الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قتل ممنهج للفلسطينيين.. إسرائيل تحاصر المساعدات الإنسانية لغزة

  • مشاركة :
post-title
إحدى الشاحنات المحملة بالمساعدات

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

تواجه المساعدات الإنسانية التي يرسلها العالم إلى قطاع غزة بريًا، تعنتًا واضحًا وبيروقراطية فجة، بجانب خروج متعمد عن القانون الدولي من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي أصبح متحكمًا في كل شيء تقريبًا داخل القطاع بخلاف مدينة رفح الفلسطينية، التي يحاول تدميرها هي الأخرى، ويعمل الاحتلال بشكل مكثف على استخدام تلك المساعدات كورقة ضغط سياسية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

وتدمر قطاع غزة تقريبًا، ونزح بسبب الحرب الإسرائيلية قرابة 80% من السكان البالغ عددهم 2 ونصف المليون فلسطيني، في مخيمات وملاجئ بمدينة رفح الفلسطينية، المكتظة أساسًا بالسكان، إذ أصبحوا يقيمون على مساحة 20% فقط من أراضي غزة، في الوقت الذي استشهد فيه ما يقرب من 32 ألفًا، أغلبهم من النساء والأطفال، بينما أُصيب 73 ألفًا آخرين، بجانب تدمير هائل في البنية التحتية وأكثر من 35% من المباني في الشمال والجنوب.

صفوف المساعدات

وفي تقريرها عن التعنت الإسرائيلي، كشفت وكالة "رويترز" أن طابور الشاحنات الغذائية امتد لمسافة ثلاثة كيلومترات على طريق صحراوي قرب نقطة عبور من إسرائيل إلى قطاع غزة، وفي اليوم نفسه، تم دعم صف آخر من الشاحنات، يبلغ طوله نحو 1.5 كيلومتر، وعرضه أحيانًا شاحنتان أو ثلاث، بالقرب من معبر رفح من مصر إلى غزة.

وكانت الشاحنات مليئة بالمساعدات، ومعظمها مواد غذائية، لأكثر من مليوني فلسطيني في القطاع الذي مزقته الحرب، وعلى بُعد نحو 50 كيلومترًا من غزة، ظلت المزيد من شاحنات المساعدات -أي نحو 2400 شاحنة- المحملة بالأغذية بلا حراك، وهي شريان الحياة الرئيسي لسكان غزة، في قلب الأزمة الإنسانية المتصاعدة التي تجتاح القطاع.

صور جوية للأقمار الصناعية كشفت طوابير المساعدات
رفض الشحنات

قبل بدء الحرب، كان يدخل غزة يوميًا ما معدله 200 شاحنة محملة بالمساعدات، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة، كما تدخل يوميًا عبر إسرائيل 300 شاحنة أخرى محملة بالواردات التجارية، بما في ذلك المواد الغذائية والإمدادات الزراعية والمواد الصناعية، ومنذ بداية الحرب، دخل ما معدله 100 شاحنة إلى غزة يوميًا فقط.

وتخضع شحنات المساعدات إلى غزة لسلسلة من الفحوصات الإسرائيلية قبل دخولها، ويمكن لاحقًا رفض الشحنة التي تمت الموافقة عليها في إحدى مراحل العملية، وفقًا للوكالة، وعند أحد المعابر من إسرائيل إلى غزة، يتم تحميل البضائع مرتين من الشاحنات ثم إعادة تحميلها على شاحنات أخرى تنقل بعد ذلك المساعدات إلى المستودعات في غزة.

شاحنات المساعدات تحمل الإمدادات الإنسانية متوقفة بالقرب من السياج الحدودي قبل دخولها غزة
500 شاحنة يوميًا

وارتفعت الحاجة إلى المساعدات بشكل كبير، بسبب العدد الهائل من النازحين والدمار الذي أصاب البنية التحتية الرئيسية في الهجوم الإسرائيلي، ويشمل ذلك تدمير المخابز والأسواق والأراضي الزراعية التي تلبي محاصيلها بعض احتياجات غزة الغذائية، وحذّر تقرير صادر عن هيئة عالمية معنية بالأمن الغذائي من أن المجاعة وشيكة في أجزاء من غزة.

ولتلبية الحد الأدنى من احتياجاتها تقول وكالات الإغاثة ومسؤولو الأمم المتحدة إن غزة تحتاج حاليًا إلى ما بين 500 إلى 600 شاحنة يوميًا، بما في ذلك المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية التي كانت تصل قبل الحرب، وهذا يعادل أربعة أضعاف عدد الشاحنات التي تدخل الآن.

وتتعنت إسرائيل، وفقًا للوكالة، في خروج واضح عن القانون الدولي، برفض بعض العناصر المهمة التي يحتاجها الفلسطينيون، وتقول وكالات الأمم المتحدة إن الألواح الشمسية وأعمدة الخيام المعدنية وخزانات الأكسجين والمولدات ومعدات تنقية المياه، بجانب العكازات، ومراحيض للتخييم، ومستلزمات النظافة، ومطهرات للأطباء، لإجراء العمليات الجراحية، وجميعها من بين العناصر التي رفضها الجيش.