يبدو أن رواية الحزب الجمهوري عن الفوضى على الحدود الأمريكية، وصلت إلى قلوب الناخبين الديمقراطيين، بطريقة صارت تُشكل خطرًا على الرئيس الحالي والمرشح الديمقراطي لانتخابات نوفمبر، جو بايدن.
ففي الوقت الحالي، يعتقد أكثر من نصف الديمقراطيين أن هناك أزمة حدودية حقيقية، وأعربت نسب مفاجئة عن دعمهم لبعض خطط الهجرة للرئيس السابق والمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، وفقًا لاستطلاع جديد أجرته مؤسسة "هاريس" ونشره موقع "أكسيوس".
وحسب الاستطلاع، قال 53% من الديمقراطيين إن هناك أزمة حقيقية على الحدود، وليس مجرد رواية إعلامية ذات دوافع سياسية؛ بينما قال 59% إن الهجرة "غير الشرعية" تمثل مشكلة.
وأجري الاستطلاع على عينة تمثيلية على المستوى الوطني في الولايات المتحدة، مكونة من 6,251 بالغًا أمريكيًا؛ وتم إجراؤها عبر الإنترنت في الفترة من 29 إلى 31 مارس، و5-7 أبريل، و12-14 أبريل 2024.
خطط ترامب
وتبنى ترامب موقفًا صارمُا تجاه المهاجرين غير الشرعيين لأمريكا، كما دعا إلى إنهاء حق "المواطنة بالولادة" لأطفالهم، والذي اعتبر منذ فترة طويلة محميًا بموجب التعديل الرابع عشر للدستور الأمريكي.
وعلى خطى منافسه الجمهوري تحول بايدن إلى موقف أقل تساهلًا تجاه الهجرة غير الشرعية، مع التدفق الكبير للمهاجرين على الحدود، وأعرب الديمقراطيون عن قلقهم المتزايد بشأن زيادة عمليات عبور غير الشرعيين إلى البلاد، كما قدموا، في مجلس الشيوخ، تنازلات كبيرة بشأن صفقة الحدود، لكن اتضح أنها فاشلة في نهاية المطاف.
كما دعت حفنة من الديمقراطيين الوسطيين في مجلس النواب، أخيرًا، إلى العودة إلى سياسة ترامب التي دعمت "البقاء في المكسيك" و"طرد المهاجرين" خلال جائحة كوفيد- 19.
مع هذا، قال 30% من الديمقراطيين، بشكل عام، إنهم سيدعمون -على الأقل إلى حد ما- فكرة "إنهاء المواطنة التلقائية للأطفال المولودين في الولايات المتحدة"، وفقًا للاستطلاع الجديد.
كما قال 42% من الديمقراطيين، إنهم سيؤيدون عمليات الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين، وهي خطة أخرى لترامب.
المسارات القانونية
من بين الديمقراطيين الذين قالوا إن الهجرة غير الشرعية تمثل مشكلة، قال 40% إنهم يعتقدون ذلك؛ لأنها "تقوض سيادة القانون" و"غير عادلة" للأشخاص الذين يصلون بشكل قانوني.
أيضًا، أشار ربع هؤلاء إلى أن المهاجرين "يجلبون المخدرات ويرتكبون الجرائم"، وهي رواية روجها الجمهوريون مرارًا وتكرارًا؛ على الرغم من قلة الأدلة، أو عدم وجود أدلة على الإطلاق، وفق "أكسيوس".
وفي حين أن الاستطلاع يسلط الضوء على تحول حقيقي في آراء الديمقراطيين بشأن الهجرة، هناك على الجانب الآخر، دعم ساحق للحالمين والساعين إلى المزيد من مسارات الهجرة القانونية للقادمين من الحدود، حتى بين الجمهوريين.
فحسب الاستطلاع، قال نصف الجمهوريين إنهم "يدعمون إلى حد ما" -على الأقل- توسيع المسارات القانونية للمهاجرين، والتي كانت جزءًا أساسيًا من نهج بايدن تجاه الحدود.
وقال 32% من الجمهوريين إنهم يعتقدون أنه يجب السماح للأشخاص الذين يدخلون الولايات المتحدة بشكل غير قانوني بالبقاء، طالما أنهم يمرون عبر القنوات المناسبة، أي عملية طلب اللجوء.