أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، غضب الإدارة الأمريكية، بتقليله من المظاهرة القاتلة عام 2017 في شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا، وذلك عند مقارنته بالاحتجاجات التي تشهدها العديد من الجامعات الأمريكية ضد سياسة الدعم الأمريكي لدولة الاحتلال الإسرائيلي خلال حربها المدمرة على قطاع غزة.
"شارلوتسفيل".. حبة فول
ووصف "ترامب" مظاهرة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا بأنها كانت مجرد حبة فول سوداني، مقارنة بالاحتجاجات الحالية المؤيدة للفلسطينيين التي تحدث في جميع أنحاء البلاد، وفق موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يقلل فيها ترامب من شدّة مظاهرة "شارلوتسفيل"، التي سار فيها المئات من القوميين البيض في شوارع المدينة، ودهس سائق حشدًا من المتظاهرين المعارضين، ما أسفر عن مقتل أحدهم.
ضربة قوية
ووجه "ترامب" ضربة قوية إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي قال إن "مسيرة شارلوتسفيل ألهمته للترشح في عام 2020"، وذلك في أثناء مغادرته المحكمة بعد يوم آخر من محاكمته المالية في نيويورك، قائلًا: "لدينا احتجاجات في كل مكان، وهو يتحدث عن شارلوتسفيل"، في إشارة إلى "بايدن"، وفق "أكسيوس".
وأعرب ترامب عن مشاعر مماثلة في منشور على موقع Truth Social (تروث سوشيال)، مساء الأربعاء الماضي، حيث كتب أن "شارلوتسفيل تشبه حبة الفول السوداني مقارنة بأعمال الشغب والاحتجاجات المناهضة لإسرائيل التي تحدث في جميع أنحاء بلادنا".
وكان ترامب واجه في السابق ردود فعل سلبية وغاضبة هائلة عندما ادعى أن هناك "أشخاصًا طيبين جدًا على كلا الجانبين من أحداث شارلوتسفيل"، إذ وصف المتعصبين البيض خلال تلك المظاهرة بأنهم "أشخاص طيبون".
البيت الأبيض يدين
وأدان البيت الأبيض تصريحات الرئيس السابق لتقليله من أهمية مسيرة شارلوتسفيل، وقال نائب السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، أندرو بيتس، إن "التقليل من مظاهرات شارلوتسفيل أمر بغيض ومثير للانقسام، وإن تجمع شارلوتسفيل للمتعصبين للبيض أجبر الرئيس بايدن على الترشح في عام 2020، لأنه حارب معاداة السامية والكراهية طوال حياته".
وأضاف: "جو بايدن هو الرئيس الوحيد الذي أنشأ ونشر استراتيجية وطنية لمكافحة معاداة السامية، وفي الأيام الأخيرة، سمعتم الرئيس بايدن يدين بقوة وبشكل متكرر التعليقات المروعة المعادية للسامية التي تم تسجيلها بالفيديو".
ونقّب "بيتس" في تاريخ لقاءات ترامب مع معاداة السامية في منتجع مار-أ-لاجو، وقال: "وعلى عكس بعض الشخصيات اليمينية، لم يدع الرئيس بايدن مطلقًا النازيين الجدد ومنكري الهولوكوست لتناول طعام الغداء".
انتفاضة الجامعات
أدان "ترامب" "بايدن" لأنه "ليس لديه أي فكرة" عن كيفية التعامل مع الاحتجاجات في الحرم الجامعي، وقارن المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين الذين يتصارعون مع الشرطة بالأحداث التي وقعت في شارلوتسفيل، وفق "ميدياسيت" الأمريكي.
وتركزت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في حرم الجامعات الأمريكية، حيث واجه الطلاب حملة قمع متزايدة من مديري ورؤساء الجامعات، وقد أدى ذلك إلى موجات من الاعتقالات وإلغاء الفصول الدراسية وحتى التأثير على خطط البدء.
ويأتي غضب المتظاهرين في الوقت الذي يواجه فيه بايدن ضغوطًا سياسية متزايدة بشأن تصرفات إسرائيل في غزة وتدهور الوضع الإنساني للفلسطينيين في القطاع، حيث خاطب بايدن الاحتجاجات يوم الاثنين، قائلًا: "إنه يدين أي احتجاجات معادية للسامية تحدث".