الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"الحليب آمن".. إدارة بايدن تطمئن الخائفين من أنفلونزا الطيور

  • مشاركة :
post-title
ثبت أن عينة من كل 5 من حليب التجزئة إيجابية لأجزاء فيروسية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

مع انتشار أنباء، مساء أمس الخميس، عن أن ما يقرب من خُمس إمدادات الحليب في الولايات المتحدة تحتوي على أجزاء من فيروس أنفلونزا الطيور، بعد مزاعم انتقاله إلى الأبقار، تتسابق إدارة الرئيس جو بايدن والشركات القائمة على صناعة الألبان في البلاد، لإقناع الجمهور بعدم القلق بشأن انتشار المرض بين الماشية.

لكن، على الرغم من التأكيدات، جاء إعلان إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، أن 1 من كل 5 عينات من الحليب المُباع بالتجزئة أثبتت أنها إيجابية لأجزاء فيروسية، ليشير إلى أن الفيروس ربما انتشر إلى ما هو أبعد من قطعان الألبان التي ظهرت عليها الأعراض.

وتم العثور على العامل المسبب للمرض فيما لا يقل عن 33 قطيعًا من قطعان الألبان في ثماني ولايات، منذ اكتشافه لأول مرة بين الماشية في ولاية تكساس، أواخر مارس الماضي. ويقول علماء الفيروسات إنه قد يكون أكثر انتشارًا مما تشير إليه البيانات.

وحتى الآن، تم التأكد من إصابة شخص واحد فقط بالفيروس، وهو عامل ألبان في تكساس أصيب بحالة التهاب الملتحمة (العين الوردية)، حسب ما ذكرت وسائل الإعلام.

وذكر آلان رودريجيز المتحدث باسم وزارة الزراعة الأمريكية أن هذا الوضع "كان ولا يزال يتطور بسرعة ونحن نتعامل معه بجدية وبشكل عاجل".

وأضاف، في بيان: "لهذا السبب، أصدرنا هذا الأسبوع أمرًا فيدراليًا لمزيد من حماية صناعة الماشية الأمريكية من التهديد الذي يشكله هذا الفيروس".

تحذيرات

الثلاثاء الماضي، أصدرت وزارة الزراعة، وإدارة الغذاء والدواء (FDA)، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، بيانًا كررت فيه أن إمدادات الحليب التجاري آمنة.

وشددت الوكالات الأمريكية على أن "البسترة" هي المفتاح لمنع الحليب من نقل فيروس أنفلونزا الطيور إلى البشر.

ومع ذلك، فقد أقروا بأنه "من غير المتوقع أن تزيل العملية وجود جزيئات فيروسية"، وقالوا إن بعض عينات الحليب التي اختبرتها الحكومة تحتوي على أجزاء الفيروس المعطلة.

كما أوضح البيان أن إدارة الغذاء والدواء لديها توصية طويلة الأمد للمستهلكين بـ "عدم استهلاك الحليب الخام"، مع الإشارة إلى أنه "تم اكتشاف وجود فيروس H5N1 -المسبب للمرض- في الحليب الخام". مؤكدة أن 99% من إمدادات الحليب التجاري "تأتي من المزارع التي تشارك في برنامج الحليب من الدرجة "أ" وتتبع قانون الحليب المبستر".

وبينما حرصت الإدارة الأمريكية على القول إن البسترة "من المرجح" أن تعطل فيروس أنفلونزا الطيور في الحليب؛ لكنها تعترف أيضًا بأن اكتشاف الفيروس في أبقار الألبان "هو وضع جديد ومتطور ولا توجد دراسات حول تأثيراته".

وتسعى الحكومة الفيدرالية لاستكمال مثل هذه الاختبارات، باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب التي تشمل الاختبارات المعملية، وأخذ عينات من الحليب ومنتجات الألبان الأخرى في مراحل مختلفة من المعالجة، وعلى أرفف المتاجر.

ويوم الأربعاء، أصدرت وزارة الزراعة الأمريكية أمرًا فيدراليًا جديدًا، يقضي بإجراء اختبار لجميع أبقار الألبان للكشف عن أنفلونزا الطيور قبل نقلها عبر حدود أي ولاية. كما سيُطلب من المختبرات والأطباء البيطريين الحكوميين الإبلاغ عن أي نتائج إيجابية للفيروس في الماشية إلى الوزارة؛ حيث سيتم فرض الاختبار والإبلاغ الإلزامي ابتداءً من يوم الاثنين.

ووفق صحيفة "بوليتيكو"، يشعر بعض خبراء الصحة العامة بالقلق بشأن المدة التي يستغرقها هذا الاختبار؛ وكذلك انعدام الشفافية حتى الآن بشأن النتائج التي توصلت إليها الحكومة الأمريكية.

ونقلت الصحيفة عن مارك بيروني، رئيس نقابة عمال الزراعة والتجارة (UFCW)، أن نقابته على اتصال مع وزارة الزراعة الأمريكية، ومركز السيطرة على الأمراض، وإدارة السلامة والصحة المهنية، بشأن "زيادة تدابير السلامة والوصول إلى الاختبار لجميع أعضائنا في تعبئة اللحوم ومعالجتها".

بسترة ولقاح

حسب "بوليتيكو"، تقول إدارة بايدن إن لديها لقاحين مرشحين يبدو أنهما متطابقان بشكل جيد لفيروس أنفلونزا الطيور المنتشر. لكن المسؤولين لا يعتقدون أنه من الضروري تكثيف حملة التطعيم في الوقت الحالي.

ويوم الثلاثاء، صرّح مساعد وزير الصحة والخدمات الإنسانية للتأهب والاستجابة داون أوكونيل، للصحفيين، أنه -إذا لزم الأمر- يمكن نشر مئات الآلاف من جرعات اللقاحات التي تستهدف فيروس أنفلونزا الطيور H5N1 لدى البشر في غضون أسابيع؛ ويمكن بعد ذلك نشر أكثر من 100 مليون جرعة في غضون أشهر.

وقال المسؤولون إن الولايات يمكنها أن تطلب معدات الحماية الشخصية من المخزون الفيدرالي، للمساعدة في حماية عمال المزارع وغيرهم من الذين على اتصال وثيق بالحيوانات المصابة.

وكان أوكونيل قد قال للصحيفة في وقت سابق إن اللقاح سيكون عبارة عن نظام من جرعتين.

كما أكدت شركات الألبان أنها تتعاون مع الجهود التي تبذلها الحكومة الأمريكية، فضلاً عن الالتزام بالقواعد الحالية لفصل أبقار الألبان المريضة في مزارعها، حتى لا يدخل حليبها إلى الإمدادات الغذائية في المقام الأول.

وكرر القائمون على صناعة الألبان تقييمات الوكالات الفيدرالية بأن الحليب المبستر ومنتجات الألبان المباعة في المتاجر آمنة للمستهلكين.

وقالت الرابطة الدولية لأغذية الألبان، في بيان: "الشظايا الفيروسية التي تم اكتشافها من خلال الاختبارات المعملية بعد البسترة هي دليل على أن عملية البسترة دمرت بشكل فعال فيروس أنفلونزا الطيور".

وأكدت الرابطة أن الشظايا التي تم العثور عليها ليس لها أي تأثير على صحة الإنسان، ولا يوجد ما يشير إلى حدوث ذلك بعد.

كما أشار آلان بيرجا، المتحدث باسم الاتحاد الوطني لمنتجي الألبان، إنه لم ير أي تغيرات في أسعار الحليب للمزارعين أو المستهلكين، حتى مع اختبارات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الأخيرة.