شهد العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض، توجيه الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، انتقادات حادة للرئيس السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترامب، أتبعها بتحذيرات جدية بشأن ما قال إنه سيحدث إذا فاز ترامب بالرئاسة مرة أخرى، في الوقت الذي تشهد فيه الشوارع المقابلة للبيت الأبيض احتجاجات تدين تعامل بايدن مع الحرب على غزة.
انتقاده ترامب
واستخدم بايدن مثل معظم أسلافه، المأدبة السنوية لجمعية مراسلي البيت الأبيض، لتوجيه انتقادات لمنافسه الرئيس السابق دونالد ترامب.
وبدأ بايدن خطابه بالتركيز المباشر على ترامب، قائلًا إنه على الرغم من تشابههما في السن، إلا أنه ليس هناك الكثير من الصفات المشتركة بين المرشحين الرئاسيين، مشيرًا إلى رفض نائب الرئيس السابق مايك بنس، تأييد محاولة إعادة انتخاب ترامب.
وحول الانتخابات الرئاسية، قال بايدن إن إدارة ترامب المحتملة ستكون أكثر ضررًا لأمريكا من ولايته الأولى، منوهًا بضرورة التعامل بجدية مع واقعة اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول بعد فوز بايدن.
ومع احتشاد مئات المتظاهرين المنددين بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وفي ظل تزايد المخاوف بشأن الحرب والأزمة الإنسانية والمخاطر التي يتعرض لها الصحفيون الذين يغطون المأساة، ومع ذلك لم يشر المتحدثون في العشاء إلى الحرب سوى بشكل عابر، على الرغم من اضطرار البعض إلى مواجهة المتظاهرين، كما لم يشر خطاب بايدن، الذي استمر نحو 10 دقائق، إلى الحرب المستمرة أو الأزمة الإنسانية المتزايدة في غزة.
تظاهرات مؤيدة لغزة
وخارج أروقة البيت الأبيض، هتف المتظاهرون الذين كانوا يرتدون الكوفية الفلسطينية منددين بالعدوان الإسرائيلي، وركضوا خلف رجال يرتدون البدلات الرسمية ونساء بفساتين طويلة ويحملون حقائب يد، ما أجبر الضيوف على الإسراع إلى الداخل.
واتهمت الهتافات الصحفيين الأمريكيين بالتستر على الحرب وتشويهها، وهتفت الحشود "الإعلام الغربي نراك وكل الأهوال التي تخفيها".
وهتف المتظاهرون "فلسطين حرة" وهللوا عندما رُفع العلم الفلسطيني من إحدى النوافذ داخل فندق هيلتون واشنطن، حيث يقام العشاء.
وانتشرت انتقادات دعم إدارة بايدن للعدوان الإسرائيلي على غزة لتصل إلى حرم الجامعات الأمريكية، إذ أقام الطلاب معسكرات في محاولة لإجبار جامعاتهم على سحب استثماراتها من إسرائيل.
واتخذ موكب بايدن، أمس السبت، طريقًا بديلًا من البيت الأبيض إلى فندق واشنطن هيلتون مقارنة بالسنوات السابقة، متجنبًا حشود المتظاهرين.
وافتتحت كيلي أودونيل، رئيسة رابطة المراسلين، الحدث بتذكير الجمهور بالعمل المهم الذي يقوم به الصحفيون، وأشارت إلى أن العشاء يقام في "لحظة مُعقدة بالنسبة لأمتنا"، وفي عام انتخابي حاسم.
وأغلقت سلطات إنفاذ القانون، بما في ذلك الخدمة السرية، لمزيد من الشوارع، وقال أنتوني جوجليلمي، المتحدث باسم الخدمة السرية، إنه سيكون "أعلى مستويات السلامة والأمن للحاضرين".
استهداف جيش الاحتلال للصحفيين
وقال منظمو الاحتجاج: "إنهم يريدون لفت الانتباه إلى الأعداد الكبيرة من الصحفيين الفلسطينيين وغيرهم من الصحفيين العرب، الذين قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب في أكتوبر"، وكتب أكثر من 20 صحفيًا في غزة رسالة الأسبوع الماضي، يدعون فيها زملاءهم في واشنطن إلى مقاطعة العشاء تمامًا.
وأضاف منظمو الاحتجاج "أن الخسائر التي فرضت علينا لمجرد قيامنا بواجباتنا الصحفية مذهلة، نتعرض للاعتقال والاستجواب والتعذيب على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكل ذلك بسبب جريمة النزاهة الصحفية".
وطبقًا لتحقيق أولي نشرته لجنة حماية الصحفيين، الجمعة الماضي، قُتل ما يقرب من 100 صحفي في أثناء تغطيتهم للحرب بغزة، ودافع جيش الاحتلال عن تصرفاته قائلا إنه يستهدف النشطاء.