، فستحصل القوات الروسية على موقع قيادي يمكن من خلاله قصف البلدات في دونباس وطرق الإمداد الأوكرانية الرئيسية.

وبالتالي، تحاول القوات الأوكرانية يائسة التمسك بها، حتى عندما أصبح الوضع التكتيكي أقل ملاءمة، وقد تفاقم هذا التحدي بسبب الدفاعات الجوية الأوكرانية الممتدة فوق طاقتها، وهو الوضع الذي يسمح الآن للطائرات الروسية بالاقتراب من الخطوط الأمامية، مما يزيد من دقة قصفها.

ومن المؤسف أنه كلما زاد احتياج أوكرانيا إلى أنظمة صواريخ أرض جو لحماية مدنها، كلما زاد تعريض قواتها البرية في الجبهة للخطر.

تغيير حسابات المعركة

وفي ظل هذه الظروف، فإن مجرد إقرار مشروع قانون المساعدات الأمريكية لن يفعل الكثير لتغيير حسابات ساحة المعركة، لذا فإن التأخير الطويل في واشنطن يعني أن إصلاح الكثير من الأضرار التي لحقت بالقدرات الأوكرانية سيستغرق بعض الوقت، وأوكرانيا سوف تخسر أرضها أمام روسيا هذا الصيف، وفق التقرير الأمريكي.

ويعد إقرار حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية في الوقت المناسب لتفادي انهيار أوكرانيا، لكن لتغيير اتجاه الحرب بشكل حقيقي، يجب أن تكون مصحوبة باستراتيجية أكثر شمولاً لإنهائها بنجاح، ويجب أن يأتي ذلك من واشنطن وحلفائها في حلف شمال الأطلسي وكييف نفسها.