يواجه الأكاديميون والباحثون الإسرائيليون مايشبه المقاطعة من نظرائهم في الأكاديميات والمعاهد الأوروبية، بسبب الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، والمعاناة التي يواجهها الفلسطينيون، بعد 7 أشهر من القصف المتواصل والحصار الممنهج.
وقتل الجيش الإسرائيلي - بحجة القضاء على حماس واستعادة المحتجزين - أكثر من 34 ألف فلسطيني، أغلبهم من الأطفال والنساء، وإصابة 75 ألفًا، وما يقرب من 80% من السكان يواجهون شبح المجاعة، بسبب انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الحصار الإسرائيلي للقطاع.
المشروعات البحثية
أصبحت الدراسات التي يشارك فيها باحثون إسرائيليون كأن لم تكن، إذ يتم رفض مراجعتها من قبل نظرائهم في الأكاديميات الخارجية، وبحسب "تايمز أوف إسرائيل"، فإن الجامعات والمعاهد في الخارج ترفض النظر في تقدم الإسرائيليين للتوظيف أو حتى فكرة قبول أوراق التقدم.
ويعتبر عام 2023 هو الأعلى في مستوى التعاون بين باحثي الاحتلال والأكاديميين الأوروبيين، إذ تم إجراء ما يقرب من 38% من الأبحاث الإسرائيلية بالتعاون مع نظرائهم في الخارج، ومع التصرفات العدائية الإسرائيلية تجاه غزة، حدث انخفاض كبير في تمويل المشروعات البحثية المشتركة.
المؤتمرات المهنية
أيضًا انخفض عدد التبادلات بين الأكاديميين الإسرائيليين والأوروبيين، وبحسب الموقع الإسرائيلي بات وصول الإسرائيليين إلى المختبرات والبنية التحتية البحثية في أوروبا محدودًا بنسبة كبيرة، كما تم إلغاء أو منع مشاركة الإسرائيليين في المؤتمرات المهنية من قبل المنظمين.
وأثرت المقاطعة على عدة مجالات بحثية في الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية، منها المجالات الطبية والفضاء وعلوم الكمبيوتر، وأيضًا علوم الفيزياء والأحياء، ومن أجل ذلك عملت وزارة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا التابعة للاحتلال على تشكيل لجنة للتعامل مع تلك المقاطعة التي يقودها أكاديميون في الدول الأوروبية.
فظائع الاحتلال
نقل الموقع عن مجلة هآرتس شهادات تضم 60 باحثًا إسرائيليًا من كل المجالات، تعرضوا للمقاطعة من قبل نظرائهم الدوليين، الذين أعلنوا صراحة عدم تمكنهم من التعامل مع أي مؤسسة إسرائيلية، وذلك يعود للفظائع التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني على مدار عدة أشهر.
وتشمل الدول التي تقود المقاطعة النرويج والدنمارك وفنلندا والسويد وأيسلندا وأيرلندا، وتضم القائمة أيضًا إيطاليا، التي لديها تاريخ طويل ومهم من التعاون الأكاديمي مع إسرائيل، بالإضافة إلى بلجيكا، الرائدة في مجتمع الأبحاث الأوروبي، بحسب الموقع الإسرائيلي.
ويبدو أن ذلك الأمر قد يشكل أزمة مستقبلية في الداخل الإسرائيلي، وبحسب الموقع، يمكن أن يؤدي وفق الاستثمار بالتكنولوجيا الطبية والتكنولوجيا الحيوية الإسرائيلية إلى مشكلات كبيرة، حتى الشركات التي كانت تتنافس على التعاون مع العلماء الإسرائيليين باتت تخلق الأعذار من أجل وقف التعامل معهم.