كشف استطلاع رأي جديد، عن أن الآلة الإعلامية الأمريكية، المتمثلة في القنوات التلفزيونية الشهيرة، لا تطلع مشاهديها على ما يحدث على أرض الواقع في قطاع غزة، الأمر الذي جعلهم يؤيدون التصرفات الإسرائيلية، بينما أظهر الاستطلاع أن مؤيدي فلسطين غالبيتهم من رواد السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي.
ويأتي الاستطلاع في الوقت الذي وصلت فيه الأحداث في الجامعات الأمريكية بسبب الحرب على غزة إلى ذروتها، حيث تصاعدت الاحتجاجات في عدة جامعات، وقام مئات الطلاب بتنظيم اعتصامات ميدانية بحرم الجامعات، الأمر الذي أدى إلى اعتقالات ومداهمات من قبل الشرطة، بحسب شبكة سي إن إن الأمريكية.
سر الاحتجاجات
وعلى الرغم من محاولة الرئيس جو بايدن والكثير من وسائل الإعلام وصف الاحتجاجات في الحرم الجامعي بأنها معادية للسامية، فإن حملة القمع وحملة التشهير لم تؤدِ إلا إلى تغذية نمو الحركة الطلابية، لأن الشباب، بحسب موقع theintercept، كما يظهر الاستطلاع، لا يعتمدون على وسائل الإعلام الرئيسية في حياتهم.
وأطلق الطلاب في جامعة كولومبيا على المبنى الرئيسي بعد احتلالهم له اسم "هند هول"، وذلك نسبة إلى الطفلة الفلسطينية هند رجب صاحبة الـ 6 سنوات، والتي أسرت مكالمتها الهاتفية قلوب الناس في أنحاء العالم، والذين كانوا ينتظرون بيأس مصيرها، ليتأكدوا في النهاية عبر السوشيال ميديا أن إسرائيل لم تقتلها هي وعائلتها فحسب، بل قتلت أيضًا رجال الإنقاذ الذين أرسلوا لإنقاذها.
السوشيال ميديا
ويحصل معظم الأمريكيين على أخبارهم إما بشكل أساسي من قنوات التلفزيون بنسبة 42 بالمئة، أو وسائل التواصل الاجتماعي مثل التيك توك، أو انستجرام أو منصة أخرى بنسبة 18 بالمئة، وقال ثلث الأشخاص، بحسب الاستطلاع إنهم يحصلون على أخبارهم من موقع يوتيوب أو البودكاست، بينما قال 13% إنهم حصلوا على معظم أخبارهم بنفس الطريقة عبر المواقع المختلفة على السوشيال ميديا.
وتواجه شركات التواصل الاجتماعي اتهامات بازدواجية المعايير وممارسة تضييق على حرية الرأي والتعبير لخدمة إسرائيل، وصلت إلى حد إغلاق حسابات، كانت مخصصة لنشر الصور ومقاطع الفيديو لما يعانيه الفلسطينيون يوميًا، حتى أن شركة ميتا المالكة منصة فيسبوك، فرضت تدابير مؤقتة للحد من المنشورات المتعلقة بالحرب على غزة.
إبادة جماعية
وبشكل عام أظهر الاستطلاع أن 55% من الأمريكيين يحصلون على أخبارهم عبر القنوات التلفزيونية، بينما يحصل 38% منهم على الأخبار من وسائل التواصل الاجتماعي، أما البودكاست واليوتيوب فوصل إلى نسبة 34%، مقارنة بـ 21 % يحصلون على معلوماتهم من الصحف المطبوعة.
وردًا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، أجاب مشاهدو الأخبار بـ "لا"، وبحسب الموقع الأمريكي، قال جميع مستهلكي الأخبار الآخرين أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، بما في ذلك الصحف المطبوعة، ويوتيوب (41-31)، ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي الوقت نفسه، فإن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا لديهم آراء مماثلة، في حين يقول الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا أن إسرائيل لا ترتكب إبادة جماعية، كما اعتقد نصف الشباب المشاركون في الاستطلاع أن إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية، وما بين 19 إلى 33% منهم أكدوا على أنهم سيرشحون شخصًا يدعم الفلسطينيين في الانتخابات الرئاسية المقبلة.