الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استخدام "الكيماوي" في أوكرانيا.. اتهام أمريكي ونفي روسي

  • مشاركة :
post-title
أوكرانيون يشاركون في تدريبات حول المخاطر الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية في خاركيف – وكالات

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

اتهمت الولايات المتحدة روسيا، رسميًا، باستخدام الأسلحة الكيميائية "كوسيلة للحرب" ضد أوكرانيا، وفرضت عقوبات جديدة شاملة على الشركات الروسية والهيئات الحكومية.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان أمس الأربعاء، إنها توصلت إلى أن روسيا استخدمت السلاح الكيميائي "الكلوروبيكرين" ضد القوات الأوكرانية، في انتهاك لاتفاقية الأسلحة الكيميائية.

وأضاف البيان أن روسيا استخدمت "عوامل مكافحة الشغب" أو الغاز المسيل للدموع، خلال الحرب، في انتهاك آخر لاتفاقية الأسلحة الكيميائية.

وأشار البيان إلى أن "استخدام مثل هذه المواد الكيميائية ليس حادثًا منفردًا، وربما يكون مدفوعًا برغبة القوات الروسية في طرد القوات الأوكرانية من المواقع المحصنة، وتحقيق مكاسب تكتيكية في ساحة المعركة".

كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، للصحفيين إن الولايات المتحدة "قلقة" من أن تسعى روسيا للجوء إلى أسلحة كيماوية في أوكرانيا.

وردًا على البيان الأمريكي، أمس الأربعاء، قالت السفارة الروسية في واشنطن إن "متطرفين أوكرانيين "يستعدون لترويج مسألة استخدام أسلحة كيماوية".

وأضافت السفارة الروسية أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية برايس "ينشر معلومات مضللة".

وقالت السفارة في بيان: "ندعو واشنطن للكف عن نشر المعلومات المضللة".

عقوبات أمريكية

أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنها، بموجب قانون صدر عام 1991 ضد استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية "تعيد فرض القيود على التمويل العسكري الأجنبي، وخطوط الائتمان الحكومية الأمريكية، وتراخيص التصدير للمواد الدفاعية والمواد الحساسة للأمن القومي المتجهة إلى روسيا".

وأضافت أنها تفرض عقوبات على ثلاثة كيانات حكومية روسية مرتبطة ببرامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في البلاد، وأربع شركات روسية ساهمت في تلك الهيئات الحكومية.

وكان هذا الإعلان جزءًا من شريحة تضم ما يقرب من 300 عقوبات جديدة ضد شركات وشخصيات في دول متعددة لدعمهم عملية روسيا العسكرية في أوكرانيا، بما في ذلك الصين وأذربيجان وبلجيكا وسلوفاكيا وتركيا.

كانت الولايات المتحدة حذرت روسيا في السابق من شن حرب كيميائية في أوكرانيا؛ وفي مارس 2022، بعد شهر من بدء الغزو، قال الرئيس جو بايدن إن الناتو سيرد إذا استخدمت روسيا الأسلحة الكيميائية في أوكرانيا.

وفي أبريل الماضي، وفي قمة مجموعة السبع، قال وزراء خارجية الدول الأعضاء -في بيان مشترك- إن روسيا ستواجه "عواقب وخيمة" في حالة أي استخدام للأسلحة الكيميائية أو البيولوجية أو النووية.

هجمات بالغاز

خلال الحرب العالمية الأولى، تم استخدام "الكلوروبيكرين" على نطاق واسع كعامل حربي كيميائي. لكن في الوقت الحالي، لم يعد مسموحًا للاستخدامات العسكرية.

ويستخدم "الكلوروبيكرين" الآن -في الغالب- في الزراعة؛ حيث إنه يهيج الرئتين والعينين والجلد، ويمكن أن يسبب الغثيان والقيء والإسهال الذي يستمر لأسابيع، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض بالولايات المتحدة CDC.

وفي تقريرها، زعمت شبكة CNN الأمريكية، أن استنتاج واشنطن يتوافق مع شهادات وسط القوات الأوكرانية، التي تقول إنها واجهت هجمات متزايدة بالغاز والمواد الكيميائية المهيجة الأخرى، في أجزاء من خط المواجهة مع القوات الروسية في الأشهر الأخيرة.

وفي نوفمبر الماضي، استشهد مالوري ستيوارت، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الحد من الأسلحة والردع والاستقرار، بتقارير من أوكرانيا تفيد بأن موسكو تستخدم عوامل مكافحة الشغب في الحرب.

ويقول الأوكرانيون الموجودون على الخطوط الأمامية إنهم واجهوا هجمات متزايدة بالغاز.

ففي بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي في مارس الماضي، قال الجيش الأوكراني إنه سجل "أكثر من ألف حادث"، استخدمت فيها روسيا "ذخائر الغاز المسيل للدموع المجهزة بمواد كيميائية سامة محظورة للاستخدام الحربي"، مع 250 حالة في فبراير الماضي وحده.

وفي ديسمبر الماضي، قال مسعف قتالي أوكراني إنهم سجلوا ما لا يقل عن تسعة حوادث؛ حيث أسقطت طائرات بدون طيار غازًا كاويًا وقابلاً للاشتعال على الخطوط الأوكرانية.

وقال مسؤول استخباراتي أوكراني آخر لشبكة CNN إن المادة التي نشرها الروس كانت أحد أشكال غاز CS، المعروف أيضًا باسم الغاز المسيل للدموع.

وقال جنديان نجيا من هجوم بالغاز للشبكة الأمريكية إنهما أصيبا بجروح، بما في ذلك حروق وكدمات في الوجه وداخل الفم والحلق.

في المقابل، نفت روسيا، في يناير الماضي، استخدام أسلحة كيماوية.

ونقل تقرير صادر عن وكالة "تاس" الإخبارية التي تديرها الحكومة الروسية: "لا توجد أسلحة كيميائية في مخزونات الجيش الروسي، كما أكدت التحقيقات الدولية".