"صواريخ مملوءة بالماء بدلاً من الوقود، وحقول واسعة من أبراج الصواريخ في غرب البلاد لكن الأغطية لا تعمل بطريقة تسمح بإطلاق الصواريخ بفعالية".. هكذا جاء تحليل المخابرات الأمريكية للإقالات المفاجئة التي شرع الرئيس شي جين بينج في تنفيذها، مؤكدة عدم قدرة الجيش الصيني على خوض حروب مسلحة في السنوات المقبلة.
قضايا فساد
تُشير المعلومات الاستخباراتية الأمريكية إلى أن عملية التطهير العسكري الشاملة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينج، جاءت بعدما ظهرت مشكلة فساد واسع النطاق، ما أضعف جهوده في تحديث القوات المسلحة وأثار تساؤلات حول قدرة الجيش على خوض الحروب.
ووفقًا لما قالته شبكة "بلومبرج" الأمريكية نقلًا عن مصادر طلبت عدم ذكر أسمائها عند مناقشة المعلومات الاستخباراتية، فإن الفساد داخل قوة الصواريخ الصينية وفي قاعدة الصناعة الدفاعية الوطنية متسع لدرجة أن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون الآن أن "شي" تراجع عن اتخاذ إجراءات عسكرية واسعة النطاق في السنوات المقبلة، بسبب الفساد.
سيطرة محكمة
وتشير التقييمات الأمريكية إلى أن الفساد داخل جيش الصيني أدى إلى تآكل الثقة في قدراته العامة، خاصة فيما يتعلق بقوة الصواريخ، وأيضًا أبطأ بعض أولويات "شي" لتحديث الجيش.
وأسفرت التحقيقات في الفساد عن ضبط أكثر من عشرين مسؤولًا عسكريًا كبيرًا خلال الستة أشهر الماضية، وقد تكون هذه أكبر حملة لتطهير الجيش الصيني في التاريخ الحديث.
وفي الوقت نفسه، تشير التقييمات الأمريكية إلى أن الرئيس الصيني لم يضعف نتيجة التطهير المتنامي، بل، بحسب المصادر، توضح إقالته للشخصيات الكبيرة - بما في ذلك بعض الشخصيات التي تم ترقيتها تحت إشرافه - أن سيطرته على الحزب الشيوعي لا تزال قوية وأنه جاد في تحسين الانضباط والقضاء على الفساد وإعداد الجيش الصيني للقتال على المدى الطويل.
وفي إطار خطته لتطوير وتحديث الجيش للانتصار في الحروب بحلول عام 2027، خصص شي جين بينج مليارات الدولارات لرفع قوة الصواريخ، التي ستلعب دورًا حاسمًا في أي هجوم لاستعادة تايوان. حسبما ذكرت شبكة "جلوبال تايمز" الأمريكية.
من هم المقالون؟
وبحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، تمت إقالة خمسة من القادة العسكريين في قوة الصواريخ التابعة للجيش الصيني، وهي جزء رئيسي من القدرة النووية للبلاد، بالإضافة إلى قائد سابق للقوات الجوية. واثنين آخرين يخدمان في اللجنة العسكرية المركزية، وآخر في القيادة البحرية.
وكشفت الصحيفة عن أسماء المقالين وهم: لي يوتشاو، قائد قوة الصواريخ، الذي شغل هذا المنصب من يناير الماضي قبل استبداله في يوليو، ونائبه السابق تشانج زينزهونج، الذي يشغل منصب نائب قائد القوة منذ عام 2016 حتى عام 2022 ثم نائب رئيس الطاقم العسكري المشترك للجنة الأركان المركزية.
ووفقًا للتقارير، تم وضع كليهما تحت تحقيق مكافحة الفساد في وقت سابق من هذا العام، جنبًا إلى جنب مع نائب آخر سابق لـ"لي".
وتم استبدال "لي" بـ"وانج هوبين" نائب قائد البحرية السابق. وعلى الرغم من التغيير المفاجئ، إلا أن بكين لم تصدر أي بيانات رسمية حول سبب الإقالات أو التحقيق، وتمت إزالة أيضًا الأدوار النيابية للجنرالات أمس الجمعة، بما في ذلك لي تشوانجوانج، نائب قائد قوة الصواريخ منذ عام 2016، وزهو يانينج، القائد السابق للقوة من عام 2017 إلى 2022، وكذلك رئيس تطوير المعدات في القوة لو هونج.