نظّم المركز الإعلامي لوزارة الخارجية الأمريكية في بروكسل، إيجازًا صحفيًا مع مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، باربارا ليف، تناولت من خلاله الجهود الأمريكية لاحتواء الاضطرابات في المنطقة.
وأشارت ليف، خلال الإيجاز الذي ضم عددًا من ممثلي الصحافة الأوروبية والشرق أوسطية، إلى اجتماعها مع مدراء آخرين لقضايا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من مجموعة الدول الصناعية السبع.
وقالت: اجتمعنا لمناقشة جهودنا الرامية إلى زيادة تدفق المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى المدنيين الفلسطينيين في غزة بنسبة كبيرة، وبناء توافق على رؤية لمرحلة ما بعد الصراع في غزة، وإيجاد سبل تمكن المجتمع الدولي من تعزيز دعمه للسلطة الفلسطينية والجمهور الفلسطيني بشكل عام.
وأضافت ليف: تناولنا بعض التقدم الذي تم إحرازه مؤخرا في الأسبوعين والنصف الماضيين بالمجال الإنساني. الآن تدخل كمية أكبر من المساعدات إلى غزة يوميًا وقد بدأت إسرائيل باستخدام معبر في الشمال وميناء أشدود من أجل المساعدات الإنسانية، وواصلت الولايات المتحدة العمل مع شركائنا لإحراز تقدم لناحية فتح ممر إنساني بحري.
وأكدت: لكن هذه الجهود ليست كافية بحسب ما أشار إليه الرئيس بايدن ووزير الخارجية. وحسب المبعوث الخاص ساترفيلد، الأربعاء، إن ما نسبته 100% من سكان غزة يواجهون خطر المجاعة وسوء التغذية.
ولفتت مساعدة بلينكن للشرق الأدنى إلى أن التنسيق لتفادي التعارض ما زال يمثل مشكلة رئيسية للخبراء والعاملين في المجال الإنساني "نضغط من أجل تسريع تسليم المساعدات على كافة الجبهات، وقمنا بحث إسرائيل على اتخاذ خطوات ملموسة تتيح دخول المزيد من المساعدات وتوزيعها في مختلف أنحاء القطاع".
العدوان على غزة
فيما يتعلق بالتخطيط لمرحلة ما بعد العدوان الإسرائيلي على القطاع، أشارت ليف إلى أن مجموعة السبع تتمتع بفرصة دعم جهود التعافي في غزة في مرحلة ما بعد الصراع، عبر خطط تعتمد على مبادئ طوكيو -التي حددها وزير الخارجية الأمريكي- وتشرك جهات مانحة دولية تساهم في عملية إعادة بناء غزة بشكل قوي، يعزز الترتيبات الأمنية، وهيكلية الحكم بقيادة فلسطينية.
وقالت: نحن ملتزمون بتعزيز فرص السلام والأمن الدائمين لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، بما في ذلك من خلال خطوات عملية ومحددة زمنيًا وغير قابلة للعكس تعمل باتجاه إقامة دولة فلسطينية تقوم جنبًا إلى جنب مع إسرائيل.
وأكدت أنه ينبغي إعادة توحيد الضفة الغربية مع قطاع غزة تحت قيادة السلطة الفلسطينية "التي يبقى تنشيطها أمرًا أساسيًا لتحقيق النتائج للشعب الفلسطيني في كل من الضفة والقطاع ولإنشاء الظروف الملائمة للاستقرار".
وحول العقوبات على كتيبة "نيتساح يهودا" التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي؛ رفضت ليف التعليق؛ لكنها أشارت إلى أن "قانون ليهي"، التشريع المعني بالتمويل العسكري الأجنبي الممول من دافعي الضرائب الأمريكيين، يضم مجموعة من المتطلبات بالنسبة الشركاء الذين يتلقون التمويل العسكري الأجنبي "ويبرز دور هذا القانون في الحالات التي نجد فيها دلائل على ارتكاب وحدة عسكرية، أو أعضاء وحدة، انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، مما يرتب تعليق هذه المساعدات أو عدم السماح بتقديم تلك المساعدات للوحدة المعنية".
أيضًا، نفت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأدنى الحديث عن التقارير حول المقابر الجماعية التي تم العثور عليها في القطاع. وقالت: فيما يتعلق بالتقارير عن المقابر الجماعية، فقد اطلعنا عليها وطلبنا معلومات بهذا الخصوص. لكن ليس لدي أي شيء أشارككم به حاليًا.
