يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي محاصرة قطاع غزة، بعد 118 يومًا من الحرب العدوانية على القطاع، بعد ما أعلن بعض وزراء حكومة الاحتلال دراسة الحد من المساعدات لغزة كجزء من الجهود المبذولة لإضعاف حماس.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن وزراء الوحدة الوطنية يعتقدون أن هذه الخطوة يمكن أن تخلق ضغوطًا من أجل إيجاد هيئة بديلة تتولى مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".
إضعاف حماس
ولفت التلفزيون الإسرائيلي، إلى أن عضو مجلس الوزراء الحربي بيني جانتس ورئيس الأركان لجيش الاحتلال السابق جادي آيزنكوت، اقترحا فرض قيود مؤقتة على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حتى لا تخضع توزيعها لسيطرة حماس.
ويعتقد الوزيران من حزب الوحدة الوطنية أن الحد من دخول المساعدات يمكن أن يخلق ضغوطًا من أجل عودة المحتجزين، بحسب أخبار القناة 12 الإسرائيلية.
وقال التقرير إن "جانتس" و"آيزنكوت" أثارا الأمر خلال الأيام الأخيرة، بعد ادعائهما بأن حماس تستحوذ على أكثر من نصف شاحنات المساعدات التي تدخل غزة، وقدر رئيس الشاباك "رونين بار" الرقم بما يصل 60%.
أمريكا عقبة أمام المنع
وأصبحت العقبة الرئيسية أمام اتخاذ تلك الخطوة المعارضة المحتملة للرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي ضغط مرارًا وتكرارًا على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة.
ومنذ ذلك الحين قال نتنياهو عدة مرات إنه دون تقديم الحد الأدنى من المساعدات لغزة، لن يتمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي من استكمال أهدافه في الحرب، بسبب مخاطر مثل الأمراض.
الدعوة لاستئناف تمويل "الأنوروا"
ومع تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى استئناف تمويل وكالة "الأونروا"، التي تقدم المساعدات للقطاع المحاصر، بعد أن اتهمت إسرائيل عشرات الموظفين بالمشاركة في هجوم حماس.
وقال أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إن "الأفعال المزعومة" للموظفين المتهمين في هجوم 7 أكتوبر "يجب أن يكون لها عواقب، لكن لا ينبغي معاقبة الوكالة بحجب التمويل، والاحتياجات الماسة للمنظمة، ويجب تلبية احتياجات السكان اليائسين الذين يخدمونهم".
و علقت الولايات المتحدة - أكبر مانح للوكالة - التمويل للمنظمة الأممية، قبل أيام، وتبعها في ذلك دول أوروبية أخرى من بينها بريطانيا وألمانيا.
مجاعة تهدد غزة
وقال فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، إنه منذ بدء الحرب يعتمد معظم سكان الإقليم البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على برامج الوكالة، بما في ذلك الغذاء والمأوى.
ويواجه ربع سكان غزة المجاعة بسبب الحرب الغاشمة على غزة والقيود الإسرائيلية التي تعيق إيصال المساعدات، وكانت أقل بكثير من المتوسط اليومي البالغ 500 شاحنة قبل الحرب.