أيضًا، شددت ليف على نفي الموافقة الأمريكية على أية هجمات إسرائيلية محتملة على رفح الفلسطينية "لم نمنح الضوء الأخضر لأي عملية عسكرية. أريد أن أكون واضحة جدا بشأن هذه النقطة. يبدو أنه ثمة سوء فهم واسع النطاق حول هذه المسألة".
وقالت: في الواقع، لقد كنا واضحين تماما في السر والعلن بشأن عدم القبول بأي عملية عسكرية، سواء كانت كبيرة أو أقل من كبيرة، في الظروف التي يحتشد فيها أكثر من مليون شخص في مساحة صغيرة جدًا على مقربة من رفح الفلسطينية، والتي تتواجد فيها البنية التحتية الإنسانية لدعم الناس في تلك المنطقة، مع نقاط الدخول الحيوية للمساعدات.
الدولة الفلسطينية
رغم التأكيد الأمريكي بشأن حل الدولتين؛ إلا أن واشنطن استخدمت حق النقض "الفيتو" لإيقاف الطلب الفلسطيني في مجلس الأمن للحصول على العضوية الكاملة للأمم المتحدة. تبرر ليف تصرف واشنطن بقولها: لقد صرح الرئيس ووزير الخارجية طيلة السنوات الثلاث لهذه الإدارة عن دعمنا الثابت لسعي الفلسطينيين المشروع إلى إقامة دولة خاصة بهم. ولم يكن ما اضطررنا إلى القيام به الأسبوع الماضي سوى ردا لما يمكن أن أسميه محاولة لوضع العربة أمام الحصان وعدم خلط الأمور.
وأضافت: أعني بكلامي أننا نؤمن بضرورة التفاوض على قيام دولة فلسطينية، وكان هذا الرأي كذلك عبر عدة إدارات متعاقبة. ليس من المنطقي أبدا أن تعرض العضوية على دولة غير قائمة في الواقع ولم يتم ترسيم حدودها وتواجه مجموعة كاملة من قضايا الوضع النهائي التي لم يتم التفاوض عليها.
وشددت: أريد أن أؤكد على أننا ما زلنا ملتزمين بذلك لأننا نؤمن بأن أمن الفلسطينيين والإسرائيليين يكمن في دولة خاصة بكل جانب، على أن تقوم هاتان الدولتان الواحدة بجانب الأخرى بسلام وأن يتم التفاوض على إقامة الدولة الفلسطينية.
لبنان وإيران
ترى ليف أن التوترات القائمة بين دولة الاحتلال وحزب الله على الحدود اللبنانية لديها فرصة للحل الدبلوماسي "نحن ملتزمون بذلك إلى حد بعيد، وكرسنا طاقة المبعوث الأمريكي آموس هوكستين وجهوده لتحقيق ذلك".
وأضافت: هل أوشكت فرص التوصل إلى ذلك على الانتهاء؟ لن أصف الأمر بهذه الطريقة، ولكن ثمة درجة عالية من التقلبات عند تلك الحدود إلى حد مقلق جدًا.
ولفتت إلى أن احتمال التصعيد مرتفع "لذا نبهنا إسرائيل، طبعًا، بشأن كيفية ردها على الهجمات التي يبدأها حزب الله لتتوخى الحذر في طريقة ردها، واستخدمنا عددًا من القنوات مع حزب الله وساعدنا شركاء آخرون في استخدام قنواتهم، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لتحذيره من مغبة الدخول في المعركة أو توسيع الصراع.
وفيما يتعلق بمحاولات إدراج الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية في أوروبا، ترى ليف أن أروقة الاتحاد الأوروبي تشهد اهتماما متجددا في النظر في هذه الإمكانية.
وقالت: أعتقد أنه ثمة اهتمام كبير في أروقة الاتحاد الأوروبي بشأن مسألة إدراج الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، وبالتحديد لدورها في هذا النوع من الأنشطة المدمرة والمزعزعة للاستقرار إلى حد كبير.
وأوضحت: مسألة تعاملنا مع إيران في المنطقة، وحتى إيران في البعد النووي، هي مسألة معقدة جدا، وتعتمد على نهج متعدد المستويات والقنوات والأطراف. هذا هو بالضبط ما نشط في بروكسل هذا الأسبوع خلال مناقشات الاتحاد الأوروبي.
كما أعربت عن رؤية أمريكية بتورط إيران في ساحة المعركة في أوكرانيا "من خلال مساعدة روسيا في حربها على أوكرانيا بموجة تلو الأخرى من الطائرات المسيرة الإيرانية"؛ مؤكدة أن هناك صيغ مختلفة لكيفية التعامل مع إيران "إذ ينبغي أن نستخدم مجموعة متنوعة من الأدوات الدبلوماسية والعقوبات والأدوات العسكرية أحيانا، وبحسب الضرورة".